* المترشحون الخمسة و مسؤولو وسائل الإعلام يوقّعون على ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية * تبون وميهوبي وبلعيد يختارون أدرار لبداية الحملة * بن فليس بولايتي تلمسان وتمنراست * بن قرينة يختار العاصمة والبليدة لبداية الحملة تنطلق اليوم الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل، التي يتنافس خلالها خمسة مترشحين هم عبد المجيد تبون، علي بن فليس، عز الدين ميهوبي عبد العزيز بلعيد و عبد القادر بن قرينة ، للفوز بكرسي المرادية، ويدخل المرشحون الخمسة الحملة بشعارات مختلفة وبرامج متنوعة، حيث فضل أغلبية المترشحين للرئاسيات بداية حملتهم الانتخابية من ولايات الجنوب، في رحلة لاستمالة أصوات الناخبين، وتجرى الحملة الانتخابية تحت أعين السلطة المستقلة و وفق الضوابط التي حددها ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية. يدخل المترشحون الخمسة للرئاسيات بداية من اليوم، في سباق الظفر بأصوات الناخبين، في حملة تستمر ثلاثة أسابيع، يقدم خلالها المرشحون برامجهم. وتختلف مضامين هذه البرامج من مترشح لآخر، و تتمحور أساسا حول المشاريع التنموية و الإصلاحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و تكريس حرية التعبير و الرأي و الديمقراطية بالإضافة إلى تحفيز الدبلوماسية الجزائرية و العلاقات الخارجية. وتعول السلطة المستقلة للانتخابات على إنجاح الحملة الانتخابية عن طريق تفعيل الدور الرقابي لمندوبياتها ومنسقيها عبر مختلف الولايات الذين سيضطلعون "بكل المهام الحساسة بدءا من متابعة الحملة الانتخابية في مختلف جوانب تنظيمها والحرص على المساواة بين المترشحين وإلى غاية انتهاء العملية الانتخابية" -حسب تصريح سابق لرئيس السلطة محمد شرفي- الذي أكد أن هيئته «تتعهد بضمان انتخابات نزيهة وديمقراطية وأن أعضاءها مجندون للحفاظ على اختيار الشعب». وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، إن كل «الإمكانيات التكنولوجية والبشرية متوفرة لضمان السير الحسن للحملة الانتخابية الخاصة برئاسيات 12 ديسمبر المقبل»، وأضاف أن الرئيس المنتخب «سيتكفل بكل شرعية وبكل مسؤولية بمعالجة كل المسائل الاجتماعية المطروحة». ويدشن عبد المجيد تبون، سباق الرئاسيات من ولاية أدرار، وقالت مديرية حملته أن تخصيص تبون لمنطقة الجنوب لانطلاق حملته هو بمثابة عرفان لدور سكان المنطقة في حماية البلاد من التهديدات التي تتربص بالبلاد، في حين سيزور رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ولايتي تلمسان وتمنراست في يومه الأول من الحملة الانتخابية. ويحل رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد بأدرار لتنظيم أول تجمع شعبي له، وأشار المكلف بالإعلام لجبهة المستقبل، رؤوف معمري، أن المكتب الولائي لأدرار هو الذي أبدى رغبته أن يستهل المترشح للحزب، عبد العزيز بلعيد، حملته الانتخابية من تلك الولاية عن طريق تجمع شعبي. أما مرشح حزب حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، فقد اختار افتتاح حملته الانتخابية بالقيام بجولة «رمزية» بالعاصمة، يتقرب من خلالها خاصة إلى فئة الشباب والسماع إلى مشاكلهم وتطلعاتهم وبالمقابل سيحاول هو بدوره إقناعهم وعرض لهم الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي فضلا عن شرحه للشعار الذي تم اختياره وهو «معا نبني الجزائر الجديدة». كما أعلنت مديرية حملة الأمين العام بالنيابة للأرندي عز الدين ميهوبي عن إطلاق الحملة من الجنوب، و أوضح مدير حملة مترشح التجمع الوطني الديمقراطي، محمد فادن، أن اختيار ولاية أدرار لبدء الحملة الانتخابية راجع لوجود «عدد كبير من الزوايا فيها» لإقناعها بمدى أهمية البرنامج الذي اختاره مرشحهم وما يحمله من حلول للأزمة التي تعيشها الجزائر منذ مدة، فضلا عن عدد «هائل» من المنتخبين الذين ينتمون إلى الحزب. التزام بالتغيير لاستمالة أصوات الناخبين ويخوض المترشح عبد المجيد تبون، رئاسيات 12 ديسمبر، تحت شعار «بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون»، وقدم 54 التزاما لتأسيس «جمهورية جديدة». ويقترح برنامجه الانتخابي، مراجعة واسعة للدستور وإعادة صياغة الإطار القانوني للانتخابات والفصل بين المال والسياسة»، ويقترح أيضا إدخال «إصلاح شامل على العدالة. كما تعهد تبون بتنفيذ «سياسة جديدة للتنمية خارج المحروقات واستبدال المنتجات المستوردة بالمنتجات المحلية. أما المترشح علي بن فليس، فيدخل غمار السباق الانتخابي بشعار «الجزائر بلادنا ورفعتها هدفنا»، ويقترح بن فليس برنامج «الاستعجال الوطني»، مؤكدا أن البرنامج الذي يقترحه يتضمن الحل الأقصر والأقل كلفة لإخراج البلاد من أزمتها، ووعد بفتح ورشات إصلاح واسعة في مختلف المجالات وعدم التسامح مع تغلغل المال المشبوه في السياسة وتمكين الهياكل المعنية للدولة بكل وسائل الردع. كما التزم بن فليس، بالتكفل بالمطالب والتطلعات المشروعة لحراك 22 فيفري الماضي، وتحقيقها كاملة غير مبتورة، مؤكدا القطيعة مع النظام السياسي السابق، وبناء منظومة سياسية عصرية قوامها دولة الحق والقانون. ويخوض مرشح حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد حملته الانتخابية من الجنوب، حيث سينشط أول مهرجان شعبي، لعرض برنامجه الانتخابي الذي اختار له شعار « الشعب يقرر». وقدم بلعيد 62 التزاما، قال إنها الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي وإنها جاءت 62 تبركا بسنة استقلال الجزائر. وتتمثل الالتزامات 62 في بعث قيم المواطنة وحرية التعبير، بناء مؤسسات قوية، الاستثمار في الإنسان والأخلاق، وإعادة بناء الشرعية الانتخابية، مراجعة إصلاح جميع قوانين الحريات العامة و حقوق الإنسان، إضافة إلى إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية والجامعية والمهنية، دعم لامركزية التسيير ودعم مشاركة المواطن فيه، والتوجه نحو الفلاحة المستدامة، وكذا تشجيع المصرفية الإسلامية، وإعادة بناء النسيج الاجتماعي والاقتصادي، إعطاء الدور الريادي للاستثمار في الجنوب الكبير. من جانبه يخوض عز الدين ميهوبي حملة الرئاسيات، تحت شعار «ألتزم» وقال بأنه سيعرض 15 التزاما و 200 إجراء ضمن برنامجه الانتخابي الذي سيعرض في الحملة الانتخابية، أما مرشح حركة «البناء» عبد القادر بن قرينة، الذي سيبدأ حملته الانتخابية بوسط البلاد، فسيخوض رحلة إقناع الناخبين بشعار «معا نبني الجزائر الجديدة..من 2020 إلى 2025». وعلاوة على المهرجانات واللقاءات الجوارية سيقوم كل مرشح خلال هذه الحملة الانتخابية بشرح برنامجه الانتخابي عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية «تلفزة وإذاعة» وذلك وفقا لعملية قرعة أجرتها السلطة المستقلة للانتخابات. و سيعتمد المترشحون كذلك على دعائم الإشهار الأخرى كالملصقات واللوحات التي وفرتها السلطات العمومية في كل البلديات. وستكون مواقع التواصل الاجتماعي، لاعتبارات عديدة، هي الحلبة التي ستشهد أقوى النزالات، إذ لم يعد فتح المداومات أمرًا يسيرًا، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي صارت تضم مختلف الشرائح العمريّة والاجتماعيّة والقادمة من مشارب فكرية متنوّعة، وخاصّة فئة الشباب الذين على الرغم من انخفاض نسب مشاركتهم في التصويت، إلّا أنّهم يحتلون المنصات الرقمية مما يجعل هناك إمكانية أكبر للتوجّه نحوهم عبر هذه المنصات. ع سمير تبون يلتقي مدراء حملته الولائيين ويؤكد الجزائر تمر بمرحلة صعبة والمتربصون بها كُثر أكد المرشح الحر لرئاسيات 2019، عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر تمر بمرحلة حساسة وصعبة جدا مشيرا إلى أن المتربصين بها كثر من الداخل والخارج. وقال بأنه سيسعى لتحقيق أحلام المواطنين من الطبقة الهشة والمعوزة التي تبقى تحت حماية الدولة الوزير الأول الأسبق، و خلال لقاء جمعه بالمندوبين الولائيين لحملته الانتخابية بالعاصمة أثنى على "ميثاق الممارسات الانتخابية والذي سطرته السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، حيث قال أن الجزائر دخلت عهدا جديدا من الحملات الانتخابية لم تشهده من قبل، وان الجزائر على موعد مع ديمقراطية جديدة بتصورات جديدة". وأضاف المترشح يقول:» نسعى لتحقيق أحلام المواطنين من الطبقة الهشة والمعوزة التي تبقى تحت حماية الدولة، ونعمل على نقل الجزائر من الوضع الذي تعيشه في الوقت الراهن وبناء جزائر جديدة». وفيما يتعلق بمختلف القطاعات كالصحة فسيتم-حسبه-تشريحها من جديد وبموافقة الشعب ستدخل الدولة في إطار الجزائر الجديدة، «الجزائر لكل الجزائريين والجزائريات». ع س أحزاب و جمعيات وشخصيات عبرت عن مساندتها له بن فليس ينشط تجمعات شعبية على مستوى أكثر من 36 ولاية ينشط المترشح للانتخابات الرئاسية علي بن فليس ، تجمعات على مستوى أكثر من 36 ولاية ، خلال الحملة الانتخابية ومن المنتظر أن يستهل الحملة اليوم بتجمعين بكل من تلمسان وتمنراست، حسب مدير الحملة المكلف بالإعلام شكيب قويديري. وأوضح شكيب قويديري في تصريح للنصر ، أمس، أن المترشح علي بن فليس سينشط تجمعات شعبية على مستوى أكثر من 36 ولاية عبر الوطن، سيستهلها اليوم بتجمعين على مستوى كل من ولايتي تلمسان وتمنراست . ومن جهة أخرى ، أشار نفس المتحدث، إلى وجود أحزاب وجمعيات وشخصيات وطنية عبرت عن مساندتها للمترشح علي بن فليس، لافتا إلى حضور عدة أحزاب خلال إعلانه عن برنامجه الانتخابي . ومن جهة أخرى، تحدث شكيب قوديري عن الاهتمام الكبير الذي توليه حملة المترشح علي بن فليس للترويج لبرنامجه الانتخابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، مشيرا إلى وجود فريق عمل يضم مختصين وشبابا مناضلين ، يشرفون على هذه الشبكات لشرح برنامجه ومشروعه ، وقال في هذا الاطار لقد طورنا المديرية الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي و استعنا بأخصائيين ومناضلين لمساعدتنا في هذا المجال. كما تطرق نفس المتحدث إلى التجنيد الميداني على مستوى 48 ولاية وفي مختلف البلديات فضلا عن اللقاءات التي ستنظم تقريبا على مستوى 40 ولاية. . وأضاف أن مداومة المترشح علي بن فليس مهيكلة في جميع الولايات والبلديات بحكم التجارب التي خاضها في السابق . مراد - ح كشف عن برنامج يضم 15 التزاما ميهوبي يتعهد بمواصلة مكافحة الفساد وتقييد العهدات كشف المترشح للرئاسيات، عزالدين ميهوبي ، أمس، عن برنامجه الانتخابي الذي تضمن 15 التزاما "استراتيجيا" من أجل الجزائر وتعهد بتحقيق الالتزامات الواردة في البرنامج و الاعتماد على النخب والكفاءات الوطنية ، مؤكدا على تقييد العهدات الانتخابية وإعادة النظر في التنظيم الإقليمي ومواصلة مكافحة الفساد ، وفصل منصب القاضي الأول تماما عن منصب رئيس الجمهورية. استعرض عزالدين ميهوبي أمس، بالعاصمة، الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي الذي سيخوض به الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل ، موضحا أن هذا البرنامج يضم 15 التزاما ، تتضمن أزيد من 200 إجراء عملي، معبرا في هذا الإطار عن التزامه بكل مسؤولية وصدق بتحقيق الالتزامات الواردة في هذا البرنامج. وأشار ميهوبي إلى وضع الآليات اللازمة، من أجل حل جانب كبير من المشكلات القائمة التي تعاني منها الجزائر، معتبرا أن الانتخابات الرئاسية المقبلة مسألة مصيرية ولابد من الذهاب إليها لتجاوز الوضع السائد ، وعبر عن أمله في أن تكون المشاركة قوية في الاستحقاق الانتخابي. وذكر المترشح للرئاسيات، أن تحقيق السيادة الكاملة على مقدرات وثروات البلاد وتحقيق ثقة الفرد في شخصيته الثقافية لا يزال يحتاج منا جميعا إلى بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه. والتزم بالاعتماد على النخب والكفاءات الوطنية لحل بعض المشكلات الثقافية والتاريخية التي لا يمكن أن تحل في إطار سياسي ولا ايديولوجي متشنج ، مؤكدا على ضرورة الاستغلال الأمثل لكل الكفاءات الوطنية دون إقصاء أو تهميش من داخل الوطن وخارجه وقال في هذا الصدد سنعمل على بناء دولة الكفاءة ولا المكافأة ، دولة تكافؤ الفرص والعمل المنتج واحترام الوقت . وقد تعهد ميهوبي بالاعتماد على النخب ورجال الحكمة والفكر في المجالات الاجتماعية لبناء دولة حقيقة، وتحقيق المزيد من المكاسب. وأكد على ضرورة ، أن يفصل منصب القاضي الأول تماما عن منصب رئيس الجمهورية ، من خلال رئيس مستقل للمجلس الأعلى للقضاء . والتزم بسن القوانين والنظم التي تسمح للفرد بتحصيل حقوقه دون اللجوء إلى أي نوع من أنواع الوساطات أو المحسوبية أو دفع الرشوة للحصول على حقه كاملا . كما أشار الى إعادة النظر في التنظيم الإقليمي ومراجعة قانون الانتخابات بمشاورة كل الفاعلين في الحياة السياسية وتقييد العهدات الانتخابية، حيث أكد على ضرورة عدم قابلية تجديد العهدات لأكثر من مرة واحدة . كما التزم المترشح بضرورة مراجعة وضع المرأة الجزائرية و تعهد من جهة أخرى بإطلاق برنامج الحكومة الإلكترونية وإنشاء مجلس وطني للصحافة ووسائل الإعلام وإنشاء محكمة دستورية تحل محل المجلس الدستوري، وأضاف أن العادلة ستكون مستقلة وهي التي تسير شأنها . كما أكد على تعزيز صلاحيات الهيئات المكلفة بمحاربة الفساد وقال إن مكافحة الفساد ستستمر في إطار القوانين المنصفة وأضاف قائلا: إننا نريد للعدالة أن تكون منصفة للجميع . ومن جهة أخرى تعهد ميهوبي بإصلاح عميق في النظام المالي وإصلاح ضريبي وانعاش الاستثمار العمومي. ومن جانب آخر، أشاد المترشح للرئاسيات بدور الجيش الوطني الشعبي، و قال إن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، تمكن من توحيد كافة الشعب الجزائر اليوم على هدف واحد وهو حماية الوحدة الترابية والوطنية وحماية الشرعية الدستورية ، مضيفا أن الجيش الوطني انتصر مرة أخرى على النوايا الخبيثة ، حيث لم يسمح لأي قوة في العالم أن تستغل الحراك الشعبي في تنفيذ أي مشروع ضار بالجزائر وبمستقبل الأجيال وقال ميهوبي إنه ترشح للرئاسيات، لأني مواطن جزائري له الحق في الترشح ويتمتع بكل حقوقه السياسية والمدنية. مراد - ح يحدد قواعد السلوك الواجب الالتزام به خلال الحملة المترشحون الخمسة يوقّعون ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية وقّع أمس المترشحون الخمسة للانتخابات الرئاسية القادمة و السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات "ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية" و الذي يتضمن جملة من الالتزامات والمبادئ التي على الطرفين، رفقة وسائل الإعلام، التقيد بها خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق رسميا اليوم. وقد جرى حفل التوقيع على هذا الميثاق أمس "بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام" الكائنة غرب العاصمة بين رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، وكل من المترشحين للانتخابات الرئاسية، عبد العزيز بلعيد، علي بن فليس، عبد القادر بن قرينة، عبد المجيد تبون وعز الدين ميهوبي، وهذا بحضور ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. واعتبر محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في كلمة له بالمناسبة أن التوقيع على هذا الميثاق يعد الأول من نوعه كونه "توافقي" و الملزم لكل المترشحين لانتخابات رئيس الجمهورية وممثلي مختلف وسائل الإعلام وكذا السلطة الوطنية للانتخابات، والذي قد باردت به السلطة طبقا لأحكام القانون العضوي المنشأ لها، أعد بعد مشاورات بين الأطراف الثلاثة حول المبدأ ثم حول المضمون، وستكون توقيعات الأطراف الثلاثة عليه "شهادة" على التزامهم جميعا في مسعى المساهمة لبروز الدولة التوافقية المبنية على أسس حرية الاختيار لكل شخص في جميع المناسبات وكلما اقتضى الأمر ذلك. وأضاف شرفي أن ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية ليس بالابتكار الجديد كونه قد تبنته منذ حوالي ربع قرن العديد من دول العالم، مشيرا أن السلطة ومن وراء هذه المبادرة تسعى إلى تكريس الممارسة التوافقية وتجسيدها كوسيلة أساسية لبلوغ ذلك. كما أدلى كل مترشح بالمناسبة بكلمة خاصة تم فيها تثمين هذه المبادرة الجديدة في الحياة السياسية الوطنية، وبهذا الخصوص قال المترشح عبد المجيد تبون إن الميثاق الموقع عليه "وضع أول لبنة للجزائر المقبلة التي سطر أمالها من خلال أحلامهم الشهداء الأبرار، جزائر ديمقراطية نزيهة ونظيفة"، وحيا بالمناسبة رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على وضع هذه اللبنة لجزائر الغد وللجمهورية الجديدة. أما المترشح عبد العزيز بلعيد فقد قال إن الميثاق الموقع عليه سيكون "القاسم المشترك" بين المترشحين، وأن حزبه كان قد نادى منذ تأسيسه سنة 2012 إلى أخلقة الحياة السياسية الوطنية . من جهته اعتبر المترشح علي بن فليس أن الميثاق شيء جديد و عظيم في نفس الوقت، وقدم تهانيه بالمناسبة للسلطة الوطنية للانتخابات على هذا "العمل التاريخي" لصالح الدولة و الشعب الجزائري. من جانبه قال المترشح عبد القادر بن قرينة إن التوقيع على الميثاق يدخل في إطار بناء الجزائر لديمقراطيتها، مؤكدا أنه سيلتزم أمام الشعب الجزائري بحملة انتخابية نظيفة لأن نظافتها ترمز لشموخ الجزائر، وأنهم كمترشحين شركاء وطن و متنافسين على منصب رئيس الجمهورية وليسوا متخاصمين. واعتبر من جهته المرشح عز الدين مهيوبي أن التوقيع الذي تم أمس ليس مجرد حدث إعلامي عابر أو مشهد بروتوكولي إنما هو عقد معنوي حقيقي بين المترشحين للرئاسة والشعب الجزائري من أجل التوافق للحفاظ على إرادته وتحقيق رغبته في أن يمنح شرعيته لمن يراه أهلا لذلك، مضيفا أن هذه اللحظة هي ميلاد لثقافة جديدة ثقافة النزاهة، والتنافس الشريف وهو شهادة لتمكين الديمقراطية الحقيقية التي يأمل أن تعمر طويلا معلنا التزامه بالميثاق. وينص ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية على جملة من الالتزامات والسلوكات التي يجب على كل مترشح التقيد بها خلال الحملة الانتخابية، منها الامتثال للقوانين والنصوص التطبيقية التي تنظم قواعد الانتخابات والحملات الانتخابية، و الاحترام العميق والمستدام للمسار الديمقراطي. ويتضمن أيضا الالتزام بالسلوك الأخلاقي الخاص بالعملية الانتخابية من حيث احترام المبادئ الأساسية للديمقراطية، وعبر ممارسة الحقوق الديمقراطية دون ترويع، سيما الحق في الترشح والحق في التصويت وسريته وشفافية تمويل الحملات الانتخابية، واستقلالية وحياد المؤسسة المكلفة بالانتخابات والمصالح التابعة لها. وأيضا الالتزام بمبادئ الانتخابات الحرة والنزيهة، مع التقيد بالقوانين الانتخابية والسعي لتعزيز ثقة المواطن في العملية الانتخابية والدفاع عن الحقوق الديمقراطية للجزائريين، و بذل كل الجهود اللازمة قصد ضمان إدارة تصويت لائق ومنصف وضمان طابعه السري، كما يجب عليهم التصرف على نحو يعزز نزاهة النظام الانتخابي. ويحدد الميثاق الموقع أمس أيضا التزامات أخرى للمترشحين والأحزاب السياسية مثل الحرص دوما على الإدلاء بتصريحات واقعية للجمهور والامتناع عن التلفظ بعبارات القذف والشتم والسب تجاه أي مرشح آخر، أو أحد الفاعلين في العملية الانتخابية أو بأي تصريح أخر يعلمون بأنه خاطئ. كما يحدد الميثاق من جهة أخرى الالتزامات المفروضة على السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وكذا وسائل الإعلام مثل الحياد وعدم الانحياز لأي مترشح و التعامل على قدم المساواة مع جميع المترشحين والوقوف على مسافة واحدة منهم. إلياس –ب وقّعوا أمس على ميثاق الأخلاقيات مسؤولو وسائل الإعلام يلتزمون بالحياد خلال الحملة الانتخابية وقّعت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أمس رفقة مسؤولي وسائل الإعلام على "ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية" الذي يفرض على الطرفين معاملة المترشحين للانتخابات على قدم المساواة وعدم الانحياز أو وضع أي وسيلة إعلامية في خدمة مرشح معين دون غيره. وقد وقع على الميثاق بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام لعين البنيان بالعاصمة، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، ومسؤولو كل وسائل الإعلام الوطنية المسموعة والسمعية البصرية والمكتوبة والإلكترونية فضلا عن رئيس سلطة ضبط السمعي البصري. وقال محمد شرفي رئيس السلطة الوطنية للانتخابات بالمناسبة أن الإعلام شريك ثالث في رسم أسس الصرح الديمقراطي للجزائر الجديدة، وأثنى بالمناسبة على الدور الهام الذي لعبته الصحافة الوطنية خلال الثورة التحريرية وعلى الدور الذي تقوم به اليوم، مؤكدا أن الميثاق الذي وضعته هيئته كأرضية و كسند قانوني لما تتطلبه الرهانات الحالية لمساعدة الجزائر على الخروج من الوضع الذي توجد فيه اليوم، يتطلب تعبئة وتوعية كاملة ومسؤولة لكل أبناء الشعب. كما عبر عن ثقته في ضمير الصحفي وضمير الإعلامي لأنه مهما كانت التوجهات فإن الهدف هو البحث عن الحقيقة ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وقال إن الأطراف الثلاثة الموقعة على العقد قد أصبحوا اليوم شركاء قانونا وفعليا، ولهم مسؤولية مشتركة كل حسب موقعه، معتبرا التوقيع على الميثاق مساهمة في بناء صرح الجزائر الجديدة. من جهته أدلى كمال منصاري مدير جريدة "لوجون انديبوندون" باعتبارها أقدم جريدة مستقلة، بكلمة نيابة عن زملائه مسؤولي وسائل الإعلام قال فيها إن الحديث عن ميثاق احترام ضوابط الانتخابات هو الرجوع إلى مهنة الصحافة الأصيلة في مثل هذه الأحداث وغيرها من المناسبات، و أكد بأنهم ملتزمون بالحياد والموضوعية خلال الانتخابات وتحديد عمل المؤسسات الإعلامية، بأن تكون على نفس المسافة من جميع المترشحين، والتجرد من الانتماءات السياسية وعدم التخندق مع أي مترشح أو جهة تدعم هذا المترشح أو ذاك، لأن وسائل الإعلام ليست لجان مساندة أو خلايا دعم، وذلك كون الهدف هو ضمان خدمة عمومية أساسها الحياد ثم الحياد. كما اعتبر، رشيد فضيل مسؤول، مجمع "الشروق" في كلمة له هو أيضا أن الجزائر تمر اليوم بمخاض عسير منذ بداية الحراك الشعبي ووصلت إلى ما كان ينتظره الجزائريون من ضرورة إيجاد حل للخروج من الأزمة عن طريق الانتخابات. وأكد هو الآخر على ضرورة التزام وسائل الإعلام في القيام بدورها دون تفاضل أو تفضيل بين المترشحين لأن الشعب هو الذي يختار رئيسه وليس وسائل الإعلام هي التي ستفرضه على الشعب، مشددا على أن الإعلاميين واعون بدورهم بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم لإنجاح المسار الانتخابي. واعتبر، سليم رباحي، المدير العام للتلفزيون العمومي التوقيع على الميثاق المذكور يوما تاريخيا بالنسبة للجزائر والصحافة الوطنية عمومية كانت أو خاصة، و قال في تصريح "للنصر" إن الميثاق هو بمثابة حماية لحقوق المترشحين وضمان الواجبات والوسائل التي سيلتزم بالحياد حيالها كل مترشح، سواء من حيث المدة الزمنية المخصصة في النشرات أو خلال نشاطات الحملة، و اعتبر أن هذا ليس جديدا على مؤسسة التلفزيون. وأضاف أن هذا الميثاق يضمن حقوق المترشحين ويفرض عليهم بعض الواجبات ونفس الشيء بالنسبة لوسائل الإعلام. أما مدير جريدة "لاديباش دو كابيلي" إيدير بن يونس فقد اعتبر من جهته التوقيع على الميثاق سابقة أولى في تاريخ البلاد، وقال إنه من الناحية البيداغوجية أمر جيد، وهو بمثابة قاسم مشترك بين الجزائريين كونه يوضح الحد الأدنى من التفاهم بين الجزائريين، وهو بمثابة اسمنت بين الجميع، مشبها إياه بمثابة "عقد اجتماعي". وينص الميثاق على ضرورة أن تعامل وسائل الإعلام الوطنية بكل مكوناتها المترشحين للانتخابات الرئاسية على قدم المساواة والالتزام بالحياد اتجاه الجميع وإعطائهم نفس الحيز الزمني ونفس الحقوق فيما يتعلق بتغطية الحملة الانتخابية، على أن يعمل المترشحون بنفس الأسلوب في تعاملهم مع وسائل الإعلام.