أصدرت أول أمس المحكمة الجنائية الخاصة في باريس حكمها في حق الأخوين الجزائريين زين الدين وجمال خالد بالسجن عشر سنوات و18 شهرا على التوالي بتهم القيام بنشاط إرهابي. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن المحكمة أصدرت عقوبات في خمسة أشخاص يعتبرون من المقربين من الجماعات الإرهابية، وقد تمت مقاضاتهم بتهمة الاستيلاء على مليون يورو بغرض تمويل الإرهاب، مشيرة إلى أن الأحكام التي تراوحت بين 18 شهرا و12 عاما جاءت أقل مما طالبت به النيابة العامة التي دعت إلى إصدار عقوبات في حق المتهمين تصل إلى 18 سنة حبسا. ومثل بدءا من 15 جوان الماضي وحتى الثاني من جويلية الجاري أمام هذه المحكمة المؤلفة من قضاة محترفين، أربعة متهمين هم الفرنسي فريد غوستاف والفرنسي المغربي حسن بعواشي والأخوان الجزائريان جمال وزين الدين خالد، في حين تمت محاكمة عبد الناصر بن يوسف الفار إلى الجزائر التي ولد فيها غيابياً، وهو الذي ترعرع في فرنسا. وأفاد المصدر ذاته أن أقسى العقوبات جاءت في حق عبد الناصر بن يوسف ب12 سنة حبسا البالغ عمره 37 عاما، وفي حق زين الدين خالد الذي حكم عليه بعشر سنوات حبسا والذي يزيد عمره بعقد عن المتهم الأول، وما جعل القضاء يصدر هذه العقوبات هي الشهادة التي قدمها شرطي الذي قال إن المتهمين من الذين خضعوا لتدريبات في معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان. وكان زيد الدين خالد قد صدر في حقه حكم بالسجن لمدة ست سنوات في قضية أخرى مرتبطة بالإرهاب، والتي تعرف بالشبكة الشيشانية. وجاءت الأحكام المتبقية بست سنوات حبسا للمغربي حسن بعوشي ذي 29 عاما، والذي تم اعتقاله منذ أواخر عام ,2004 وهو شقيق مصطفى بعوشي الرئيس السابق لجماعة المقاتلين الإسلاميين المغاربة، أما فريد غوستاف فقد حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات، وخالد جمال ب 18 شهرا. وواجه الخمس تهم السرقة كعصابة منظمة، وهي جريمة تقليدية في مجال السطو، وأيضا بتهمة تشكيل عصابة أشرار لغايات إرهابية وتمويل الإرهاب، كما كان لدى المحكمة شكوك حول علاقة بعضهم بالجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية السلفية المرتبطة بالقاعدة، والتي يشتبه في أنها كانت وراء اعتداءات مدريد التي خلفت 191 قتيل في 11 مارس ,2004 وتفجيرات الدارالبيضاء التي كانت حصيلتها 45 قتيلا في 16 ماي .2003 وتعود وقائع ملاحقة هؤلاء المتهمين إلى الأول من مارس 2004 حين تمت سرقة أكثر من مليون يورو من خزائن وموزعات آلية مصرفية من عدد من الفروع المصرفية في سان سان دوني بضواحي باريس، ولم يعثر البتة على تلك الأموال. وزعم وقتها بعوشي الموظف لدى الشركة التي تزود الصرافات الآلية بالنقد، في البداية أنه تعرض للخطف والتعذيب من قبل ثلاثة مجرمين أجبروه على تسليم ما معه من أموال، غير أن غوستاف الفرنسي الذي اعتنق الإسلام وتم توقيفه في قضية أخرى على علاقة بإعمال إرهابية، اعترف للمحققين بأن عملية الخطف تم اختلاقها وأن بعوشي شارك في عملية السرقة مع زين الدين خالد وعبد الناصر بن يوسف.