طمأن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، خلال زيارته، أمس الجمعة إلى ميلة، المواطنين المتضررين من الهزة الأرضية التي ضربت الولاية بأن الدولة «لن تتخلى عن مواطنيها»، وأنها ستتكفل بجميع المباني المتضررة، مؤكدا مباشرة الفرق التقنية لإحصاء الأضرار في عملها. وعاين الوزير رفقة زميلته وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، حي الخربة ومدينة ميلة القديمة، وهي أكثر الأماكن تضررا بالزلزال، قبل التحول لسد بني هارون، الذي تبينت مقاومته الجيدة لهذه الهزة بالنظر للمعايير والتقنيات التي أنجز وفقها. وأحاط المواطنون الذين تضررت منازلهم، بالوفد الوزاري مطالبين بأن تكون الأضرار التي لحقت بمساكنهم، محل معاينة الوزيرين، غير أن وزير الداخلية شدد على أن الفرق التقنية التابعة لهيئة رقابة البناء تم تجنيدها من ولايات ميلة و قسنطينة وكذا جيجل، وستلحق بداية من اليوم السبت فرق أخرى من العاصمة وولايات أخرى، للإسراع في معاينة وحصر الأضرار المادية التي لحقت بالبنايات، خاصة بحي الخربة الذي مازالت حركة التشققات والتصدع مستمرة به. و أوضح الوزير، لدى معاينة حي الخربة بأن وجوده بمعية الوزيرة كريكو بولاية ميلة كان «بأمر من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الحريص على صحة و سلامة المواطنين، لمعاينة الأضرار و اتخاذ الإجراءات اللازمة». وبعد أن أعرب عن ارتياحه لعدم تسجيل خسائر بشرية، أكد السيد بلجود أنه «سيتم التكفل بجميع المباني المتضررة بسبب الهزتين الأرضيتين بصفة تدريجية». ودعا بالمناسبة المواطنين القاطنين بالمباني المتضررة إلى «منح الوقت للهيئات المكلفة بمراقبة المباني للقيام بعملها و تحديد الأضرار و من ثمة أولوية التكفل»، مجددا التأكيد على أن «الدولة لن تتخلى عن المواطنين الموجودين تحت الخطر». كما دعا الوزير لجان الأحياء للتعاون مع السلطات المحلية من أجل التكفل بالأشخاص المتضررين. من جهتها وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، أكدت تجنيد فرق نفسانية من وزارتها لمرافقة العائلات المنهارة نفسيا جراء الأضرار المادية التي لحقت بمنازلها، مشددة على وقوف الوزارة والحكومة ككل مع أبناء ميلة المتضررين في محنتهم. وقد قام الوفد الوزاري قبل نهاية زيارته بعقد جلسة عمل مع ممثلي الأحياء والمجتمع المدني وكذا مسؤولي القطاعات والهيئات المعنية بقاعة الاجتماعات للولاية. وينتظر حلول وزير الموارد المائية اليوم السبت بالولاية، للوقوف على حالة منشآت قطاعه، وعلى ذكر قطاع الري فإن المكلفة بخلية الإعلام على مستوى الجزائرية للمياه بميلة قد كشفت عن حدوث انكسارات على مستوى قنوات الجر للرواق الأول الممونة لعشر بلديات شمال ولاية ميلة، بداية من عين التين إلى غاية فرجيوة، الأمر الذي سيحدث حسبها، خللا في توزيع مياه الشرب، خلال الساعات القادمة، داعية المواطنين إلى حسن تدبير استهلاكهم لمياه الشرب، مضيفة بأن الوحدة طلبت مساعدة نظيرتها بولايتي جيجلوقسنطينة. وكان رئيس الجمهورية قد أمر كلا من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية و وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بالانتقال إلى ولاية ميلة لمتابعة الوضع بها عن كثب عقب الهزتين الأرضيتين اللتين ضربتا الولاية.