كشف مدير مؤسسة تسيير مطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة، غزلان محمد العربي، عن مخطط وقائي صارم تم ضبطه بالتنسيق مع مصالح الصحة و هيئات أخرى، في إطار رفع حالة التأهب لمواجهة خطر انتشار عدوى فيروس «كورونا»، إذ تم بموجبه تشديد إجراءات الرقابة على الرحلات الدولية المباشرة وبالأخص القادمة من تركيا و العربية السعودية، بداية بتركيب كاميرا حرارية و تجنيد طاقم طبي متخصص للتحكم في الوضع. وقال المسؤول في تصريح للنصر، بأن الإجراءات التي تم اتخاذها لا تعتبر جديدة بل هي روتينية و قد عززت بخطة تدخل و وقاية مشددة، تماشيا مع مرحلة الأزمة التي تم في إطارها عقد اجتماع موسع أول أمس، حضره ممثلون عن كل القطاعات ذات الصلة، بما في ذلك مديرية النقل و الصحة و مصالح صحة الحدود، لوضع بروتوكل تدخل و متابعة، يتعلق أساسا بحماية الأشخاص و رفع مستوى الوقاية. من جانبها أوضحت الدكتورة شريفي كريمة، طبيبة استعجالية على مستوى مصالح الرقابة الطبية بمديرية الصحة و مختصة في طب الكوارث، بأن مخططا للوقاية فعل مباشرة بعد ورود تعليمات وزارة الصحة يوم السبت الماضي، حيث تم تجهيز موظفي و عمال المطار بوسائل الوقائية، من أقنعة و قفازات و كمامات و هلام مطهر، ناهيك عن نشر مطويات توعوية، إضافة إلى تركيب كاميرا حرارية عند البوابة الرئيسية لعبور المسافرين، كما تم وضع برنامج صارم لمراقبة الرحلات المصنفة في خانة الخطورة، وهي الرحلات المباشرة من تركيا، البلد الذي يعرف بتنوع الأجناس و يعد بمثابة معبر للمسافرين القادمين من الصين إلى قسنطينة مباشرة، كما تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بالنظر إلى كثرة عدد رحلات العمرة في هذه الفترة. و أكدت الدكتورة، بأن العمل جار بشكل يومي و على مدار الساعة حيث جهزت قاعة الإقلاع بغرفة عزل، للتحكم في أية حالة يتم تسجيلها، كما جند لذات الغرض، طاقم مكون من 7 أطباء بينهم طبيبا استعجالات و ثلاث تقنيين و طبيب مختص، علما أن أعراض الإصابة بالفيروس حسبها، لا تختلف كثيرا عن أعراض الأنفلونزا الموسمية و التي تتمثل عموما في ارتفاع درجة حرارة الجسم وهو ما تكشفه الكاميرا الحرارية المثبتة عند بوابة العبور الرئيسية. الدكتورة شريفي أوضحت للنصر، بأن الحديث عن رفع حالة التأهب لمواجهة «كورونا»، لا يجب أن يفرز حالة من الهلع في أوساط المواطنين، داعية إلى تجنب التهويل، لأن هذا الفيروس كما قالت، جديد فعليا، لكنه لا يختلف عن أنواع الأنفلونزا الأخرى، كما أن المصالح الصحة الوطنية قادرة حسبها، على التحكم في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية، على غرار ما تم في أزمات سابقة، مؤكدة أن أقوى حلقة في سلسلة المكافحة تتعلق بالتنسيق المحكم بين كافة الفاعلين لتعزيز الوقاية قبل كل شىء. وأوضحت الطبيبة، بأن لكل مطار إجراءات خاصة تحدد بحسب خطوط الطيران المباشرة و عدد المسافرين وما إلى ذلك، و أن الوجهتين اللتين تم التركيز عليهما في مطار قسنطينية، تستدعيان الحذر أكثر بالنظر إلى خصوصية البلدان المعنية بهما، مع ذلك فإن المراقبة تشمل كل الرحلات الدولية دون استثناء بما في ذلك تلك القادمة من المدن الفرنسية، وهو ما سيتطلب في مرحلة لاحقة، تعزيز الطاقم الطبي العامل على مستوى مصالح صحة الحدود للتحكم أكثر في الوضع على اعتبار أن العملية تخص الطائرات و المسافرين على حد سواء.