خبرة قضائية تكشف إختلالات تسييرية خلفت خسائر بأكثر من خمسة ملايير سنتيم كشفت خبرة مالية أمرت بها محكمة القطب القضائي المتخصص عن إختلالات كبيرة في التسيير وإبرام الصفقات العمومية في الفترة الممتدة من 2004 إلى 2010 بملبنة نوميديا خلفت خسائر لا تقل عن خمسة ملايير سنتيم. الخبرة تحدثت عن نقائص وضعف في الإجراءات التسييرية و أشارت أن دائرة الإنتاج غير قادرة على تنشيط ومراقبة إنتاجها وأنها تقوم بإحصائه من خلال مبيعات الدائرة التجارية، مما يعني بأن الإنتاج لا يخضع إلى منطق البرمجة والرقابة وشهد إختلالات كبيرة نجمت عنها خسائر قدرها التقرير بأكثر من خمسة ملايير سنتيم ، حيث قيم الخبير الخسارة في أكياس الحليب المعوض ثمنها للتجار بأكثر من 4.7 ملايير ، و قدر قيمة الحليب الفاسد ما بين سنتي 2008 و2010 بما يفوق 100 مليون سنتيم. وبالنسبة لإنتاج الجبن من نوع "الكاممبير" الذي أثار الكثير من الجدل والضجة وسوق في نطاق محدود وضيق قبل أن يتوقف الإنتاج بعد أشهر، فقد ورد في الخبرة أن عدم التحكم في الإنتاج والتسويق أدى إلى فساد كميات ضخمة تم إتلافها قدرت بحوالي4 مليون دينار، إضافة إلى ما أسمته مصادر من المؤسسة بصفقة ورق تغليف غير مطابق للمواصفات أدى إلى تعفن الجبن قبل تسويقه. وحسب ما جاء في تقرير الخبرة فإن جل الصفقات المبرمة بملبنة نوميديا جاءت مخالفة للتشريع ولا تتوفر على الشروط ولا المواصفات المطلوبة كون أغلبها تم بالتراضي وأيضا لإبرام ثماني صفقات صيانة مع نفس المقاول مع تقدير الخسارة الناجمة عن صفقتين للتغليف بما يقارب السبعة ملايين دينار. أما عن عملية التقوييم الجبائي فقد وصفت بالعادية مع الإشارة إلى ضعف في تحصيل الديون وعدم تطبيق بنود الاتفاقيات ومواصلة التعامل مع تجار غير ملتزمين بسداد ديون امتدت إلى سنوات و إختلالات أخرى تعتبر جزء مما ورد في تقرير فصيلة الأبحاث للدرك الوطني التي حققت في القضية سنة كاملة قبل إحالتها على العدالة.وقد أمر قاضي التحقيق بخبرة ثانية بعد أن طعن دفاع المتمهين في فحواها في وقت انتهت فيه مؤخرا عمليات الاستماع لأكثر من مائة شخص وضع ما لا يقل عن خمسين منهم تحت الرقابة القضائية منهم تجار عمال وإطارات مسؤولة، على أن يتواصل التحقيق في القضية على مستوى القطب المتخصص. نرجس/ك