رئيس الفاف يكتشف متأخرا الواقع - البائس - لكرة القدم النسوية أعرب رئيس الفاف خير الدين زطشي، عن تذمره الكبير من الواقع الميداني الذي تعيشه كرة القدم النسوية بالجزائر، وأكد بأن الصورة الحقيقية تبقى «سوداء» ومختلفة تماما عن الفكرة الأولية التي كانت لديه، مما جعله يلقي باللوم على المكلفين بمتابعة هذا الملف على مستوى الاتحادية، ويلح على ضرورة فتح ورشة عمل استعجالية لتطوير الممارسة الكروية، لدى الجنس اللطيف ببلادنا، وذلك باستغلال الإمكانيات التي توفرها الدولة. موقف زطشي، كان خلال جلسة عمل عقدها أول أمس، بمقر الفاف مع ممثلين عن أندية كرة القدم النسوية، بحضور رئيس الرابطة المختصة جمال قاسحي وكذا رئيسة اللجنة الفيدرالية المكلفة بالكرة النسوية راضية فرتول إضافة إلى المدير الفني الوطني عامر شفيق، لأن المسؤول الأول في الاتحادية كان قد قرر الجلوس على طاولة النقاش مع ممثلي النوادي، بناء على الطلب الذي كانوا قد تقدموا به، وقد تم اختيار 4 ممثلين عن رؤساء الفرق، ويتعلق الأمر بمسؤولي أندية شبيبة الخروب، نادي بجاية، جمعية الأمن الوطني وآفاق غليزان، في الوقت الذي تم فيه اختيار ممثل واحد عن أندية كل رابطة جهوية. المعلومات التي تحصلت عليها النصر، تفيد بأن الانشغالات التي طرحها ممثلو الأندية فاجأت زطشي، وجعلته يكتشف خبايا لم يكن يعلمها، سيما بعد حديث بعض رؤساء الفرق، عن تسجيل بعض حالات التلاعب بأعمار اللاعبات، وكذا كثرة الغيابات عن المقابلات الرسمية، خاصة في الفئات الشبانية، فضلا عن الشكاوى المتعلقة بسلك التحكيم، وهي معطيات دفعت بالرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم إلى الإعراب عن استيائه الكبير من الوضعية الراهنة للكرة النسوية في الجزائر، ويعترف بأن هذه الجلسة، أتاحت له الفرصة لاكتشاف خبايا ظلت خارج مجال رؤيته منذ توليه رئاسة الفاف في مارس 2017، إلى درجة أنه لم يتوان في التأكيد على أن الصورة، التي كانت لديه بخصوص كرة القدم النسوية وظروفها كانت «بيضاء»، لكنها بعد هذه الاجتماع، تغيرت رأسا على عقب وتحول لونها إلى الأسود القاتم. واستنادا إلى مصدر النصر، فإن ممثلي رؤساء أندية الجهوي، طالبوا بضرورة إعادة النظر في التصنيف المعتمد على مستوى المنظومة الكروية الخاصة بالسيدات، وذلك بناء على ما هو منصوص عليه في القانون الأساسي للرابطة، لأن هذه الهيئة عند تأسيسها كانت مكلفة بتسيير كرة القدم النسوية بالجزائر، دون تحديد مستوى المنافسة الذي تشرف عليه، لكن نشاطها ظل يقتصر على تسيير البطولة الوطنية بفوج واحد، الأمر الذي أبقى فرق المستويات الدنيا، تواجه صعوبات كبيرة لضمان مشاركتها في المنافسات الرسمية، خاصة وأن النشاط على مستوى الرابطات الجهوية يعرف تأخرا كبيرا، والدليل على ذلك أن الأندية المنخرطة في الرابطة الجهوية للجزائر الوسطى، لم تلعب خلال الموسم «العالق» سوى مقابلة رسمية واحدة في إطار البطولة، وهذا راجع بالأساس إلى التأخر الكبير الذي عرفته انطلاقة الموسم، وقرار توقيف البطولة بسبب الأزمة الوبائية، جعل الرابطة تجمد النشاط بعد برمجة جولة واحدة. أندية الجهوي تطالب بنظام منافسة جديد طالب رؤساء أندية الجهوي بضرورة الانضواء تحت لواء الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية، واعتماد نظام جديد للمنافسة، يقضي بترقية فرق الجهوي إلى المستوى الوطني، وتنظيم بطولة «إقليمية»، بطابع وطني، لتكون بدرجة الوطني الثاني، لأن الإشراف على التنظيم من طرف الرابطة الوطنية يخلص النوادي من المشاكل الكبيرة التي تواجهها على مستوى الرابطات الجهوية، والمنافسة تنظم حاليا في رابطات قسنطينة، ورقلة، الجزائر الوسطى ووهران. على صعيد آخر، تطرق رؤساء الأندية مع رئيس الفاف إلى قضية «الامتيازات» التي تمنحها الاتحادية للنوادي، في إطار الدعم الذي تقدمه الاتحادية الدولية لتطوير كرة القدم النسوية، وقد وعد بتوسيع دائرة الاستفادة من هذا الامتياز، حتى إلى الجهوي، لكنه بالموازاة مع ذلك أعرب عن تحفظه على الطريقة، التي كانت معمولا بها في إبرام الصفقات، وألح على ضرورة ترشيد النفقات، وتلميحه إلى تحويل هذا الإجراء مباشرة إلى الاتحادية، وحصر نشاط الرابطة في الجانب التنظيمي للمنافسة.