الرائد في ديربي مريح والوصافة في المزاد بين النسر والكناري إذا كان صاحب الريادة اتحاد الجزائر بعيد عن أي حرج، رغم طابع الديربي الذي سيميز لقاءه اليوم مع الجار الجريح نصر حسين داي، وهو ما يؤهل أبناء سوسطارة للبقاء لأسبوع آخر في الصدارة، فإن برج المراقبة سيكون اليوم في مزاد تحت سفح جرجرة، أين سيزل صاحبه وفاق سطيف- العائد بقوة خلال الأسابيع الأخيرة- ضيفا على شبيبة القبائل التي استدركت البداية المتعثرة، وعادت إلى الواجهة تدريجيا، بعد أن استوعب زملاء الهداف بولمدايس إستراتيجية وطريقة عمل مدربهم الجديد مزيان إيغيل. فهذه المعركة الميدانية وإن كانت بين نسر الهضاب العليا وكناري جبال جرجرة، إلا أنها ستكون قمة هذه الجولة، بالنظر لأهمية نقاطها في حسابات الفريقين العائدين إلى الواجهة، خاصة أشبال السويسري قيقر الذين يراهنون على زادها تحسبا لاعتلاء الريادة في حالة انتفاض حامل الفانوس الأحمر نصر حسين داي، فيما يسعى الكناري للتغريد في سماء برج المراقبة بعد الإطاحة بالضيف الذي لا تفصله عنه سوى نقطتين فقط. الجولة ال 12 ستضع أصحاب الواجهة الأمامية على صفيح ساخن، كما أن رزنامتها ستلهب الرهانات، خاصة بالنسبة ل "ترويكا" المطاردة (بلوزداد، الشلف و الحراش)، الذين أعادوا بعث السباق من جديد، وذلك بعد تقليصهم الفارق عن المتصدر إلى نقطة واحدة. فشباب بلوزداد الذي فجر مفاجأة مدوية خلال الجولة الفارطة بعاصمة الأوراس على حساب الكاب- وضعت حدا لمرحلة الفراغ التي مر بها- سيكون اليوم أمام امتحان حقيقي للتأكيد على عودته القوية، عند استضافته للجارة المولودية في أحد أقوى الديربيات العاصمية، ولو أن توابل ديربي اليوم سيكون لها طعم خاص، بالنظر لتواجد الفريقين على طرفي نقيض- كون زملاء القائد بابوش الذين سيحرمون من خدمات القلب النابض غازي- يتواجدون على بعد نقطة واحدة من أول المهددين. ذات السيناريو ينطبق على الشلفاوة الذين سينزلون ضيوفا على عاصمة الزيانيين تلمسان، أين سيجدون في انتظارهم الوداد الذي مازال على حافة منطقة الجاذبية، على الرغم من أنه لم ينهزم طيلة الجولات ال 11 السابقة سوى في مناسبتين فقط، عكس الحمراء الخروبية التي انهزمت 4 مرات، وهي مطالبة اليوم ليس بتخفيف الأضرار، بل للعودة ولو بنقطة إلى الديار، نقطة الأمل التي تحفز أشبال خزار لتدعيم الرصيد المعنوي خاصة، تحسبا لبقية المشوار، ولو أن كواسر صفراء الضاحية بقيادة قريش، لا ينظرون إلى هذه المباراة من نفس الزاوية. من جهته يسعى شباب قسنطينة في خرجته إلى سعيدة لوقف النزيف، وهذا من خلال العودة بنتيجة إيجابية، ولو أن المهمة لا تبدو بالسهولة التي قد يتصورها الأنصار الشوفينيون، ليس بسبب قوة المضيف السعيدي الذي سيعمل على استغلال عاملي الأرض والجمهور، بل بالنظر للغيابات التي قد تصعب من مهمة بوعراطة- كما كان الشأن أمام البابية- وقضية دحمان واستقالة شني وقضية المستحقات، التي من شأنها ضرب استقرار النادي القسنطيني، رغم تطمينات المدير الرياضي بوالحبيب الذي وصف إدارة فريقه بأقوى إدارة على مستوى الشرق. ولا نغادر المنطقة دون الإشارة إلى ديربي القاعدة الشرقية، والذي سينشطه المضيف مولودية العلمة المنتشي بالنقطة التي عاد بها من قسنطينة، والضيف شباب أوراس باتنة الذي سقط لأول مرة داخل قواعده أمام بلوزداد، وهو ما سيجعل هذه المواجهة توصف بقمة المتناقضات التي ستحسب نقاطها مضاعفة. حميد بن مرابط