المنشقّون عن الجيش السوري يعلنون إنشاء مجلس عسكري مؤقت • هجوم عنيف يدمّر مقر المخابرات الجوية قرب العاصمة أعلنت وزارة الخارجية السورية قرار دمشق عدم المشاركة في اجتماع الرباط الذي عقده وزراء الخارجية العرب أمس الأربعاء لبحث تطورات الأزمة السورية، وأفاد التلفزيون السوري نقلاً عن مصدر مسؤول أن قرار عدم المشاركة في هذا الاجتماع جاء على خلفية تصريحات مسؤولين مغاربة، دون أن يتم الإفصاح عن مضمون تلك التصريحات . من جهة أخرى، أعلنت "قيادة الجيش السوري الحر" التي تضّم المنشقين عن الجيش النظامي في بيان لها، عن إنشاء مجلس عسكري مؤقت وحدّدت مهامه وعلى رأسها دراسة مهام (الجيش الحر) التي تتمحور حول "إسقاط النظام ومحاسبة أفراده" وحماية المدنيين من قمع القوات الأمنية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنع الفوضى، ويرأس المجلس العقيد رياض الأسعد الذي أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي وتأسيس الجيش الحر في جويلية الماضي، كما يضم هذا المجلس بعضويته تسعة ضباط بينهم أربعة برتبة عقيد وثلاثة برتبة مقدم ورائد. وحدّد ذات البيان مهام المجلس العسكري المتمثلة في إسقاط النظام الحالي ومنع الفوضى فور سقوطه والوقوف ضد أي عمليات انتقامية، كما سيهتم المجلس الذي يتخذّ من دمشق مقرا له بدراسة تعداد الجيش وتنظيمه وأماكن تمركزه وتسليحه وتجهيزه وتدريبه، وسيشكّل محكمة عسكرية تختص بمحاسبة أفراد النظام ممّن يثبت تورطهم بأعمال القتل والاعتداء على المدنيين السوريين أو تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة، كما يعتزم هذا المجلس أيضا تشكيل فرع للشرطة العسكرية للقيام بأعمال الملاحقة والتحقيق في الجرائم المرتكبة من قبل أعوان بشار الأسد قبل عرضها على "محكمة الثورة"، وتنفيذ القرارات الصادرة عن هذه المحكمة والقرارات ذات الصلة الصادرة من المجلس، كما أكد البيان أن صلاحيات هذا المجلس تنتهي فور انتخاب حكومة ديمقراطية حيث ستعود حينها الصلاحيات للحكومة المنتخبة. وكان العقيد رياض الأسعد أعلن شهر جويلية الماضي، أنه أنشأ قوة معارضة مسلحة أطلق عليها اسم(الجيش السوري الحر)، موضحا أنه قرّر الانشقاق عن الجيش بعد قمع المظاهرات المناوئة لنظام بشار الأسد. وفي الوضع الميداني، أفادت "الهيئة العامة للثورة السورية" أن منشقين عن الجيش دمّروا فرع المخابرات الجوية في حرستا، وأن المواجهات امتدت بين الطرفين في معظم مناطق ريف دمشق، فيما أعلنت مجموعة من عناصر الجيش في درعا انشقاقها ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين. وقال نشطاء إن المنشقين هاجموا مجمّعاً للاستخبارات على أطراف دمشق في ساعة مبكرة أمس الأربعاء، في أول هجوم يعلن عنه على منشأة أمنية كبيرة منذ بدء الاحتجاجات على الرئيس بشار الأسد، وقالت مصادر النشطاء أن أعضاء جيش سوريا الحرّ أطلقوا قذائف "أر.بي.جي"، ونيران مدافع رشاشة على مجمّع كبير لاستخبارات القوات الجوية يقع على الطرف الشمالي للعاصمة دمشق، نحو الساعة الثانية والنصف صباحاً بتوقيت غرينتش، وأعقب ذلك نشوب معركة بالأسلحة النارية فيما حلقت مروحيات فوق المنطقة، وقالت المصادر أنه لم ترد على الفور أنباء عن وقوع إصابات، وأن المنطقة التي وقع فيها القتال مازال يصعب الوصول إليها، بسبب الحظر الذي تفرضه سوريا على معظم وسائل الإعلام الأجنبية ما يجعل من الصعب التحقّق من الأحداث على الأرض، وتتولي استخبارات القوات الجوية مع الاستخبارات العسكرية مهمة منع الانشقاق داخل الجيش، وكانت المجموعتان عاملاً مساعداً في الحملة على المحتجين ضد نظام الأسد، والتي تقول الأممالمتحدة أنه قتل فيها أكثر من 3500 شخص. وأفادت منظمة حقوقية بمقتل ثلاثة منشقين ومدني برصاص قوات الأمن السورية في بلدة كفر زيتا في ريف حماة قبل ساعات على انعقاد اجتماع الجامعة العربية في الرباط، الذي يدرس خلاله قرار تجميد عضوية دمشق في هيئات الجامعة. ق و/الوكالات