فتح تحقيق حول بطء التكفل بحامل أمر والي ولاية قسنطينة ليلة أمس الأول بفتح تحقيق في حالة حامل مريضة ظلت 14 ساعة دون تكفل طبي، بعد أن تم تحويلها من التلاغمة بولاية ميلة إلى مستشفى علي منجلي ، أين قرر الطاقم الطبي تحويلها إلى المستشفى الجامعي بداعي عدم توفر أخصائيين ولحالتها التي قدروا بأنها حرجة، لكن المريضة ظلت «رهينة» تجاذب بين المؤسستين لساعات طويلة، قبل أن يتم التكفل بها . و بحسب ما أكدته لنا مصادر طبية من مستشفى علي منجلي، فإن المريضة تبلغ من العمر 22 عاما و هي حامل في أشهرها الأولى، و قد تم تحويلها إلى المؤسسة من بلدية التلاغمة بولاية ميلة، حيث ما إن فحصتها الطبيبة العامة بمصلحة الولادة حتى وقفت على وجود هبوط في مستوى البوتاسيوم في الدم، في حين أن الحامل كانت مصابة بمرض في الغدة الدرقية، وهي مؤشرات طبية قد تتسبب في نوبة قلبية لها في أي لحظة، قبل أن يتقرر تحويلها، بحكم عدم وجود أخصائيين، وتوفرهم بالمستشفى الجامعي، كون المريضة تتطلب وسطا مختصا و عناية من طرف أخصائيين في الطب الداخلي وأمراض النساء وكذا الغدد. وتم تحويل المريضة في الساعة 10 صباحا بواسطة سيارة إسعاف المؤسسة ورافقتها ممرضة، غير أن أطباء مصلحة الولادة فحصوها ثم رفضوا قبولها بحجة أنها تقطن في مكان يقع خارج الحيز الجغرافي للمؤسسة وكذا عدم توفر مكان، قبل أن تحول إلى مستشفى سيدي مبروك لكن لم يتم قبولها أيضا لعدم توفر أخصائي في الإنعاش، لتعود مرة أخرى إلى المستشفى الجامعي أين ظلت ملقاة على الأرض ولم يتم إدخالها رغم توسلاتها وفق ذات المصدر، وقد طلبت الممرضة المرافقة لها أن يمنحوها رسالة كتابية لإرجاعها مرة أخرى، غير أن الطبيبة المقيمة رفضت ذلك. وقد تدخل مدير مستشفى علي منجلي لدى إدارة المستشفى الجامعي، من أجل قبول المريضة، غير أن الأطباء جددوا رفضهم لدخولها تحت مبرر أن حالتها مستقرة ولا تتطلب القبول في المصلحة، التي تتكفل بمئات الحالات الخطيرة، قبل أن يتدخل مدير المستشفى الجامعي، الذي صرح للنصر أن حالتها لم تكن تتطلب تحويلها إلى المصلحة وفق ما أكده له الطبيب المسؤول، إذ تم التكفل بها من خلال تدعيم دمها بمادة البوتاسيوم فضلا عن إجراء تحاليل لها، كما أشار أنه كان من المفروض أن ترافقها طبيبة عبر سيارة الإسعاف. وذكر المتحدث أنه أبلغ الوالي فور سماعه بالأمر، إذ اتصل بمدير الصحة من أجل إيجاد حل للإشكال القائم بين المؤسستين، فيما أكد بن يسعد أن المصلحة تعرف ضغطا كبيرا بسبب ما وصفه بالتحويلات العشوائية سواء من مستشفيات الولاية أو الولايات المجاورة، التي تتوقف عن العمل ،كما قال، ابتداء من الفترة المسائية وتلقي بالعبء على المستشفى الجامعي، مشيرا إلى أن مستشفى علي منجلي يتوفر على 35 أخصائيا. وحولت المريضة مجددا إلى مستشفى علي منجلي وهي في وضعية حرجة، حيث دخلت مصلحة الولادة بعد منتصف الليل بعشر دقائق، قبل أن يتنقل مدير الصحة ومفتش من المديرية من أجل التحقيق في الحادثة، حيث استمع إلى جميع الأطراف. مدير الصحة أوضح أن الإشكال القائم ليس إداريا وإنما هو طبي محض إذ أن القرارات المتخذة تخضع لتقديرات الأطباء، مشيرا إلى أن المريضة تخضع للعلاج حاليا بعلي منجلي، كما أكد أن مستشفى عبد القادر بن شريف يتكفل بالمرضى بشكل عادي، إذ تم تحويل هذه الحالة فقط طيلة 15 يوما فضلا عن أخرى إلى عيادة سيدي مبروك من أجل ولادة قيصرية، لافتا إلى أن الإدارة تعمل على توفير كل الوسائل والتجهيزات الطبية لجميع المؤسسات من أجل التكفل الأمثل بالمرضى.