في واحدة من أصعب المحاكمات التي شهدتها محكمة الجنايات بقسنطينة أدين، أول أمس، المشهور باسم "فرانسوا" وهو جزائري اسمه الحقيقي "فيصل" يبلغ من العمر 58 عاما بالسجن النافذ لمدة عشرين عاما بعد اتهامه بقتل فرنسيتين في الضاحية الباريسية في بداية التسعينات من القرن الماضي.. وتكمن الصعوبة في كون الأحداث وقعت في فرنسا، وشهدت المحاكمة الغياب الكلي للشهود الفرنسيين وتوكيل محاميين للدفاع عن المتهم وغياب حتى أهل الضحيتين الفرنسيتين .. وكانت محكمة الجنايات بباريس قد قضت في منتصف التسعينات السجن المؤبد في حق المتهم الذي هرب "حراڤا" عبر باخرة من مارسيليا إلى سكيكدة وسلّم نفسه لمصالح الأمن بولاية سطيف، وبقي في السجن لمدة قاربت الستة عشرة سنة قبل أن تفصل محكمة الجنايات بقسنطينة في قضيته أول أمس الأربعاء وفق البروتوكول والاتفاقيات القضائية الموجودة بين الجزائروفرنسا .. بعد أن تأجلت المحاكمة 12 مرة بسبب غياب الشهود وطلبات الدفاع وغياب الدليل القاطع الذي يورّط المتهم الذي وجهت له السلطات الفرنسية هاتين التهمتين أي قتل الفرنسيتين مونيكا البالغة من العمر ثلاثين عاما وكلوديت البالغة من العمر 25 عاما .. وحسب التهم الموجهة له من المحكمة الفرنسية فإن المتهم متابع بجناية القتل العمدي والسرقة تحت التهديد والنصب والاحتيال وهذا في منتصف 1994 مستعملا مسدسا أطلق من خلاله رصاصتين في رأس الضحيتين .. وحسب الملف الفرنسي فإن المتهم يقوم بتجريد ضحيته من أموالها ويجبرها على أن تمنحه بطاقتها المالية لأجل استعمالها في سحب الأموال من البنوك ثم يتخلص منها ويضع جثتها في الصندوق الخلفي للسيارة .. ولكن دفاع المتهم تساءل عن غياب الأدلة .. إذ أن ملف الضحية الأول وهي مونيكا رغم أنه يحتوي على 800 صفحة إلا أنه خال تماما من التحقيق الوافي الذي يؤكد أن الفاعل هو المتهم وكان كل الملف مجرد شهادات شفوية من فرنسيين .. وغاب ملف القضية الثانية وغابت حتى شهادتي وفاتهما وخبرة الشرطة العلمية وتقارير الطب الشرعي المعروفة والواجب أن تكون في مثل هذه القضايا ..وكانت النيابة قد التمست المؤبد للمتهم الذي هو وكيل جمهورية سابق وأيضا دركي سابق اشتغل بين غرب وشرق البلاد.