نجح اتحاد خنشلة في تجسيد الحلم الذي ظل يراود أنصاره، وذلك بالعودة إلى الرابطة الثانية، بعد غياب عنها دام 27 سنة، ولو أن هذا الإنجاز كان بطعم خاص، لأن «الخناشلة» تجرعوا مرارة «النكسة» مرتين متتاليتين، لكن الأكثر مرارة كانت في أفريل 2019، لما كانوا قد شرعوا في إقامة الأفراح احتفالا بصعود فريقهم، لكن مباراة مروانة حوّلت الحلم الوردي إلى «كابوس»، ليخسر الفريق الرهان بحسابات فارق الأهداف لصالح جمعية الخروب. روبورتاج : صالح فرطاس ترسيم عودة اتحاد خنشلة إلى الرابطة الثانية تزامن مع الاحتفال بالذكرى 77 لتأسيس النادي، فكانت «الفرحة» مزدوجة، ولو أن مشوار الإتحاد هذا الموسم كان متذبذبا، لأن الفريق كان قد دخل مباشرة أجواء المنافسة الرسمية دون القيام بالتحضيرات بسبب مخلفات «النكسة» طيلة الصائفة الفارطة، ومع ذلك فإن إدارته بقيادة الرئيس بوكرومة عمدت إلى المراهنة على عامل الخبرة في ضبط التعداد، بجلب لاعبين من الرابطة المحترفة، على غرار متحزم، حقاص وبيطاط، مقابل الاحتفاظ ببعض الركائز، خاصة القائد دمان، ولو أن مشكل التحضير تسبب في كثرة الإصابات، وتقليص التعداد، مما انعكس بصورة مباشرة على النتائج، لتكون الحصيلة إهدار «سيسكاوة» 10 نقاط في معقلهم بملعب حمام عمار، مع تلقي هزيمتين و4 تعادلات، وهو ما قابله نجاح التشكيلة في تدارك نفس الرصيد الضائع، أثناء السفريات، منها فوز في الوادي على حساب التضامن السوفي، وكذا العودة بسبع تعادلات. إلى ذلك، فقد عرف اتحاد خنشلة هذا الموسم غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، لكن المنعرج كان في «الميركاتو» الشتوي، بعد إقامة تربص مغلق، مكن اللاعبين من تدارك آثار نقص التحضير، وكثرة الإصابات، ليكون تحصيل 36 نقطة كافيا لتموقع الفريق في الصف السادس، وبالتالي تحقيق الحلم الذي راود «سيسكاوة» لقرابة ثلاثة عقود من الزمن، بعدما كان الإتحاد قد فشل في تجربتين سابقتين، إثر اكتفائه في كل مرة بالوصافة، لكن قرار الفاف القاضي بتغيير نمط المنافسة كان كافيا لتجسيد الهدف، وإعادة «الخناشلة» إلى حضيرة غابوا عنها لمدة 27 سنة، وقد تحقق هذا الحلم في ظروف استثنائية، بميزانية لم تتجاوز 2,4 مليار سنتيم، ليكون أغلى هدية يتلقاها الأنصار. قائمة الأبطال الذين حققوا الصعود حراس المرمى: أسامة متحزم – عبد الحق شخاب – إسلام لشخب. الدفاع: عبد المالك تيغزة – عبد الحق حقاص – سامي بيطاط – عبد المالك رغيس – صلاح الدين بلعريبي– إلياس زغلامي يعقوب قاسمي – صابر شخاب سليمان برجي وسيم بركة. وسط الميدان: محمد عوينة – بلال بولحصان – حسام بوعندل – عبد الرحمان سايغي أنور مرغاد عبد الحكيم رشاشي عبد المجيد دغمان. الهجوم: عقبة دمان- وشاد مسعي علي كريوي – سفيان بايزيد – هارون برجي – علي صيد. رئيس النادي: وليد بوكرومة. المدرب الرئيسي: عبد الجليل لوعيل. المدرب المساعد: عبد الحق معاشي. مدرب الحراس: بوزيد شرابن. الكاتب العام: فريد بن خليفة. طبيب الفريق: محمد النذير عبيد. المسيرون: حكيم قصوري – شوقي خنافر - سفيان حيمر – وليد صيد– عبد الغاني برعودي – حسين بن خليفة موسى ريم محمود بن زعيم سالم سليمان. رئيس النادي وليد بوكرومة: حققنا الحلم الذي جئنا لأجله بنسيان «كابوس» 2019 ما تعليقكم على قرار صعود الفريق إلى الوطني الثاني بعد قرار توقيف البطولة ؟ هناك من ذهب إلى إدراج اتحاد خنشلة ضمن قائمة المستفيدين من جائحة كورونا بعد صدور قرار المكتب الفيدرالي، لكننا في الواقع لم نتلق أي هدية، بل أن الإنجاز كان بأحقية ميدانية، وحتى لو تواصلت المنافسة فإن حظوظنا في الظفر بإحدى تأشيرات الصعود كانت كبيرة جدا، مادام الفوز باللقاءات المتبقية داخل الديار يكفينا للتواجد ضمن سداسي الصدارة، خاصة وأن الرؤية كانت قد اتضحت بنسبة كبيرة على مستوى المجموعة الشرقية، إلا أن التوقيف الاضطراري للبطولة بسبب انتشار الفيروس جعلنا نعيش ضغطا رهيبا، لأن التفكير في الاستئناف لم يكن سهلا، وتجميع اللاعبين من جديد لاستكمال المباريات الست المتبقية كان أمرا شبه مستحيل، غير ان تمسك المكتب الفيدرالي في بادئ الأمر بموقفه القاضي بضرورة الاستئناف بعد رفع الحجر الصحي أجبرنا على اتخاذ كامل احتياطاتنا، لأننا كنا مصممين على عدم تفويت الفرصة، وانهاء الموسم في مرتبة من الستة الأوائل، ليكون القرار الأخير كافيا لتخليصنا من ضغوطات كبيرة. الأكيد أن هذه الضغوطات كانت وليدة «نكسة» الموسم الفارط، لما ضاع الصعود في آخر منعرج بطريقة دراماتيكية؟ هذا أمر لا نقاش فيه، لأن «سيناريو» أفريل 2019 كان بمثابة «الكابوس» الذي ظل يلاحقنا على مدار سنة كاملة، على اعتبار أننا كنا نحضر للاحتفال بالصعود، لكن ما حدث في مباراة مروانة قلب الموازين رأسا على عقب، ومع ذلك فإننا سعينا لتجاوز مخلفات تلك «النكسة»، بالتمسك بأمل الصعود للموسم الثالث تواليا، خاصة بعد قرار اعتماد نظام جديد للمنافسة، رغم أن الأمور كانت صعبة للغاية بالنسبة لنا، لأن وضع القطار على السكة كان قبل نحو أسبوع فقط من إنطلاق المنافسة الرسمية، مما انعكس بالسلب على النتائج المسجلة في الجولات الأولى، ولو أن حسابات صعود 6 فرق من كل مجموعة ساعدتنا على التمسك بكامل الحظوظ في الصعود، فكانت النتيجة الإرتقاء إلى الصف السادس عند التوقف الاضطراري للبطولة، الأمر الذي سمح لنا بتحقيق حلم آلاف الأنصار، وبالتالي تمرير الإسفنجة على كابوس الموسم الماضي. لكن المشوار كان صعبا للغاية بسبب مشكل التمويل وكذا التغيير الذي حصل في العديد من المرات على العارضة الفنية؟ قضية المدربين لم تكن لها أي علاقة بالنتائج الفنية، لأننا في البداية استقدمنا بوفنارة، لكنه غادر الفريق دون سابق إشعار ليلتحق بأمل بوسعادة، وبعدها تكفل إبن النادي حمة جبايلي بقيادة التشكيلة بصفة مؤقتة، قبل أن يتم تعيين حميسي كمدرب جديد، وقد تحسنت الأمور بشكل ملحوظ مع هذا المدرب، خاصة بعد القيام بتربص في «الميركاتو» الشتوي، لأن التشكيلة تأثرت كثيرا بعامل انعدام التحضير، ورحيل حميسي بسبب مشكل داخلي جعلنا نضع الثقة في مساعده عبد الجليل لوعيل، وتدعيم طاقمه بالمساعد معاشي. أما بخصوص الشق المتعلق بالجانب المادي فإن أوضاعنا لا تختلف عن تلك التي تعيشها باقي الأندية التي تنشط في نفس القسم، بل يمكن القول بأن سياسة التقشف التي انتهجناها قلصت من حجم المصاريف، والدليل على ذلك أن الصعود إلى الوطني الثاني كلفنا 2,4 مليار سنتيم، وهو رقم أقل بكثير من ذلك الذي سجلته باقي الفرق، رغم أننا كنا قد سدد رواتب 4 أشهر بالنسبة لجميع اللاعبين، فضلا عن تسوية علاوات المباريات عن آخرها، لتبقى قضية الديون السابقة مطروحة. وكيف ترى مستقبل الفريق في الرابطة الثانية بالنظر إلى تركيبة المجموعة الشرقية؟ لقد نجحنا في تحقيق الهدف الذي سطرناه عند تولينا رئاسة النادي، لأننا تنافسنا على الصعود في المواسم الثلاثة التي قدت فيها الإتحاد، وخسرنا الرهان في مناسبتين أمام كل من اتحاد عنابة وجمعية الخروب، والعودة إلى الرابطة الثانية جاءت بعد 27 سنة من الإنتظار، لأن الفريق عانى كثيرا في الأقسام السفلى، وقد شاءت الصدف أن يتزامن قرار المكتب الفيدرالي القاضي بترسيم الصعود مع الاحتفال بالذكرى 77 لتأسيس النادي، فكان ذلك بمثابة أغلى هدية، ولو أن التفكير في الموسم القادم يجب أن يكون بنظرة استشرافية، لأن المجموعة الشرقية التي سنلعب فيها تضم الكثير من الأندية العريقة، وسقوط 6 فرق إلى الهواة يزيد من حدة التنافس لضمان البقاء، وعليه فمن الضروري الشروع في وضع القطار على السكة مبكرا، وقد حاولنا رسم المعالم الأساسية لخارطة الطريق التي سننتهجها، في انتظار اتضاح الرؤية أكثر بخصوص الوضعية المالية، لأن المحافظة على المكسب المحقق لن تكون بالأمر الهيّن. المدرب عبد الجليل لوعيل: أفتخر أنني أصغر تقني يحقق الصعود إلى الوطني الثاني في البداية، ما هي قراءتك في المغامرة التي كانت لك مع الفريق، والتي كانت نهائيتها سعيدة بتحقيق الصعود إلى الوطني الثاني ؟ يمكن القول بأن هذه التجربة كانت استثنائية بالنسبة لي، لأن نتيجتها كانت النجاح في تحقيق الهدف المسطر، وذلك بالتواجد ضمن قائمة الفرق المستفيدة من الصعود، وهذا الإنجاز تزامن مع أول موسم رسمي لي مع الأكابر، وقد حققه وسني لم يتجاوز 30 سنة، لأكون أصغر تقني يحقق الصعود من الهواة إلى الوطني الثاني، ولو أنني كنت قد بدأت الموسم مع شباب الدار البيضاء كمساعد، ثم كان انتقالي إلى اتحاد خنشلة مساعدا لحميسي، قبل أن تمنحني اللجنة المسيرة ثقتها لمواصلة مهمة قيادة الفريق في المنعرج الحاسم من السباق، وتوفر الجو المساعد على العمل حفزني أكثر، في ظل إصرار كل الأطراف، من لاعبين، مسيرين وأنصار على ضرورة تحقيق الصعود، فكانت خاتمة المغامرة سعيدة جدا. لكن المهمة كانت صعبة للغاية واتحاد خنشلة ظل خارج «التوب 6» في معظم الجولات؟ من خلال تجربتي القصيرة مع شباب الدار البيضاء في بداية الموسم، وقفت بعد انتقالي إلى اتحاد خنشلة في منتصف الموسم على تباين صارخ في المستوى بين الفوجين، لأن مستوى المنافسة في المجموعة الشرقية أعلى بكثير من باقي الأفواج، كما أن نكهة «الديربيات» تبقى استثنائية، وتعطي البطولة طابعا مميزا، ووجود الكثير من الأندية التي راودها طموح الصعود جعل كل اللقاءات صعبة للغاية، لذا فإن معطيات سباق الصعود كانت تتغير من جولة إلى أخرى، لكننا لم نخرج إطلاقا من دائرة الحسابات، وفريقنا كان قد تدحرج في أسوأ الأحوال إلى الصف التاسع، لكن الفارق الذي يفصله عن عتبة الصعود لم يكن يتعدى 3 نقاط، وعليه فإننا بقينا متمسكين بكامل الحظوظ، وقد شاءت الصدف أن نرتقي إلى المركز السادس في الجولة التي توقفت فيها المنافسة اضطراريا، ولو أن الحسابات الخاصة بالجولات المتبقية كانت تخدم مصلحتنا، لأننا كنا في صراع مع كل من اتحاد تبسة، نادي التلاغمة، هلال شلغوم العيد واتحاد الشاوية على المركزين الخامس والسادس، وتوقف المنافسة جعلنا نستعيد نفس المرتبة التي كنا قد أنهينا فيها مرحلة الذهاب، وهو دليل على أن المنافسة حافظت تقريبا على نفس الريتم. وكيف نجحتم في تدارك التأثر الكبير الذي خلفه انعدام التحضير على نتائج الفريق؟ مما لا شك فيه أن انهاء النصف الأول من البطولة بفوز خارج الديار في الوادي أعطى التشكيلة شحنة معنوية كبيرة، كما أن لقاءات الكأس كانت الفرصة الأنسب لتدارك تأخر التحضيرات بصورة تدريجية، ولو أن كثرة الإصابات ألقت بظلالها، جراء عدم قدرة اللاعبين على مسايرة الريتم القوي للبطولة، ليبقى التربص المغلق الذي أجريناه بالجزائر العاصمة في «الميركاتو» الشتوي أهم منعرج في مشوار الإتحاد، لأنه مكننا من شحن البطاريات من جديد، كما أن التعداد تدعم بثلاثة لاعبين أصحاب خبرة، في صورة بوعندل، سايغي وبايزيد، فأخذت النتائج في التحسن في مرحلة الإياب، فكان النجاح في الفوز على مولودية باتنة ثم العودة بنقطة من جيجل كافيا لتعبيد طريقنا نحو الرابطة الثانية. وماذا عن مستقبلك مع الفريق بعد تحقيق هذا الإنجاز؟ الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه، ويبقى بيد الإدارة، لأنني شخصيا وجدت راحتي في خنشلة، في ظل توفر الظروف المواتية للعمل، بعد كسب ود الأنصار، وقيادة الفريق لتحقيق الصعود إلى الرابطة الثانية يبقى أهم انجاز في مشواري التدريبي، لأنني سبق وأنت أشرفت على تدريب أكابر أهلي البرج كمدرب مؤقت في لقائين فقط، وعملت في الفئات الشبانية لكل من الأهلي وشباب بلوزداد لعدة مواسم، وما حققته مع «سيسكاوة» فتح لي باب الطموحات الشخصية على مصراعيه، ولو أن المهمة في الرابطة الثانية ليست سهلة، لكن تعداد الإتحاد يبقى بحاجة إلى تدعيم ببعض العناصر فقط، لأن التركيبة الحالية كانت عبارة عن مزيج بين الخبرة والطموح، واللاعبون أصحاب الخبرة كانوا حاسمين في اللحظات الحرجة، وعليه فإنني أعطي الأولوية لإتحاد خنشلة الذي فتح لي الباب لكتابة صفحة جديدة في بطاقة زيارتي الشخصية.