مَثُل أمس الاثنين الفنزويلي كارلوس (62عاماً) واسمه الحقيقي ايليتش راميريز سانشيز أمام محكمة بالعاصمة الفرنسية باريس، في قضية تتعلق بأربعة اعتداءات وقعت في فرنسا وأسفرت عن سقوط أحد عشر قتيلاً وحوالي 150 جريحاً قبل ثلاثين عاماً. وأكد كارلوس أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس أنه “ثوري محترف”، في رده عن سؤال حول هويته وجهه إليه رئيس المحكمة التي تضم سبعة قضاة وتختص بمحاكمة المتهمين بأعمال إرهابية، وشهدت جلسة المحاكمة امتلاء المقاعد المخصصة للإعلاميين الفرنسيين والأجانب بينما حاول حشد من الجمهور دخول القاعة، ومنهم من جاء ليؤكد دعمه لكارلوس الذي حياهم بهدوء . وللإشارة فإن كارلوس كان قد تبنى للمرة الأولى أكثر من مئة عملية أسفرت عن سقوط بين 1500 و2000 قتيل بحسب قوله، ورداً على سؤال لصحيفة فنزويلية بشأن المدنيين الذين سقطوا ضحايا الاعتداءات التي دبرها، أكد كارلوس أنهم “قليلون جداً”، وقال أنه قام بحسابات تجنبناً بلوغ نسبة العشرة بالمائة، مشيرا إلى أنه من أصل 1500 أو ألفي قتيل لم يسقط أكثر من مائتي مدني كما قال. والعمليات الإرهابية التي يعتقد أن كارلوس يقف وراءها أو نظمها أو نفذها وقعت خلال عشر سنوات بين نهاية 1973 ومطلع 1984 وأسفرت عن سقوط عشرين قتيلاً على الأقل، ولم يتبن كارلوس من قبل إلا عملية احتجاز سبعين شخصاً في مقر منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في فيينا سنة 1975، والتي قتل فيها ثلاثة أشخاص، كما أكد أنه تولّى التنسيق في أكثر من مئة هجوم نفذت “بشكل جيد جداً”، رافضاً ذكر أي تفاصيل، وقال أنه يعترف “بأخطاء صغيرة” وقعت في هذه الهجمات وذهب إلى حد تشبيه نفسه بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو . ويقضي كارلوس الذي اشتهر بعد عملية احتجاز الرهائن في مقر منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في فيينا في 1975، حكماً بالسجن مدى الحياة في فرنسا لقتله شرطيين اثنين ومخبراً للشرطة في باريس في 1975. وقد بدأت محاكمته أمس بتهمة التورط في أربعة اعتداءات أودت بحياة أحد عشر شخصاً وأدت إلى جرح مائة آخرين في 1982 و1983. ق و/ الوكالات