أوفد الديوان الجزائري المهني للحبوب، لجنة تقنية إلى ولاية قالمة، للبحث عن قطع أرضية ملائمة لبناء صوامع قمح جديدة ببلديات عين مخلوف، الركنية و بلخير، للتخفيف من أزمة التخزين التي تعرفها قالمة منذ سنوات طويلة، حيث لم تعد المخازن القديمة قادرة على استيعاب الإنتاج المكثف من القمح عقب تطور الإنتاج متأثرا بتوسع المساحات الزراعية و تدعيم المسارات التقنية المفيدة. و بدأت لجنة الديوان عقد اجتماعات مع رؤساء البلديات لمعاينة المواقع المقترحة و الموافقة عليها و مباشرة الإجراءات التقنية و الإدارية لإنجاز المخازن الجديدة، التي تتسع لنحو 300 ألف قنطار من القمح. و قال الديوان الجزائري المهني للحبوب، بأنه سيمول كل مشاريع صوامع القمح الجديدة بلديات عين مخلوف، الركنية و بلخير، مؤكدا على أنه يعتزم إنهاء مشروع المخازن الثلاثة قبل موسم الحصاد صيف 2021، لوضع حد لمعاناة منتجي القمح بقالمة، الذين يواجهون تحديات كبيرة لإنهاء موسم الحصاد في ظل المخاطر المحدقة بهم، كالحرائق و انتشار عدوى كوفيد 19 و طوابير الانتظار الطويلة أمام مخازن قديمة لم تعد قادرة على الاستيعاب. و يتوقع الديوان إيجاد حل نهائي لمشروع المخزن الكبير بعين تراب، بعد تأخر دام عدة سنوات بسبب مشاكل الأرضية الملائمة. و كان من المقرر إنجاز صوامع تتسع لنحو 300 ألف قنطار من القمح ببلدية تاملوكة الواقعة جنوبي قالمة، لكن المشروع ظل متعثرا بسبب أزمة الأرضية الملائمة و تقرر تحويله إلى قرية عين تراب ببلدية وادي الزناتي، لكنه ظل عرضة للتوقف لأسباب عديدة، قرر الديوان وضع حد لها، كما قرر أيضا إكمال مشروع مدينة بلخير المتوقف منذ سنتين بسبب مشاكل متعددة أوقفت المشروع الحلم في منتصف الطريق. و عندما تكتمل كل مشاريع صوامع القمح بقالمة، فإن قدرات التخزين سترتفع بنحو 800 ألف قنطار، لتبلغ 1.5 مليون قنطار من القمح في غضون السنتين القادمتين. و تعتمد ولاية قالمة اليوم على نظام التحويل اليومي للقمح إلى عدة ولايات مجاورة، بينها سكيكدة، سوق أهراس و أم البواقي و يواجه هذا النظام تحديات كبيرة بينها طول المسافة و الوقت و نقص الشاحنات و مخاطر عدوى الوباء المتفشي بالولايات المستقبلة للقمح القادم من حقول قالمة، التي عجزت سنوات طويلة عن بناء صوامع عملاقة قادرة على استيعاب الإنتاج الذي بدأ يحقق أرقاما قياسية بين سنة و أخرى، في تحول واعد نحو مستقبل زراعي جديد، يعيد للمنطقة شهرتها التاريخية و الاقتصادية المفقودة. و قال الديوان الجزائري المهني للحبوب على موقعه، بأن مشاريع صوامع القمح العملاقة التي ستنطلق بقالمة تعد إنجازا كبيرا لم تعرفه الولاية منذ 1982، مؤكدا على أنه سيخوض تحديا على أرض الواقع لتحقيق حلم المزارعين بقالمة و إنهاء الأزمة المستمرة منذ 40 عاما.