انتقلت " الفجر" إلى "مسكن" عائلة "بومجاجي" الكائن في حي 520 مسكن بأولاد يعيش بالبليدة، ثمانية أفراد يشتركون في قبو لا تزيد مساحته عن 12 مترا مربعا، بعيدا عن أشعة الشمس والتهوية، تصدك رائحة الرطوبة والعفن الشديدتين عند أول إطلالة عليه. و حسب رب الأسرة فإن العائلة الفقيرة اضطرت إلى استغلال هذا القبو منذ سنة 1994 بعد أن فرت من حي " حرازة" بأعالي المنطقة طلبا للامن إثر اعتداء مسلح ضد السكان، حيث اقتحمت القبو الذي وجدته محروقا من طرف مجهولين متخذة كل شبر فيه مكانا للنوم والمجلس والمطعم و الاستحمام وغيره و مراجعة الدروس. و يضيف الأب المرتسمة عليه مظاهر قهر الزمن والتعاسة إنه اضطر رفقة أفراد عائلته السكن بالقبو مطلع التسعينيات بالرغم من انعدام الماء والكهرباء وحتى دورة المياه، حيث يضطرون إلى استعمال آنية عوض دورة مياه، وإنه تقدم بطلب في السكن لكن دون جواب سوى وعود لم تر النور لغاية الساعة، رغم أن لجانا من البلدية و الدائرة زارتهم لكن بقيت وعودهم مجرد حبر على ورق. وتضيف زوجته أن المصائب لم تنقطع عن اسرتها منذ أن سكنوا القبو، حيث تتذكر جيدا الحادث الذي تعرضت له ابنتها "شفيقة" حين كانت تبلغ الثانية من العمر" تعرضت ابنتي لعضة جرذ في 2002 وهي نائمة، لم نتفطن لما حصل لأن القبو كان شديد الظلام واعتقدنا بداية انها تبولت فقط لكن سرعان ما أدركنا ذلك،ولحسن حظها وقبل فوات الأوان، إنها عضة حيوان قارض خطير"، وتم إسعافها وإنقاذها رغم أنها أصيبت بعاهة مستديمة في يدها اليسرى، أما بقية أولادها وجلهم بنات فيعانون من أمراض الحساسية و التنفسية خطيرة. و تشير المتحدثة أن طبيبا بمستشفى بن بوبلعيد امرهم باخلاء القبو وعدم السكن فيه حفاظا على على صحة الأولاد ، لكن تقول الأم " ماعسانا نفعل، وأين نجد سكنا محترما يحفظ كرامتنا، خاصة أن زوجي الذي يشتغل حمالا ، لا يستطيع ان يوفر مال غده من يومه ". ومازاد الوضع ماساة ، تسرب المياه القذرة إلى داخل القبو و كذلك مياه الأمطار، مما يضطر افراد الاسرة إلى المشي فوق الالواح والحجارة. أما عن حال الصراصير فتقول الام إنها اصبحت من افراد العائلة ويزداد الوضع سوءا كل موسم حر ، حيث تعلن حرب شرسة معه أثرت على صحة كل الاسرة، الذين اصبحوا من زبائن المستشفيات في البليدة وتيبازة بشكل دوري. وتقول الأم إنها كانت تامل أن تستفيد من سكن إثر توزيع الحصة الأخيرة في اولاد يعيش ، لكن تعلق بأنها من البؤساء الذين لا حظ لهم في الحياة الكريمة أبدا...