وافق المكتب الفيدرالي في اجتماعه أول أمس على المخطط الذي سطرته الغرفة المكلفة بفض النزاعات، والقاضي ببرمجة جلسات عمل جهوية مع رؤساء النوادي، بحضور ممثل عن لاعبي كل فريق من الرابطة المحترفة، والأولوية في التمثيل تبقى لقائد الفريق، وذلك بغية مناقشة المشاكل التي طفت على السطح، المقترنة بالشق المالي، خاصة في الفترة المتزامنة مع الشلل الكروي التام الذي نتج عن انتشار فيروس كورونا. وعمدت الغرفة المعنية إلى برمجة هذه الجلسات الجهوية في محاولة لتشريح مخلفات الأزمة الوبائية على علاقة العمل التي تربط اللاعبين بنواديهم، سيما وأن الإشكال المطروح يخص فترة توقف المنافسة منذ منتصف شهر مارس 2020 إلى غاية الموعد الذي كان محددا لإسدال الستار الموسم الكروي، نهاية شهر جوان المنصرم، على اعتبار أن المكتب الفيدرالي كان قد ألزم رؤساء النوادي بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات مع كل لاعب على حدة، لمناقشة إمكانية خفض الراتب بصورة استثنائية خلال فترة التوقف عن النشاط الكروي، على مدار 105 أيام، وهذا تنفيذا للتوصيات التي كانت الفيفا قد أصدرتها، لكن هذا الإجراء لم يتم تطبيقه من طرف مسؤولي أغلب النوادي، بسبب عدم القدرة على التحدث مع اللاعبين بشأن الشق المالي، في ظل العجز عن تسديد رواتب أجور أشهر سبقت جائحة «كوفيد 19». وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن الغرفة الفيدرالية للمنازعات قررت تنظيم جلسات عمل تجمع مسيري الفرق بممثلي اللاعبين لشرح الخطوات الواجب القيام بها بخصوص قضية المستحقات المالية المتعلقة بهذه الفترة، لأن المكتب الفيدرالي وبعد قرار توقيف المنافسة بصفة رسمية كان يعتزم الإبقاء على عقود اللاعبين سارية المفعول وفق النظام السابق، مع إعفاء النوادي من تمديد استثنائي، وهي الخطوة التي كانت قد أدرجت ضمن المقترحات القانونية الواجب اعتمادها عند التمسك في بادئ الأمر بقرار استئناف المنافسة بعد تحسن الوضعية الوبائية، لكن الإشكال الجديد الذي نتج عن هذا الإجراء أصبح يخص رواتب شهر جويلية 2020، سيما بالنسبة للاعبين الذين كانت عقودهم الإدارية قد انتهت بنهاية الموسم المنقضي. على صعيد آخر، قرر المكتب الفيدرالي تمكين الأندية التي كانت تنشط الموسم الفارط في الرابطة الثانية من المحافظة على صفة «الإحتراف» بصفة مؤقتة لمدة سنتين، قبل تصفية الشركات الرياضية في حال عدم القدرة على تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى، لأن «الإحتراف» سيبقى محصورا في الدرجة الأولى فقط بداية من الموسم القادم، مع ربط ذلك باستجابة الأندية المعنية لدفتر الشروط الخاص بالحصول على الإجازة المحترفة، في الوقت الذي تبقى فيه الأندية الصاعدة من قسم الهواة إلى الوطني الثاني ملزمة بالمحافظة على صفة «الهاوي». مدوار يؤيد قرار الفاف ويطلب تكريم الأبطال إلى ذلك، فقد أعرب رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار في نفس الاجتماع عن تأييده المطلق للقرارات التي اتخذها المكتب الفيدرالي بخصوص مستقبل الموسم الكروي الذي ظل عالقا، وأعرب عن أمله في تنظيم حفل رمزي يخصص لتسليم درع البطولة لكل من بطل الرابطة المحترفة الأولى شباب بلوزداد ونظيره للرابطة الثانية أولمبي المدية، وطلب من الإتحادية مساعدة مالية تقدم كهدية لكل بطل في غياب عقد رعاية رسمي للمنافسة، وهو الطلب الذي ستنظر فيه الفاف في الأيام القليلة القادمة. من جهة أخرى، قرر المكتب الفيدرالي توجيه الفئات الشبانية للنوادي المحترفة بجميع أصنافها من مدارس، أصاغر، أشبال وأواسط صوب الرابطة الأم (الرابطة المحترفة) للتكفل بملف الإجازات الخاصة باللاعبين والمدربين، وبالتالي إعفاء رابطة الهواة من هذه القضية، تفاديا للإشكاليات التي كانت قد طفت على السطح خلال التجربة التي تبنتها المديرية الفنية الوطنية منذ موسمين. وفي سياق متصل، فقد وافقت الفاف على الإمضاء على تفويض لرئيس رابطة الهواة علي مالك بالتكفل رسميا بتسيير بطولة الوطني الثاني بصيغتها الجديدة، في إجراء استثنائي يبقى ساري المفعول إلى غاية تنظيم جمعية انتخابية بعد تلقي الضوء الأخضر من الوزارة، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس رابطة ما بين الجهات الذي تحصل على تفويض كتابي يشرف بموجبه على رئاسة الرابطة التي ستسند لها مهمة تنظيم بطولة الوطني الثالث. ص / فرطاس