الصيدلية المركزية ترفض تزويد المستشفيات بالأدوية حتى تسدّد ديونها كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بلعمبري مسعود، عن تسجيل ندرة في 150 نوع من الأدوية منها المهمة والضرورية للمرضى، فيما كشفت مصادر مطلعة أن عدم تزويد المستشفيات العمومية بالأدوية يرجع لعدم تسديد ديونها. وفي هذا الصدد، قال مصدر مسؤول من الصيدلية المركزية على مستوى المؤسسة الإستشفائية بعنابة ل”النصر”، أن الدواء المخصّص لمرضى التهاب الكبد الفيروسي “ج” أن صيدلية عنابة توزع الأدوية على مستشفيات 11 ولاية شرقية، و أن أغلب هذه المستشفيات لم تسدد الديون التي على عاتقها والتي تجاوزت الملايير، وهو ما يعطل حسبه عملية استيراد الأدوية التي تستقدم بالعملة الصعبة وهي المشكلة التي تطرح كل عام كما قال، مضيفا أن هناك أدوية يجب أن يسدّد ثمنها قبل استقدامها، وأشار ذات المتحدث إلى أن المسؤولين بالمستشفيات المعنية كان عليهم أن يتقدموا بطلبات تتناسب مع كمية الأدوية المستقدمة، وكشف أن الندرة بصيدليات المستشفيات العمومية تتعلق بثماينة أدوية لا يمكن توفيرها بشكل كافٍ إلا في حال تسديد المؤسسات الصحية لديونها المتراكمة منذ سنة كاملة أو أكثر . رئيس نقابة الصيادلة الخواص، أكد في حديثه ل”النصر” هو الآخر بأن الندرة مست 150 دواء عبر صيدليات الوطن تتقدمها المهدئات على غرار “الأسبيجيك” الذي يهم مرضى القلب ويقضي على الحمى بالنسبة للأطفال، إلى جانب مضادات ضد الالتهابات والحساسية ومنها “كورتيكويد”، إضافة إلى ندرة حبوب منع الحمل وبعض الأدوية الخاصة بمرضى الربو ومرضى ضغط الدم على غرار دواء “موديرتيك”، وأوضح بلعمبري أن الإشكال المتعلق بالأدوية كان سيقل حدة لو توفرت الأدوية الجنيسة والبديلة، مضيفا بأن هذه الأخيرة نادرة كذلك، ذات المتحدث كشف بأن الموزعين عبر الوطن المقدر عددهم بنحو 500 موزع لم يقدموا التبريرات الكافية ولم يهضموا هم كذلك أسباب الندرة وربطوه بالاستيراد، والصيادلة ينتظرون حل الإشكال لأزيد من 3 إلى 4 أشهر. رئيس نقابة الصيادلة قال أن هذا الانشغال يرفع في كل مرة للوصاية في انتظار التكفل به، وكان وزير الصحة جمال ولد عباس قد كشف من وهران أن الوزارة باشرت تحقيقا معمقا حول ما بات يعرف بقضية ندرة الأدوية خاصة ما تعلق منها بمرض السرطان والسيدا، كاشفا في ذات السياق أن الوزارة ستتكفل مستقبلا بملفي استيراد الأدوية وتوزيعها لوضع حدّ لما وصفها بالتلاعبات التي أدخلت الجزائر في أزمة ندرة الدواء. وللإشارة فقد احتج أمس العديد من مرضى التهاب الكبد الفيروسي بإقليم ولاية أم البواقي وتجمهروا غير بعيد على المؤسسة الإستشفائية محمد بوضياف للمطالبة بحل إشكالية ندرة الدواء المخصّص لهم، فيما أشار بعضهم إلى أن عددهم يقدّر بالمئات عبر 11 ولاية شرقية في كل من عنابة وقسنطينة وسطيف والطارف وسوق أهراس وسكيكدة وميلة وجيجيل وتبسة وأم البواقي وقالمة وقالوا أن أغلب المصابين بالتهاب الكبد “ج” لم تقدّم لهم الأدوية المخصّصة لهم في شكل حقن منذ أزيد من سنة كاملة، ما بات يهدّد سلامتهم وصحتهم ودفعهم للاحتجاج بعد أن ضاقت بهم السبل في إيجاد جهة تتكفّل بحالتهم. المرضى المسّجلون على مستوى مستشفى محمد بوضياف كشفوا في معرض حديثهم “للنصر”، بأن اتصالهم مع الجهة المعنية للتكفل بهم جعلهم يدركون أن المشكلة مطروحة على المستوى وطني، إضافة إلى كونها مرتبطة بالصيدلية المركزية في عنابةوالجزائر العاصمة، وبحسب الذين التقت بهم “النصر” من المرضى فالبعض منهم لم يتلقى علاجه منذ شهر نوفمبر من السنة الماضية ، وهو ما جعل كثيرين منهم يتساءلون عن طبيعة الأخطار التي باتت تحدّق بهم. وبدروها أشارت صيدلية مستشفى محمد بوضياف، إلى أن الإشكال لا يعنيها على اعتبار أنها تتقدّم بطلبات دورية للصيدلية المركزية غير أن الندرة هي سبب عدم استقدام الدواء الخاص بالتهاب الكبد وغيره من الأدوية، بالرغم من كون المريض يحتاج 48 حقنة في السنة والكميات التي تستقدم غير كافية لتغطية الطلبات. أحمد ذيب