دخل مجمع صيدال بقسنطينة خط إنتاج السائل المعقم، في إطار سعي السلطات إلى محاربة فيروس «كوفيد 19»، حيث تم تصنيع 80 ألف وحدة منذ بداية العملية يوم 30 مارس الماضي، وذلك ضمن معايير تخضع للمعايير الدولية وفق ما أكده القائمون عليها خلال روبورتاج أعدته النصر، ليبقى هدف المديرية العامة الوصول إلى 265 ألف وحدة شهريا، فيما تم رفع إنتاج دواء «باراسيتامول» وفيتامين «سي» من 20 ألف وحدة إلى 250 ألفا شهريا، على اعتبار أنهما يستعملان في بروتوكول علاج «كورونا» الذي يدخل فيه «الهيدروكسي كولوروكين». روبورتاج: حاتم بن كحول وتواجدت النصر الأسبوع الماضي، بالمصنع 2 لتصنيع الأدوية والسائل المعقم بمجمع «صيدال» بالمنطقة الصناعية «بالما» بقسنطينة، حيث خضعنا للبروتوكول المعمول به قبل ولوجنا داخله، من خلال تعقيم اليدين وقياس درجة حرارة الجسم، وبعد أمتار قليلة دخلنا المجمع الذي كان بنيانه عصريا، وتم منحنا لباسا واقيا يتمثل في مئزر خاص و واقي الرأس والحذاء وكمامة. وقبل بداية جولتنا في المصنع، دخلنا إلى قاعة ارتداء الألبسة الواقية، المقسمة إلى جزأين بواسطة كرسي يمتد بشكل أفقي، يستعمل في ارتداء واقي الرجلين على أن يلتف الشخص مباشرة إلى الخلف من أجل الخروج من الباب الثاني مباشرة إلى قاعات التصنيع. توجهنا بعد ذلك إلى قاعة صغيرة تستعمل في وزن المادة الأولية، عبر جهازين أحدهما صغير يستعمل في الأوزان الخفيفة وآخر كبير، حيث يتم تفريغ الكمية اللازمة من المادة الشبيهة بالفرينة في كيس، لينقله عمال يرتدون بدلات واقية، إلى قاعة أخرى تتكون من طابقين وبها خزان ضخم. ورشات مؤمّنة ونظام آلي لملء القارورات ويتم الصعود إلى الطابق العلوي عبر سلم حديدي، لتفريغ المادة الأولية في خزان كبير بسعة 5000 لتر من أجل مزجها بالكحول، كما تتم برمجة العملية عبر شاشة إلكترونية من أجل إدخال «شيفرات» تخص عمليات المزج بتحديد الكمية المفرغة وكمية الكحول بداخل الخزان، وهنا قالت المديرة التقنية بن جاوحدو آمال ومديرة التسويق ليليا الأنور أن الكمية المعمول بها حاليا تصل إلى 4000 لتر من أصل 5000 لتر تمثل قدرة استيعاب الخزان. كما أكد مدير المصنع زبرطي محمد رشدي والذي رافقنا خلال الجولة، أن الكحول المستعمل في تصنيع السائل المعقم يعد مادة قابلة للاشتعال والانفجار، وبالتالي تم توفير آلات وتجهيزات غير قابلة للاشتعال سواء الأنابيب المعدنية أو الخزانات و حتى مآخذ التموين بالكهرباء، موضحا أن المصنع يتوفر على ورشتين مؤمنتين تستعملان في إنتاج المواد المصنوعة من الكحول، وأضاف محدثنا أن الأضواء أيضا مضادة للاحتراق أو الاشتعال، فيما قال أنه في حالة حدوث تسرب للمواد، فإن الآلة تتوقف آليا، كنظام أمني لتفادي حدوث أي تفاعل. وبعد الانتهاء من مزج المواد الأولية والكحول، تخرج في شكل سائل عبر قنوات حديدية تمتد إلى ورشة أخرى وقفنا فيها على عملية ملء القارورات البلاستيكية، حيث وجدنا أن تلك الأنابيب مربوطة بآلة علوية تقوم بملء تلك القارورات بعد وضعها في مكانها الصحيح آليا من طرف جهاز آخر، ثم توضع عليها بطاقات ورقية لتدفع آليا إلى زاوية يلتقطها العامل مباشرة ويقوم بعملية وضع الغطاء، ثم صفّها في علب كرتونية موضوعة على ناقلة تنقل السلع مباشرة إلى المخزون الواقع بمحاذاة باب خلفي كبير لتسهيل عملية إفراغها. وقال المدير إن الإشكال الوحيد الذي تمت مصادفته خلال عملية صنع السائل المعقم، هو أن الآلة التي تضع الغطاء اقتنيت لغلق القارورات الصلبة على غرار الزجاجية، بما أن النشاط الأول للمصنع يتمثل في صناعة الأدوية، فيما تتطلب عملية إنتاج المعقم قارورات بلاستيكية من أجل تسهيل استعمالها من طرف المواطن عند إفراغ محتواها في اليدين، لذلك تم اللجوء إلى القيام بعملية الغلق يدويا. زبرطي محمد رشدي مدير المصنع 2 بصيدال قسنطينة: الكميات متوفرة و اعتمدنا أسعارا تنافسية وأكد مدير مدير المصنع 2 لتصنيع الأدوية والسائل المعقم بمجمع صيدال بقسنطينة، زبرطي محمد رشدي، أن مصالحه دخلت خط تصنيع المعقم السائل يوم 30 مارس الماضي، من أجل المشاركة في محاربة تفشي وباء كوفيد 19، موضحا أن العملية لم تكن معقدة بما أنه تعود على تسيير عمليات إنتاج الأدوية، كما أضاف أن المصنع يتوفر على الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح العملية، و بأن هدف المديرية العامة كان إنتاج 20 ألف وحدة أي بكمية 4 آلاف لتر أسبوعيا خلال المرحلة الأولى، ليكون الهدف الأساسي هو تصنيع 265 ألف وحدة أي ما يعادل 20 ألف لتر من السائل شهريا. وأضاف المسؤول، أن المجمع عمد إلى تصنيع 3 أحجام مختلفة، بسعة 100 ملل و200 ملل و1 لتر، توزع على 3 وحدات توزيع تابعة لصيدال بكل من باتنة والعاصمة ووهران، حيث تم إنتاج 80 ألف منها منذ بداية التصنيع، وهو رقم مكن المؤسسة من اجتياز الهدف المحدد بتصنيع 20 ألف وحدة عند المرحلة الأولى، كما طمأن بأن الكميات متوفرة رغم كثرة الطلب على هذا المنتوج حسبه. كما قال المتحدث أن مجمع صيدال قرر تصنيع السوائل المعقمة مع بداية الأزمة، لأن استراتيجية المؤسسة تتمثل في إنتاج الأدوية الموجهة للاستهلاك البشري، ولكن نظرا للإمكانيات المادية والبشرية التي تزخر بها المؤسسة قررت تصنيع هذه المادة من أجل القضاء على الندرة في السوق، مضيفا أن المديرية العامة اعتمدت أسعارا تنافسية، بغرض محاربة المضاربة ورفع الأسعار، خاصة وأن السوائل بيعت بثلاثة أضعاف ثمنها الحقيقي، وعليه تقرر اعتماد سعر 110 دج لقارورة بسعة 100 ملل و155 دج للقارورة ذات سعة 200 ملل، و500 دج لقارورة لتر واحد. وأضاف المتحدث أن «صيدال» ستواصل إنتاج معقم اليدين، في مرحلة ما بعد «كورونا»، رغم علم مسؤوليها بأن الطلب سيقل كثيرا، ولكن توجد مستشفيات وعيادات ستواصل الطلب عليه، كما قال إن الإقبال على المعقم كبير من طرف المستشفيات وكذا تجار الجملة، حيث تملك الشركة سجل الزبائن ويتم منحهم الكميات المطلوبة، كما تقرر اعتماد تجار الجملة للمواد شبه الصيدلانية كزبائن عاديين من أجل تسهيل مهمة اقتناء المنتوج. وقال زبرطي محمد رشدي للنصر، أن المجمع سطر إجراءات من أجل مواجهة فيروس «كوفيد 19»، من خلال توفير كل المستلزمات الوقائية للعمال، وإخضاعهم للإجراءات الصحية، وكذا مضاعفة الجهود لرفع كمية المنتجات المصنعة من قبل والمتمثلة في «باراسيتامول» و»فيتامين سي» والتي تستعمل ضمن بروتوكول العلاج من الوباء بإضافة دواء «الكلوروكين». ومن أجل تفادي حدوث ندرة في هذه المواد تقرر رفع الإنتاج من 20 ألف وحدة في الأيام العادية إلى 250 ألف شهريا و ذلك بعد انتشار الفيروس. المديرة التقنية بن جاوحدو آمال : منتجنا يخضع للمعايير المعمول بها دوليا وقالت السيدة بن جاوحدو آمال الصيدلية المديرة التقنية بالمصنع، أن السائل المعقم المصنوع بصيدال يخضع لمراقبة مدى نجاعته وجودته وتأثيره على صحة مستعمله من طرف فريق تقني، من أجل أن يكون مناسبا للاستخدام وتلبية طلبات الصيادلة والأطباء والمواطنين، موضحة أن عمليات تصنيعه تخضع للمعايير المعمول بها دوليا و وفق ما تنص عليه منظمة الصحة العالمية، أما عن مكوناته وطريقة تحضيره فقد أكدت بأنها بسيطة وناجعة في نفس الوقت، من خلال تعمد خلط العديد من المواد وذلك حفاظا على صحة المواطن. وأضافت المتحدثة، أن صيدال لجأت إلى مركز للبحث والتطوير من أجل مراقبة فعالية المنتوج قبل تحويله إلى السوق، في ما يخص القضاء على الفيروس وكذا أعراضه، موضحة أن عمليات الإنتاج ستتواصل من أجل تزويد المستشفيات والعيادات الطبية بهذا المعقم بعد زوال الوباء، كما ستكون المؤسسة مستعدة لأي أزمة صحية في المستقبل، وختمت المسؤولة حديثها بأن الإقبال أكثر على قارورتي 100 و200 ملل، لأنها تستعمل من طرف المواطنين عكس قارورة 1 لتر التي تقتنيها المستشفيات والعيادات.