عائلة من 08 أفراد تسكن مع الجرذان بمبلغ 6 آلاف دج تتقاسم عائلة ( بن شيروف .ع ) قبوا مع الجرذان بأسفل العمارة رقم 11 بحي الصومام بوسط مدينة بوفاريك منذ 10 سنوات ،في ظروف إقامة مأساوية تفتقد لأدنى شروط الحياة ، لم تشفع لهم في الإستفادة من السكن الإجتماعي ، بسبب تهمة « مسبوق قضائيا « التي ظلت تلاحق رب هذه الأسرة لعدة سنوات ، بعد فقدانه لوظيفته. وحسب رب العائلة فإن هذا القبو الذي تتقاسمه عائلته مع الجرذان أجره ب06 آلاف دينار ولا يتسع لجمع كل أفراد أسرته، بحيث لا تزيد مساحته عن 11مترا، مما يضطره للمبيت في إحدى الأكشاك القصديرية الخاصة ببيع التبغ . القبو تنعدم به منافذ التهوية ولا تصله أشعة الشمس نهائيا كونه يقع تحت سطح الأرض ، بحيث تضطر هذه العائلة المنكوبة إلى الإستعانة بضوء الإنارة الكهربائية ليلا ونهارا للتغلب على العتمة التي تلف هذا المكان . وبسبب غياب أي منفذ للتهوية ترتفع درجة الرطوبة والتعفن داخل شبه البيت الذي لجأت إليه هذه العائلة في ظل أزمة سكن خانقة ، حيث كثيرا ما تتحول ظروف إقامتها إلى جحيم لايطاق وهي تقاوم للبقاء داخله ، أمام تكرار انسداد قنوات الصرف الخاصة بشقق العمارة التي تتسرب مياهها القذرة داخل القبو ، ويجدون صعوبة كبيرة في مسحها وتنظيف المكان من روائحها الكريهة التي لا يمكنهم التخلص منها . رب هذه الأسرة الذي فشل في إيجاد مأوى لائق لأبنائه وزوجته وجميع الأبواب التي طرقها تسد في وجهه ، قال للنصر بأسى كبيرا بأن حياتهم لم تعد تختلف كثيرا عن الجرذان التي تتقاسم معهم سقف هذا البيت ، بالإضافة إلى ما تشكله من خطر كبير يهددهم ليل نهار ، حيث فشلت جميع وسائل الإبادة التي استعانوا بها في التخلص منها ، فهي تزاحمهم في كل شيء ، وتحرم عليهم النوم ، وعيونهم تظل تتوجس من قدومها في أي لحظة . وبالإضافة إلى خطر الجرذان ، يعاني أفراد هذه العائلة من الإصابة بالربو ، نتيجة الرطوبة التي تسد الأنفاس ولم يعد بإمكانهم تحمل البقاء بها ، والأطباء ينصحونهم بضرورة تغيير مكان الإقامة باعتباره أول طريق لتحقيق الشفاء ، لذلك فهم يستنجدون اليوم بجريدة النصر من أجل إيصال نداء طلب الرحمة إلى المسؤولين بالولاية وأعلى سلطة بالبلاد لتمكينهم من حق الإستفادة من السكن الإجتماعي، ووضع نهاية لهذه المأساة التي فرضت عليهم بسبب عبارة «مسبوق قضائيا « التي مازالت تلاحق والدهم. قال الأب أنه أودع ملف للحصول على سكن اجتماعي منذ عدة سنوات وتفقدت حالته لجنة توزيع السكن بالدائرة مرتين لكن دون جدوى ، حيث أسر لنا أنه أقصي من الإستفادة منه لكونه مسبوقا قضائيا في قضية تتعلق بالسرقة ، رغم أنه تاب وأخذ جزاءه من طرف العدالة في قضية تعود إلى عدة سنوات . و هو يتساءل كيف يعاقب مدى الحياة على خطأ ارتكبه ولا يمنح له سكن لكونه مسبوقا قضائيا ؟ وما ذنب باقي أفراد العائلة الذين يقاسمونه نفس المعاناة رغم أنهم لم يخطأوا وليس لهم سوابق ؟ . فقد أخبرنا بأنه كان يعمل عون نظافة بمقر البلدية وتم توقيفه ، واليوم هو بدون وظيفة ،متسائلا أين المفر اليوم وأين سيذهب مع عائلته خاصة وأن زوجته حامل . فيما قالت زوجته أن هذه الظروف اضطرتها للخروج من البيت بحثا عن العمل من أجل توفير لقمة العيش لأبنائها ودفع مستحقات الكهرباء وإيجار القبو من خلال عملها كمنظفة في البيوت . وأن هذه الظروف الصعبة اضطرتها لترك أبنائها في هذا القبو والتنقل بين البيوت لجمع بعض المال لإطعام أبنائها وزوجها العاطل عن العمل . و الأبناء ينتظرون اليوم من السلطات المحلية أن تنظر إليهم بعين الرحمة، وتنجد أسرة من خطر الإقامة داخل قبو يفتقد لأدنى شروط الحياة.