إجلاء رعايا الدول الشقيقة ترسيخ للمبادئ الإنسانية للدولة أكد، يوم أمس، عبد الرحمان بن بوزيد، وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عن عدم تسجيل أية حالة اشتباه للإصابة بفيروس ( كورونا) في الجزائر، مؤكدا على اتخاذ جميع الاحتياطات و التدابير الصحية و الوقائية من هذا الوباء، وفقا للمقاييس المعمول بها عالميا، و من ذلك إرسال طائرة، لإجلاء الطلبة و الرعايا الجزائريين من مدينة ووهان الصينية، و استغلال هذه الفرصة لتقديم مساعدات لدول شقيقة بإجلاء رعاياها في نفس الرحلة، وفاء للمبادئ الإنسانية و الأخلاقية الراسخة للدولة الجزائرية. و قال، الوزير، في تصريحات إعلامية، على هامش زيارته التفقدية لمشروع مستشفى الاستعجالات الطبية الجراحية بولاية برج بوعريريج (مستشفى العظام سابقا)، أن الجزائر و بتوصيات صارمة من رئيس الجمهورية، اتخذت كل الإجراءات لتجنب انتقال العدوى، انطلاقا من المراقبة الصارمة على مستوى المطارات، باستعمال الكاميرات الحرارية، في الحالات المشتبه بها، و فحص جميع المسافرين القادمين من الصين و الدول الأسيوية، على غرار قطر و الإمارات، و إعداد بطاقات معلومات صحية شاملة عنهم للاتصال بهم و متابعتهم. كما، أشار، الوزير، إلى حضوره مع وزير النقل ترتيبات الرحلة الجوية بمطار هواري بومدين، التي انطلقت فجر أمس، لإجلاء 36 رعية جزائري بمن فيهم الطلبة و عمال بالسفارة، بالإضافة إلى رعايا من ليبيا و تونس وموريتانيا، من الصين موطن انتشار الوباء، في إطار التدابير و الإجراءات الصحية المتخذة لتجنب إصابتهم بعدوى فيروس كورونا. و أكد الوزير، أن الجزائر قدمت مساعدات للدول الشقيقة بإجلاء رعاياها، في إطار سياسة التقارب الجديدة المنتهجة من قبل رئيس الجمهورية، و وفاء للتقاليد الراسخة للجزائر في مجال المساعدات الإنسانية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بدول الجوار و الدول الشقيقة بالمغرب العربي و إفريقيا، مشيرا إلى وضع مراقبة طبية صارمة باستعمال الكاميرات الحرارية لفحص المسافرين القادمين من الصين و قطر و الدول التي سجلت بها حالات الإصابة بالفيروس، و إرسال فريق طبي متخصص في الأمراض المعدية، على متن الطائرة المجهزة بجميع المعدات، فضلا عن تخصيص جناح خاص بمستشفى القطار بالعاصمة، للمراقبة الطبية الدورية لمدة 14 يوما، بعد عودتهم لأرض الوطن بمن فيهم الطاقم الطبي المشرف على الرحلة، قبل السماح لهم بالعودة إلى أهاليهم و حياتهم العادية. و طمأن، بن بوزيد، المواطنين الجزائريين، بتأكيده على أن التدابير و الإجراءات الصحية المتخذة، التي باشرتها دائرته الوزارية، لا تختلف عن تلك التي تنتهجها كبرى الدول عبر العالم، سواء من حيث الإمكانيات المادية أو البشرية، كاشفا عن تفعيل دور المجلس الخاص بمثل هذه الحالات على مستوى مديرية الوقاية بالوزارة، بعدما اكتسب تجربة في معالجة مثل هذه الحالات، قبل حوالي 4 سنوات مع الحجاج، خلال فترة ظهور الأنفلونزا القاتلة، و قبلها خلال سنتي 2002 و 2003 أين انتشرت عدوى فيروسات قاتلة عبر العالم. و بخصوص، زيارته الفجائية لمشروع مستشفى الاستعجالات الطبية الجراحية المتخصصة (مستشفى العظام سابقا) بولاية برج بوعريريج، أكد على أنه مكلف بمهمة بعد تلقيه لإتصال من رئيس الجمهورية، و تكليفه بزيارة مستعجلة للاطلاع عن كثب على سير الأشغال وتحديد الأخطاء لتصحيحها، و تحديد المسؤوليات بخصوص التجاوزات و التأخر في انجاز المشروع، الذي سجل منذ سنة 2006 و عرف تأخرا كبيرا و تجاوزات في الانجاز و المتابعة، أين قرر الوزير إرسال لجنة تقنية لرفع التحفظات و الشروع في عملية التجهيز، تحضيرا لافتتاح هذا المستشفى منتصف العام الجاري.