الخضر أظهروا مبكرا شخصية البطل وبلماضي - سبيشل وان - إفريقيا يرى خالد غنيم التقني المصري والمدرب الحالي لفئة أقل من 19 سنة في فريق رايو فاليكانو الإسباني، أن الخضر استحقوا زعامة القارة، بعد ما أظهروه في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر 2019، معتبرا الناخب الوطني جمال بلماضي الأفضل قاريا، نظير دهائه وحسن قيادته للمجموعة، كما تحدث المدرب الذي كان مرشحا في وقت سابق لقيادة السنافر، عن ماندي ومحرز وعدة أمور تخص الكرتين الجزائرية والمصرية. محرز وصلاح مختلفان كاختلاف ميسي ورونالدو *بداية قدم نفسك للجمهور الرياضي الجزائري وحدثنا عن آخر مستجداتك ؟ خالد غنيم مصري عربي مقيم في إسبانيا، وأعمل كمدرب لكره القدم حاصل على شهادة «يويفا برو» ومدرب فريق فئة تحت 19 عاما في نادي رايو فاليكانو، حيث أنهيت الموسم الأول لي مع هذا الفريق في وصافة الدوري، أما الموسم الثاني فقد حققت المركز الرابع بعد ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وبلد الوليد، كما عملت مدربا للفريق الأول لسان بيدرو الناشط بالدرجة الثانية في مقاطعة مدريد، وقدته للمركز الرابع في الدوري، ضف إلى ذلك، فقد عملت في نوادي أخرى مثل سويداد موستوليس، أتلتيكو دي بينتو وأسكويلاس ديبورتيباس بينتو، ناهيك عن تجربة مع الفريق الرديف لأتلتيكو مدريد. *ما حقيقة المباحثات التي جمعتك بمسؤولي شباب قسنطينة في فترة سابقة؟ هي قصة أفضل عدم الخوض فيها احتراما لنادي الشباب وجماهيره، ولكن في النهاية، النادي اختار مدربا آخر (عبد القادر عمراني)، وله التقدير وتمنياتي له ولنادي شباب قسنطينة بالتوفيق. *بحكم عملك في اسبانيا لعدة سنوات، كيف تعلق على تتويج ريال مدريد بلقب «الليغا» على حساب برشلونة؟ زين الدين زيدان مدرب طوّر نفسه كثيرا، وأحاط نفسه بجهاز فني على مستوى عال، وبالتالي من أفكاره واجتهاده مع جهازه وصلوا بريال مدريد بدنيا وفنيا لمستوى رائع، خصوصا من الناحية الدفاعية التي كانت كلمة السر، ودائما ما تكون في أي بطولة من يتلقى أقل عدد من الأهداف في الغالب يحصد نقاط أكثر. أفضل عدم الخوض في قصتي مع السنافر احتراما للنادي وأنصاره *هل ترى أن مهاجم الملكي كريم بن زيمة، كان الأفضل في الدوري الإسباني هذا الموسم متفوقا على النجم ليونيل ميسي؟ بدون شك كريم تفوق علي نفسه، وكان له تأثير مباشر في فوز الريال في العديد من المباريات، ولكن المتميز فيه هذا الموسم ليس كلاعب فنان، ولكن أيضا كهداف بدون إضاعة فرص سهلة كالمواسم الماضية، ويعود الفضل في ذلك لزيدان وتحضيره الذهني، ما زاد في تركيز اللاعب أمام المرمى، وهذا ما افتقده الأرجنتيني ميسي مع البرصا، أي المدرب الذي يمنحه هذه الثقة . *ما سر توهّج الريال من جديد، وهل ذلك يعود لعودة «الماستر» زيدان؟ زيدان وجهازه الفني كان لديهم الرؤية الواضحة من البداية، وتعاملوا مع «الليغا» بخبرة ومع كل مباراة على حدة، ولذلك في النهاية استطاع الريال أن يكون البطل، وأهم من ذلك أن زيدان استطاع أن يقود غرف ملابس ساخنة، ويخرج بدون أي مشاكل طوال الموسم بين اللاعبين أو مع لاعبين مثل بيل وخاميس، فحنكه زيدان ومنهجيته في التواصل جعلت الريال يصل لما هو عليه الآن. شدة المنافسة المحلية تجعل الفرق الجزائرية منهكة قاريا *بحكم متابعتك الجيدة للدوري الاسباني، كيف تقيم مستوى لاعب الخضر عيسى ماندي، الناشط مع نادي ريال بيتيس؟ ماندي ظُلم لوجوده في فريق يضُج بالمشاكل، ولو استمر كيكي ستين مع بيتيس، كان من الممكن أن نرى من ماندي مستوى أكبر وأفضل مما رأيناه، و لكن مدافع المنتخب الجزائري قدم مستويات طيبة جدا، ولكن مستوى الفريق العام ومشاكله، لم تعطه الفرصة لإظهار كل ما لديه، وأتمنى أن يستمر مع المدرب الجديد بليغريني، ويخرج كل ما لديه من إمكانيات أو المدرب يستغل كل إمكانياته الحقيقية. بن زيمة تفوّق على نفسه وساهم بقسط وافر في تتويج الريال *ماندي مقترح على إدارة برشلونة بحكم معرفة المدرب ستين بمؤهلاته، بصراحة هل تراه قادرا على اللعب للعملاق الكتالاني؟ ماندي لاعب يستطيع أن يلعب في أي فريق يستخدم أسلوب الاستحواذ، فهو لاعب مهاري، ويملك الذكاء والوعي التكتيكي، ولكن الشك في استمرار كيكي ستين مع البرصا للأسف، وليس الشك في قدرات عيسى. *قلب دفاع الخضر (ماندي) مطلوب أيضا من بطل أبطال أوروبا نادي ليفربول الانجليزي، هل هذا الخيار أفضل له من البقاء في «الليغا» مع بيتيس أم أي فريق آخر؟ سيكون تحد بالنسبة له في أسلوب مختلف بعض الشيء عن البيتيس، وأيضا في دوري لديه «ريتم» لعب أسرع، وتحضير بدني مختلف لكثرة المباريات واختلاف قوة المنافسة عن الدوري الاسباني، ولكن ماندي سيكون في فريق عظيم مع مدرب كبير ولاعبين أصحاب خبرة، وسيكون له مكان بجانب الهولندي فان ديك. *لو نطلب رأيك بخصوص تتويج الخضر في «الكان» الأخير بمصر، ماذا تقول ؟ الفريق قدم مستويات ممتازة وتعامل مع البطولة بواقعية كبيرة، وظهر كل اللاعبون بشكل مميز، وكان لديهم الإصرار والحماس على تحقيق التاج القاري، وظهر ذلك في كل احتفال بهدف مسجل وفي كل التحام وكل تمريرة، وفي كل مباراة كانت موجودة شخصية البطل في المنتخب. زيدان طوّر نفسه كتقني والتحكم في غرف ملابس «ساخنة» يحسب له الناخب الوطني جمال بلماضي كسب الرهان في ظرف وجيز، ليؤكد بأن اختيار الاتحادية الجزائرية كان صائبا، أليس كذلك؟ دون شك في الوقت الحاضر هو المدرب الأفضل في إفريقيا، وكانت بصمته واضحة لخلق حالة تجانس بين اللاعبين، وعمل فريق متجانس تكتيكيا حسب رؤيته وفلسفته، وتوصيل اللاعبين بالتشبع بفكره التكتيكي وتحضيرهم ذهنيا ونفسيا لكل المواقف خلال البطولة الأخيرة، وظهر واضحا تعامل اللاعبين مع تحفيزهم بأسلوب أو بآخر، لإخراج كل ما لديهم، كما خلق أجواء تحفيزية رهيبة، ولذلك كان له تأثير كبير نفسيا وتكتيكيا على الفريق ككل. *كثرت المقارنات بين قائد الخضر رياض محرز ونجم المنتخب المصري محمد صلاح، بصفتك تقني متميز ماذا تقول عن هذين اللاعبين البارعين؟ هي مقارنات إعلامية، ولكن الفنيين يعرفون أن الاثنين مختلفين كاختلاف ميسي ورونالدو، وكلهم لاعبين كبار، ولكن لكل منهما أسلوبه ومميزاته، إذ تختلف عن الآخر، وصعب المفاضلة أو المقارنة بينهما في العموم، غير أننا كمتخصصين نعرف الفرق بينهما، والاثنين متميزين فنيا ومهاريا. *هل الجيل الحالي للخضر بإمكانه صنع الحدث بمونديال قطر 2022 كما يتحدث بلماضي ؟ الجيل الحالي للمنتخب الجزائري لديه ما يقدمه في المونديال، ونتمنى أن تصدق التوقعات، ونرى الفريق في مكانه متميزا في المونديال بمستوى رائع فنيا، ونتمناها ذلك أكثر كعرب. *المنتخب المصري يشهد مؤخرا عملية تجديد، هل سيكون بإمكانه المنافسة في «كان» الكاميرون لاستعادة زعامة القارة ؟ المنتخبات والفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، وأتمنى أن يكون الفراعنة في شكل مختلف عما رأيناه في البطولة السابقة، والعوامل موجودة كعناصر فردية في المنتخب، وهناك لاعبين على مستوى محترم، فقط يبقي الجانب الفني والإداري. بإمكان ماندي اللعب في أي فريق يستخدم الاستحواذ وبرشلونة خيار مناسب *ما هي أوجه الاختلاف والتشابه بين الكرتين الجزائرية والمصرية؟ كلاهما لديه الموهبة والمهارة الفردية، ولكن الجانب البدني يتفوق فيه الفريق الجزائري دائما، أما الجانب التكتيكي يعتمد على نوعية المدربين الموجودين والخبرات، أما على المستوى المحلي، فالدوري الجزائري دائما يملك المنافسة الشرسة بين أكثر من 3 أو 4 فرق على الأقل، وهذا ما يميز الدوري الجزائري عن نظيره المصري المهمين عليه الأهلي والزمالك، ولكن هي نقطة لها وجهان مختلفان، لأن في النهاية على الصعيد الإفريقي، تكون الفرق الجزائرية منهكة من شدة المنافسة في البطولة المحلية، وأيضا عدم وجود ناد أو اثنان مسيطرين على أفضل اللاعبين، لا يمنح الفريق أفضلية في الجانب القاري، إلا إذا استخدم المدرب أسلوب صحيح في التعامل مع المنافسات، والإعداد البدني والتكتيكي والنفسي الصحيح، للحصول على أعلى مستوى في البطولات المحلية والقارية. *كلمة تختم بها هذا الحوار ؟ أتمنى زوال هذا الغم والوباء والدعاء بنعمة الصحة والسلامة للجميع، وخصوصا كل بلاد العرب من المحيط للخليج بإذن الرحمان.