ليس هناك فنان جزائري واحد سيبكي على المقاطعة المصرية بحماسها المعهود على الخشبة قالت الفنانة و المسرحية القديرة صونيا بأنها تفاجأت من موقف فناني مصر الذين رموا رسالة الفن التي تدعو للسلام و الأخوة عرض الحائط و اختاروا سياسة تأجيج الأجواء بدل تهدئتها باعتمادهم أسلوبا منحطا يقوم على شتم شعب بكامله و المساس بكرامته ورموزه. و قالت أن ما فعلوه كشف للعالم مستواهم الحقيقي و شوفنيتهم التي أعمت عيونهم و صمت آذانهم. و أضافت بأن زوجها السابق الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم معروف بمواقفه و تمنت أن لا ينزل إلى مستوى هؤلاء، و أشياء أخرى تقرأونها في هذا الحوار المشوق. =بخبرتك الكبيرة و اطلاعك على كواليس الساحة الفنية العربية ماذا يمكنك القول عن خبايا الساحة الفنية المصرية و قراءتك لموقف نقابة الفنانين المصريين و حديثهم عن المقاطعة المزعومة ؟ - أولا دعيني أهنئ الشعب الجزائري على فوز المنتخب الوطني ،قبل أن أعبر عن مدى أسفي من مواقف الفنانين المصريين العدائية في حق الشعب الجزائري .المعروف عن الفنان في كل بلد أنه صوت العاقل و الرزين و المحب للسلام و ليس المحرض و الحاقد مثلما وقع فيه عدد كبير من الفنانين و بدل أن يصمتوا و يفكروا أولا عبروا عن عصبية اتهموابها غيرهم و راحوا يشتمون شعبا بكامله و يسيئون لرموز و كرامة بلد المليون و نصف المليون شهيد و التطاول على تاريخ الجزائري الذي كشفوا بأنهم للأسف يجهلونه لأن مستواهم الثقافي لا يتجاوز حدود التغني بعظمتهم و شوفنيتهم ، و عليه فإن أحسن لغة للرد على هؤلاء هو تجاهلهم . =في رأيك ما سر كل ذلك التشاحن على الجزائريين من أشخاص طالما أغرقونا و نومونا بكلامهم المعسول و كيف واجهت حربهم الكلامية المنحطة؟ لو كان الكلام يحرر الأوطان لحررت فلسطين، و نحن أعلى و أرقى من أن نلهي أنفسنا بسماع النباح، و على الجزائريين كلهم تجاهل اجترار الفضائيات التي ينطبق عليها المثل الشائع "ضربني و بكى و سبقني و اشكى" بغرض تعتيم الحقيقة و الحمد لله أن لاعبينا برهنوا على قوتهم في الميدان و بينوا للعالم استحقاقهم للتأهل للمونديال رغم كل ما حدث لهم بالقاهرة...قدمنا لهم درسا في الأخلاق و التحضر. أما عن سر التشاحن فهو لعبة قذرة أبعادها سياسية و كل من شارك فيها كشف عن وجهه الحقيقي و هذا جزاء من يكرم اللئيم و يفرش له السجاد الأحمر، و يمنحهم احتراما و تقديرا أكثر مما يستحقون. =هل سبق و أن عشت مهزلة في مهرجان سينمائي دولي كسحب جائزة شرفية على خلفية هزيمة في مقابلة كرة القدم؟ -أبدا و التصرف الصبياني هذا لم يسجل إلا في مهرجان السينما و إنما مس تظاهرة أخرى في الفن التشكيلي و هذا لا يرفع من قيمة الفنانين بقدر ما يسيء إليهم لأن القضية لا تدعو لكل هذه الضجة التي أحدثها البعض لتغطية غضبهم و حزنهم بعد هزيمة فريقهم لأنهم مصابون بمرض جنون العظمة . و لا أظن أن فنانا جزائريا واحدا سيبكي على مقاطعة المصريين فنحن لم نكن في حاجة إليهم و شخصيتنا الفنية موجودة ومتألقة رغم كل ما مررنا به من مشاكل، ولو عاش المصريون ما عشناه لما تمكنوا من إعادة إنعاش الفن ببلادهم مثلما فعلنا نحن. =قالوا أن على الجزائريين الاعتذار فماذا تقولين في هذا؟ - بل هم من وجب عليهم الإعتذار لأن الاعتداء بدأ على أرضهم. و العالم شاهد على كل ما حدث، لكننا كنا أرفع مستوى و برهننا على براعتنا فوق الميدان. =تتحدثين بحماس رياضي ما مدى اهتمامك بكرة القدم؟ - في الواقع لست من هواة كرة القدم لكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني يتغيّر الأمر فالفرحة تابعناها بكل شبر بالجزائر، و الشارع الجزائري كان بحق كمسرح رسمت عليه أجمل لوحة للفرح. =ماذا يمكنك القول عن تجربتك مع المصريين علما و أنك كنت متزوجة من الشاعر أحمد فؤاد نجم؟ - أنا لم أعش بمصر و لم أحتك إلا ببعض المصريين و زوجي السابق أحمد فؤاد معروف بمواقفه و صراحته و جرأته كلفته 13سنة من عمره قضاها وراء القضبان بمصر و لا أظنه أنه سيخلط الأوراق مثلما فعل البعض.. و الحقيقة لم أسمع عن رد فعل من جانبه و أتمنى أن يبقى على مواقفه الشجاعة التي عودنا عليها. =كلمة ختام -على الشعب الجزائري الحفاظ على مستواه الراقي و الحضاري و لا يقع فيما وقع فيه من وصفونا بالهمجيين، و العالم يسمع من يتكلم و ليس من ينبح.