تناشد عائلة بن شيروف القاطنة بحي الصومام التابع إقليميا لبلدية بوفاريك، شمال ولاية البليدة، والي الولاية محمد أوشان بالإسراع في النظر إلى معاناتهم، حيث تعيش هذه العائلة وضعا مأساويا وظروفا اجتماعية لا تليق بعيش الآدميين ، ويشترك أفراد هذه العائلة الثمانية في مسكن واحد لا تزيد مساحته عن 11 مترا مربعا يتقاسمون فيه البؤس والحرمان، بعيدا عن أشعة الشمس والتهوية· وحسب رب الأسرة المرتسمة عليه مظاهر قهر الزمن والتعاسة، فإن القدر رمى به للعيش في هذا السكن منذ أكثر من 10 سنوات بالرغم من أنه تقدم بطلب سكن لدى مصالح البلدية لكن دون جدوى سوى وعود لم تر النور حتى الساعة· وتضيف زوجته في حديثها مع ”البلاد” معبرة عن سخطها الشديد: ”المصائب لم تنقطع عن أسرتي منذ سكنا بهذه العمارة المشؤومة، إننا حالة خاصة جدا، اشتغلت كعاملة نظافة ولم أمنع من الخروج كل يوم في الصباح الباكر من هذا القبو تاركة أبنائي مرضى، لكي لا أمد يدي لأحد وأتمكن من سد بعض احتياجاتهم، لم أطلب المستحيل الا سكنا لائقا يلم شمل أسرتي المشتتة، فزوجي يشتغل بعقد محدد المدة في إحدى المؤسسات غير قادر على توفير ثمن كراء هذا القبو المقدر ب6000دج شهريا، ناهيك عن فواتير الماء والكهرباء المرتفعة دائما أدفع مثلا 9000 دج كتكلفة استهلاك الكهرباء ليلا ونهارا”· وفي السياق ذاته حدثتنا عن زوجها الذي أصبح ينام في كشك لبيع التبغ نتيجة ضيق المكان· كما لديها ابنان في السجن وهو الأمر الذي أثقل كاهلها حائرة على مصيرهما حين عودتهما من جدران الحبس إلى جدران القبو الذي تقطنه· أما المأساة الحقيقية لهذه المرأة فهي ابنها ”عبد السلام” الذي تزوج مؤخرا ويعيش هو وزوجته الحامل في قبو بنفس العمارة، لا هواء نظيف ولا أشعة شمس في وضح النهار بالقبو الذي يتكون من غرفة متعددة الخدمات والاستعمالات، متصدعة السقف والجدران تهيمن عليها الرطوبة، ولا يمكن قهر ظلمته الدامسة إلا بنور المصابيح الكهربائية في الليل والنهار، ناهيك عن برودته التي لا تطاق· ومازاد الطين بلة تسرب المياه الملوثة إلى العمارة بسبب انسداد المجاري مما يفسر حسبه الغزو المستمر للجرذان، يضيف ”عبد السلام ”باكيا ”كنت أشتغل كعامل نظافة بالبلدية أتقاضى أجر3000 دج في الشهر، أوقفت من عملي بسبب دخولي السجن وبعدما أعددت ملفا وتقدمت في سبتمبر الماضي بطلب للحصول على سكن اجتماعي تحت رقم 2355 ببلدية بوفاريك حضرت لجنة التحقيق والاستقصاء مرتين، لكن وعودهم بقيت حبرا على ورق، حاولت الاتصال بالمسؤولين لكنني لم أجد آذانا صاغية توجهت مؤخرا إلى رئيس البلدية ضربني أمام الأمن والجميع وقال لي إن ملفي وسخ وليس لك الحق بسكن فماذا أعمل وإلى أين سأذهب أنا وزوجتي الحامل”· ولهذا تستغيث عائلة بن شيروف بالسلطات الولائية وعلى رأسها المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، بغية التدخل العاجل من أجل انتشالهم من بؤرة الحرمان التي أصبحوا يكابدونها يوميا· وإلى أن يؤخذ مطلب هذه العائلة بعين الاعتبار تبقى معاناتهم مستمرة إلى حد كتابة هذه الأسطر·