هكذا إذ تصل مباراة في كرة القدم، بين فريقين شقيقين إلى إحداث أزمة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان السبب هو أعمال الشغب بين الطرفين، غذاها الإعلام المأجور لتكون معركة سالت فيها الدماء وأسالت الكثير من الحبر حتى أصبحت مادة دسمة يتناولها الإعلام، كانت عبارة عن تصريحات إعلامية بدأت منذ سقوط الجزائر ومصر في مجموعة واحدة لتصفيات نهائيات كأس العالم وإفريقيا، ولكنها عندما وصلت إلى النهاية أحدثت شرخا كبيرا بين دولتين شقيقتين فحدث ما حدث، والغريب في الأمر هي التصريحات الإعلامية التي لا تزال تغذي الشارع وتنذر وتقذف بتداعيات أكثر فأكثر للأزمة. فهذا الكابتن شوبير المعتدل وفي قناته ''الحياة'' تعرض لأحداث ما بعد مقابلة السد التي أجريت في السودان -إن كانت هناك أحداث- وراح يصف الجزائريين بالعنف والإرهاب وغير ذلك، متهجما عليهم معلقا على صور تبثها قناته لتخريب إحدى وكالات شركة ''أوراسكوم تلكوم'' بالجزائر ''جيزي'' مشيرا إلى أن الأسباب التي جعلت الجمهور الجزائري يتصرف هكذا هي نشر جريدة جزائرية لأخبار مقتل جزائريين في مصر، لكن الكابتن تناسى أو تعمد ذلك دون أن يذكر السبب الحقيقي لأعمال العنف والتي يعلمها العام والخاص وهي الاستقبال السيئ للمصريين للجزائريين الذي قدموا ضيوفا عندهم، وبدل مقابلتهم بالورود قابلوهم بالحجارة التي أدت إلى إصابة ثلاثة لاعبين أساسين في تشكيلة الفريق الجزائري هذه الفضائيات التي تعالى صوتها الآن بعد مباراة الشد وما تلاها من أحداث تجاهلت تعرض الوفد الجزائري ولاعبيه إلى رشق بالحجارة وقالوا عنها ''حدوثة الأطوبيس'' لعب الجزائريون مباراة بطولية، وحاولوا نسيان هذا الاعتداء عليهم مرة أخرى، ومحاولة لتصفيتهم سقط هناك ضحايا دخلوا المستشفيات، وخرجوا منها بأرقام مضبوطة عند السفارة الجزائرية عاش الأنصار واللاعبون وكل الوفد ليلة رعب لا مثيل لها، ومنهم من بقي حتى قامت السفارة الجزائرية بمصر إلى نقله للسودان لحضور مباراة السد. سؤالنا الموجه للكابتين شوبير الإعلامي المحترم وكل إعلامي الفضائيات المصرية التي تدعي التحضر هو، لماذا لا تشير أثناء معالجتها لأحداث العنف التي شهدتها المباراة بين الجزائر ومصر إليها منذ البداية إن كنتم فعلا قنوات إعلامية متحضرة لماذا لا تعالجون الأزمة من بدايتها؟ لماذا تشيرون فقط إلى إشارة الجريدة إلى وجود موتى وتحملون الصحيفة الجزائرية سبب ذلك، هل تحدثت الجريدة من مبدأ العدم؟ هل حدث اعتداء قبل 14 نوفمبر على الجزائريين وخاصة اللاعبين أم لا؟ هل حدثت الاعتداءات على الجزائريين الذين قدموا إلى القاهرة من أجل مشاهدة مقابلة في كرة القدم لا غير؟ أم أنكم تنكرون شيئا أقرته كل وسائل الإعلام والمسؤولون السياسيون للدولتين، وأقره مسؤولو الإتحاد الدولي لكرة القدم؟ وتفرج عليها كل العالم. كل هذه الاعتداءات التي حدثت قبل 18 من نوفمبر بالسودان تسترتم عليها لأنكم أنتم من بدأ الاعتداء سواء إعلاميا بإساءتكم للجزائر وتاريخها وتهجمكم علينا، أما العنف فإن أول من دعا إليه هو أنتم وبالخصوص قناتكم الفضائية ''دريم'' مباشرة بعد نهاية مقابلة الجزائر مع رواندا بعشر دقائق قال أحد إعلاميكم المتحضرين ''إن ستاد القاهرة سيكون مقبرة للغزاة'' ما معنى هذا الكلام يا كابتن، وما معنى الرسالة المشفرة من رئيس إتحادكم لكرة القدم سمير زاهر'' اعملوا بالجزائريين ما شئتم المهم أن نتأهل'' أليست كل هذه دعوات للعنف أم أن الصحفية الجزائرية التي نقلت رواية أحد العائدين من القاهرة، هي التي تتحمل عبئ التحريض والدعوة للعنف، لابد عليكم أن تكونوا موضوعين يا أبناء الشقيقة الكبيرة ''مصر''. لم يقم الجزائريون بتخريب ممتلكات ''جيزي'' ومصر ''للطيران'' إلا بعد أن تعرضوا للاعتداء في بلادكم، ومن طرف من يدعون الأخوة، أقول لك أن المسؤول الأول على الذي حدث هو الإعلام المصري وفي مقدمتهم أنت، الذي قدمت إلى الجزائر من أجل اتفاقية مع الشروق لنبذ العنف والعمل على رأب الصدع الذي أحدثه أشباه الإعلاميين عندكم، ولكنك تنكرت لكل شيء وفجرت غضبك على الجزائريين ووصفتهم بالمجرمين، بل اتهمت أعلى سلطة في البلاد بأنها متآمرة مع الجماهير، وأنها أرسلت طائرات عسكرية محملة بعصابات منظمة من أجل الاعتداء على المصريين. أقول لك اتق الله في الجزائريين يا صاحب اللسان الطويل، وحتى لا يتعرض لسانك للقطع في يوم من الأيام وهذا جزاء الظالمين حاولت إلصاق العنف بالجزائريين وبدأت تعدد القتلى وجرحى المباريات الجزائرية، من ضحايا عنف المناصرين واصفا المناصرين الجزائريين بشتى النعوت، وقلت أن الجزائر ستشارك في مونديال جنوب إفريقيا ولن يشجعها أي مصري، نحن لسنا في حاجة إلى تشجيعكم ولم نطلب منكم ذلك، ولكننا في حاجة إلى كف ألسنتكم عنا وبكائكم على مجرد عمليات شغب وصفها وزير خارجية ''دولة السودان'' الشقيقة بأنها قليلة ولم تحدث أي خسائر بكم. ولكنكم ذهبتم وأنتم وفنانوكم إلى الإدعاء بأنها مذابح ومجازر وغير ذلك، نحن نعرف جيدا أنكم تتقنون فن التمثيل وتجيدونه على خشبة المسرح، ولكنكم اليوم قمتم بتمثيلها على أرض الواقع، وكان أبطالها فنانون كبار، كفردوس عبد الحميد ومحمد فؤاد وغيرهم، كنا نظنهم قدوة ولم نعرف أبدا أنهم كذابون ومخادعون ، ويمارسون ذلك على أرض الواقع مثلما يمارسونه على خشبة المسرح ويتقنونه مثلما يتقنون أدوارهم في المسلسلات والأفلام. نحن لم نطلب منك شيئا ولكننا نريد منك أن تحترم مهنتك وتتحرى الموضوعية والصدق الذي هو مبدأ من مبادئ الإعلام، وأن تذكر حقيقة الاعتداء ومتى بدأ ومن المتسبب الأول فيه حتى وصل إلى ما وصل. الشيء نفسه ذهب إليه جمال رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية الذي قال بالحرف الواحد، أن أعمال العنف التي قامت بها الجماهير الجزائرية هي نتيجة للعولمة والعصبية والفنتزية التي حصلت في الجزائر، كما أضاف قائلا: نحن أمام جيل لا يعرف ماذا قدمته مصر للجزائر. وأشار قائلا أن اللغة هي الهوية والإخوة الجزائريين لا يعرفون أن يتحدثوا اللغة العربية. إن الدور المصري له مجموعة من الأعمدة الإعلامية والإذاعية، فأنا أتذكر أنه كان في الجزائر يذاع مسلسل ليالي الحلمية، وعلى الوقت الذي بث فيه هذا المسلسل لا نجد أحدا يسير في الشارع، وقد قال أحد الأصدقاء أنكم حررتمونا من الاستعمار الفرنسي وخلفتم استعمارا جديدا، وهو الثقافة. -مرة أخرى أعود للتعليق على مثل هذه التعليقات والتصريحات التي تمنينا ألا تصدر من مثقفين ومن يدعون الحضارة، ولكن للأسف لسنا ندري عن أي حضارة يتحدثون ويصفون بها أنفسهم وتعكسها أفعالهم، وصف الجزائريين بالفنتزية والعصبية والعنف، ونسي أنهم هم من بدأ بالعنف على الجزائريين، سواء بالكلمات أو الاعتداء بقذف حافلة اللاعبين بالحجارة، أما قوله نحن أمام جيل لا يعرف ماذا قدمت مصر للجزائر، فنحن لا ندري ما الذي أصاب هؤلاء يتحدثون عن الذي قدمته مصر للجزائر، ويتناسوا ما قدمته الجزائر لمصر خلال حربي 67-و73 وغيرها ، يتهم الجزائر بأنها دولة فتية لا يتجاوز عمرها ال 56سنة، ونسي أن الجزائر أسست فيها دولة الزيانيين والموحدين والحماديين وغيرها ، وأن أهالي الجزائر هم الذين أسسوا القاهرة، وبعدها مجيء الاستعمار كانت الجزائر دولة اعترفت بالولايات المتحدةالأمريكية التي يعبدها المصريون الآن. - إتهمنا بأننا لا نعرف اللغة العربية مشيرا إلى مصر هي صاحبة القومية العربية، وصاحبة الرسالة التنويرية لكل العرب، زيادة عن دورها الريادي للعالم العربي في كل شيء، في العلم والثقافة والإعلام والفن والرياضة. بعدها تدخل الأستاذ مكرم صالح، أمين عام إتحاد الصحفيين العرب وأشار إلى النقابة الجزائرية أنها لديها مشاكل، وأنهم من أجل ذلك حاولوا تجميد عضوية الجزائر في الإتحاد، كما ألقى اللوم على الإعلام في كلا الجانبين، وأنهم هم أسباب وصول الأمور إلى ما وصلت إليه ، ولكن سرعان ما عاد إلى الحديث عن أحداث السودان دون أحداث القاهرة متهما الحكومة بأنها هي التي قامت بإرسال هذه العينات الإجرامية من البشر إلى الخرطوم، المصريون اتحدوا جميعا وصدقوا إعلامهم الكذاب المفتري على الجزائريين، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء العودة إلى قراءة الأحداث من بدايتها، بل إن كل الإعلام العربي انساق وراء هذه القراءة واتهموا الإعلام الجزائري بتأجيج الوضع، زيادة على ذلك إننا لا نملك فضائيات، ولا نستطيع التفرج إلا على القنوات المصرية فكيف لنا أن نقدر على مقاطعة الإعلام المصري، في فضائية أخرى مكالمة من ابن الرئيس حسني مبارك ألقى فيها اللوم على صحيفة الدستور المصري على كتابتها لمقال تلومه فيه على التقصير في نقل الجماهير المصرية، والوقوف معها، ثم صب جام غضبه على الجزائر شعبا وحكومة، وعندما سأله المذيع عن فكرة طلب الاعتذار من الحكومة الجزائرية للشعب المصري رد قائلا أنا أرفض فكرة الاعتذار ''لأنهم موش حيعملوها ولو عملوها مش حنقبلها'' هذا التصريح الخطير من ابن الرئيس مبارك علاء مبارك يدعو إلى مقاطعة كل ما هو جزائري بل راح يسب ويشتم الشعب الجزائري، ويصفه بأقبح النعوت، فيقول أنه البربرية والوحشية اللي عندهم أنهم يقتحمون البيوت على الناس ويدخلوها'' ويتحدثون عن الشهامة والرجولة ثم ساق حادثة يقول أنه قد رواها له أحد أصدقائه، يتهم فيها بهتانا وزورا الجزائريين بالاعتداء على رجل معه زوجته وابنته وصديقة ابنته، وقاموا بضربه وسبه وإلقاء وابل من الشتم عليه، على مرأى من هؤلاء النسوة، إن الجزائريين أبدا لا يقومون بمثل هذا الفعل الذي نسبتهم إليهم يا علاء فهذا كذب وافتراء منك، فبأي دليل نصدق كلامك هذا لقد كذبت على شعب بأكمله وهم شعب السودان، واتهمت قواتهم الأمنية أنت ووالدك بالتقصير في حماية المصريين، بل ذهب إلى اتهام الجماهير الجزائرية بتدنيس العلم المصري والدوس عليه بأقدامهم، نقول لك أيها الحاقد الكاذب على الجزائريين أن هذه الحادثة قام بها المصريون وأحرقوا العلم الجزائري وتقدمت السفارة الجزائرية بالاحتجاج لدى حكومتكم مباشرة بعد مقابلة 14 نوفمبر أم أنكم تمارسون سياسة ''رمتني بردائها وانسلت''. مباشرة يطرح عليه هذا الإعلامي الزائف الذي يقود حملة شرسة ضد كل ما هو جزائري، قائلا له رغم كونكم إبنا لرئيس الجمهورية ألم يتلقى سماحة الوالد معلومات قبل المباراة بإرسال الجزائر لمجرمين إلى السودان. يرد الكاذب نعم نحن على علم بأن هذه العملية مدبرة من الجزائر وأنها خطة مدروسة لإرسال هؤلاء المجرمين إلى السودان، وغامرنا بحياتنا وذهبنا إلى هناك، وقد اتصل بي الوالد وأنا في السودان قلقا على الجماهير المصرية التي تتعرض إلى إبادة من طرف الجماهير الجزائرية هناك، وعند العودة رفضت الركوب في طائرة خاصة وفضلت العودة مع اللاعبين والوفد المصري، أنا وأخي جمال قصد الرفع من معنويات الفريق والجماهير المصرية. -بعدها قام هذا الإعلامي الزائف بالتطاول على الجزائر قائلا بالحرف الواحد''إحنا ما تهمناش الجزائر، لأنه إحنا كل حاجة وهم ميش حاجة ونحن أناس متحضرون جدا، وهم برابرة متوحشون، نحن مع العرب لكن الشعب اللي موش عرب إحنا ضدهم. ثم قام باستضافة الفنانة يسرى والآنسة لمياء سامح باحثة جامعية في الإعلام بالقاهرة، تحدثت يسرى عن المباراة والفجوة التي أوصلت أحداث المباراة إلى ما وصلت إليه ولكنها كغيرها من المصريين حملت الجريدة الجزائرية والإعلام الجزائري أسباب تأجيج الوضع داعية إلى موقف ومقاطعتها في الاتحادات العربية كإتحاد الفنانين وغيره. ثم تدخلت هذه الباحثة جدا والمرموقة جدا لتقول أنها كلفت مجموعة من طلبتها بالقيام بأبحاث حول المباراة، وقاموا بتقديم 150 بحث، توصلت من خلالها في النهاية أن المباراة بين مصر والجزائر قبل 14 نوفمبر عبارة عن حرب نفسية، ولكنها بعد مباراة السودان تأكد أنها عبارة عن حرب مخططة ومدروسة ضد مصر، ليقاطعها هذا المقدم للحصة ويقول أن الجزائريين يكنون العداء لمصر العربية ويبادلون الدول غير العربية كل الود والاحترام، نقول له : أيها الأخ المحترم بل أنتم الذين تمارسون هذا السلوك فأنتم الذين فتحتم سفارة إسرائيل ورفعتم علمها خفاقا في سمائكم وتتنادون بغلق سفارة الجزائر وتحرقون علمها. مباشرة يتدخل نائب رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم ويطلب من كل المواطنين المصريين الذين لهم شهادات على اعتداءات الجزائريين على المصريين في الخرطوم، مواضيع إنشائية صور فيديو شهادات وغيرها أن يرسلوها على الموقع الإلكتروني الذي وضعته لمياء سامح تحت تصرف المواطنين المصريين، من أجل تقديم احترازات ضد المنتخب الجزائري، وإرغام الفيفا على إلغاء المقابلة أو حرمان الجمهور الجزائري من حضور مباريات فريقه في كأس العالم . لقد وصل حقد المصرين على كل ما هو جزائري إلى هذا الحد حتى أصبح مسؤولوهم وفنانوهم ينادون في العلن من أجل مقاطعة الجزائريين وقطع العلاقات الأخوية معهم، كل هذا لأن الجزائر فازت عليهم في مباراة لكرة القدم، وبعد أن قاموا بالاعتداء على لاعبيها وأبنائها في مصر وفضحوا أمام العالم أجمع راحوا يفتعلون الأكاذيب، مدعين أن الجزائريين اعتدوا عليهم في السودان، وشن هذه الحملة فنانوهم وإعلاميوهم وساستهم من أجل إعطائها بعض المصداقية، ولكن لا حياة لمن تنادي فالعالم أجمع يشهد على كذبكم وإدعائكم يا مصريون .