يبدو أن الشروط التي أملاها الناخب الوطني، على الراغبين في الالتحاق بالكتيبة الوطنية من مزدوجي الجنسية، قد وجدت آذانا صاغية عند البعض، بدليل أن هناك من حسم موقفه بتمثيل منتخب بلد الأجداد، على أمل الظفر باستدعاءات للتربصات المقبلة، التي تنتظر رفاق رياض محرز، ولو أن هناك أسماء أخرى ظلت مُختفية عن الأنظار تفاديا لأي إحراج، على غرار «الأقدام» المطلوبة بقوة، ونعني بهم غويري وآيت نوري وشرقي وعدلي، وكلهم يمثلون حاليا منتخبات الفئات السنية الفرنسية. وكشف بلماضي في العديد من المناسبات، عن الأسباب التي جعلته يستثني بعض المغتربين من حساباته، رغم مطالبة الجميع باستدعائهم ووضعهم أمام الأمر الواقع، كما حدث مع نجم ولفرهامتبون الإنجليزي أداما طراوري، الذي تلقى دعوتين في نفس اليوم من بلده الأصلي مالي وإسبانيا، التي اختار الدفاع عن ألوانها في آخر المطاف. وأكد مدرب الخضر في جُل ندواته الصحفية، بأن توجيه الدعوة لن يتم سوى بإبداء الرغبة في اللعب للخضر، خاصة وأن قدوم بعض العناصر، يتطلب إجراءات إدارية كتغيير الجنسية الرياضية وفق قانون الباهماس، كما حدث مع بعض النجوم الحالية في شاكلة براهيمي وفغولي ووناس وبن ناصر، ولذلك اشترط الناخب الوطني على المغتربين القيام بالخطوة الأولى، وهو ما يكون قد لاقى تجاوبا لدى بعض الأسماء، في صورة الأخوين زدادكة ولاعب خط وسط نادي لوهافر حمد عبد اللي، وعناصر أخرى لم تنتظر كثيرا وتفاعلت مع خطاب بلماضي، الذي طالب فيه بضرورة اتخاذ القرار الفوري، وعدم الانتظار لغاية استحالة تمثيل المنتخب الفرنسي الأول. مزدوجو الجنسية يتفاعلون سريعا مع خطاب بلماضي ولئن كان بلماضي صريحا في كشف خيوط ملف اللاعب عوار، الذي أسال الكثير من الحبر قبل وبعد اختياره المواصلة مع المنتخب الفرنسي، فإنه استغل خرجة نجم ليون لتوجيه رسائل جديدة وحاسمة، لبعض المغتربين ممن هم مترددون في اختيار مستقبلهم الدولي، مفادها أنه لن ينتظر أحدا مهما كانت قيمته، وما على الراغبين في التواجد مع أبطال إفريقيا، سوى التعبير عن ذلك صراحة، كما فعل الثنائي المنضم حديثا للكتيبة الوطنية مهدي زرقان ومديوب، وهو ما يكون قد دفع ببعض الواعدين للتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل لفت أنظار الناخب الوطني، خاصة وأن الأخير لديه طاقم عمل موسع يقوم بمتابعة مزودجي الجنسية، في مختلف البطولات الأوروبية. ولفتت بعض العناصر إليها الأنظار، خلال وديتي نيجيريا والمكسيك بمنشورات تقوم فيها بتشجيع رفاق مبولحي، ولم يكتف البعض بذلك، فهناك من كشف عن حلمه بالتواجد مع كتيبة بلماضي، وهو ما من شأنه أن يحرك الناخب الوطني، سيما وأن عديد الأسماء تمتلك المؤهلات للتواجد مع الخضر، بدليل أن مهندس النجمة الثانية، سبق له معاينتها في شاكلة الأخوان زدادكة ولاعب لوهافر عبد اللي وحتى أحمد توبة، الناشط في هولندا والمستدعى مؤخرا لمنتخب بلجيكا، لأقل من 23 سنة. حماس ملفت من زدادكة الأكبر ومنشور عبد اللي جريء من بين العناصر التي تفاعلت سريعا مع خطاب بلماضي، نجد الأخوان زدادكة، ونعني الواعد كريم لاعب نابولي والمعار مؤخرا لأحد فرق الدرجة الثانية الإيطالية، أين سارع الأخير لاستخراج جواز سفره الجزائري، حتى وإن كان مقتنعا باستحالة الحصول على فرصته مع الخضر، قبل تثبيت أقدامه في «الكالتشيو»، على عكس شقيقه الأكبر حكيم (25 سنة)، الذي كان قريبا في أكثر من مناسبة من تلقي دعوة بلماضي، غير أن لاعب كليرمون فوت ذهب ضحية تألق عطال وزفان في منصب مدافع أيمن. ويحوز حكيم على مؤهلات كبيرة، حيث يعد من خيرة لاعبي «الليغ 2»، بدليل اختياره هذا الموسم في مناسبتين أو ثلاث كأفضل لاعب في المباريات، إلى جانب أنه متحمس كثيرا للدفاع عن ألوان منتخب بلده الأصلي، بدليل أنه قام بعرض نفسه مباشرة على بلماضي، الذي قد يستنجد بخدماته في التربصات المقبلة، سيما في ظل المردود المهتز للاعب بيرشوت حلايمية في لقاء نيجيريا، إضافة إلى كثرة إصابات يوسف عطال التي نالت حيزا من ندوة الناخب الوطني الأخيرة. وفضلا عن الأخوين زدادكة، هناك لاعب خطف الأضواء هذا الموسم داخل الميدان وخارجه، ونعني بالذكر لاعب وسط ميدان لوهافر عبد اللي، فإلى جانب مستوياته الراقية هذا الموسم، فقد لفت إليه الأنظار بمنشوراته الجريئة، إلى درجة أنه أعاد نشر صورة لموقع رياضي جزائري، تحوي بعض الأسماء التي تستحق دعوة الخضر في الوقت الحالي، ولم يكتف بذلك، بل كتب بأن الوقت قد حان لتمثيل الألوان الوطنية، حتى وإن كان يدرك بأن الأمر ليس سهلا، في ظل امتلاك بلماضي لعديد الخيارات المتميزة في منصبه. توبة باستحياء لاعب آخر، يقترب أكثر من أي وقت مضى من المنتخب الوطني، ويتعلق الأمر بمدافع نادي آر كي سي فالفيك الهولندي أحمد توبة، الذي ورغم تمثيله المنتخب البلجيكي لأقل من 23 سنة، إلا أنه يحلم بدعوة مدرب الخضر، وينتظر إشارة منه فقط من أجل تغيير جنسيته الرياضية. وسبق لتوبة الذي يجيد اللعب في عدة مناصب في الخط الخلفي، أن تفاعل مع عدة منشورات تخص الجزائر، لعّل آخرها اللقاء الودي أمام نيجيريا، حتى وإن كان ذلك باستحياء، بحكم تواجده في معسكر المنتخب البلجيكي، الذي سيودعه بمجرد الدخول في حسابات بلماضي، المتيقن بأن توبة لديه رغبة جامحة في التواجد مع بلده الأصلي، على عكس أسماء أخرى، لا تزال مترددة بحكم تواجدها في الفئات السنية، لمنتخب فرنسا في شاكلة ريان آيت نوري وغويري. ويمتلك صاحب 22 ربيعا جواز سفر جزائري، ويحرص على زيارة مسقط رأسه بسكرة باستمرار، كما يجيد الحديث باللغة العربية، وكلها أمور قد تسرع انضمامه للكتيبة الوطنية. «الأقدام» المطلوبة تتفرج ! وعلى عكس الأخوين زدادكة وتوبة وعبد اللي، وكلهم لاعبين يستحقون المتابعة والمعاينة لمؤهلاتهم، ظلت «الأقدام» المطلوبة من قبل بلماضي في الوقت الحالي «تتفرج»، ونعني بها غويري مهاجم نادي نيس وآيت نوري المنضم مؤخرا إلى ولفرهامبتون وموهبة ليون شرقي، فضلا عن مهاجم بوردو عدلي، حيث يفضلون الاستمرار في تمثيل الفئات السنية لمنتخب فرنسا، على أن يتخذوا القرار «النهائي» مستقبلا، وهو ما يرفضه بلماضي حتى أن يمقت أن يكون المنتخب الوطني الخيار الأخير لإنقاذ المسيرة الدولية ! . وتواجد غويري وآيت نوري في تربص منتخب فرنسا لأقل من 21 سنة، حيث لعبا كأساسيين، ونجح غويري الملقب ببن زيمة الجديد في تسجيل هدف رائع في تلك المباراة، في وقت عاد فيه شرقي لصفوف الديكة بعد رفع العقوبة عنه، أين كان إلى جانب لاعب آخر موهوب من أصول جزائرية، وهو عوشيش نجم نادي سانت ايتيان. لجنة "رادار" الفاف تقنع أزيد من 20 شابا بالموازاة مع الأسلوب المعتمد من قبل بلماضي في التعامل مع المغتربين، تقوم لجنة رادار "الفاف" المكلفة بمتابعة المواهب من أصول جزائرية، بعمل جبار لإقناع بعض النجوم الواعدة بتمثيل بلدها الأصلي، أين أكدت مصادر عليمة للنصر، أن الأخيرة تلقت موافقة 20 لاعبا مغتربا، في انتظار الإعلان الرسمي عن القائمة المعنية بالمشاركة في بطولة لوناف (أواخر سنة 2020)، المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 بموريتانيا. وستضم القائمة "نجوم" سبق لها اللعب لمنتخبات فرنسا السنية، في شاكلة مهاجم نادي سوشو الحالي جسيم بيليسار وحارس "البي أس جي" سعيداني، فضلا عن لاعبين آخرين، يمتلكون عقودا احترافية مع فرقهم، على غرار آدم وجاني نجل الدولي السابق شريف وجاني. وجاءت القائمة المتداولة، والتي قد يشارك جل عناصرها في التربص المقبل على النحو التالي: يانيس سعيداني - باريس سان جيرمان، يانيس العيد ستاد ريمس، يانيس بوربيعة سانت ايتيان، رضوان تبحيرتي - ستاد ريمس، رضا بن شاعة – ديجون، إينزو العمراني – نانسي، يانيس حاجم - أولمبيك مارسيليا، داريك غيلاس – مونبوليي، محمد العون – بوردو، نسيم بن عيسى – ليون، فارس مهني – فالونسيان، ماسينيسا أوفلى - باريس سان جيرمان، آدم وجاني – لانس، وليد غرنوت – بوردو، أنيس حاج موسى – لانس، عادل طاوي – تولوز، أيمن بوتوتاو – فالنسيان، سلمان ناصر شويطر – مونبوليي، فارس شعايبي – تولوز، جاسيم بيليسار - سوشو. واعدون يودعون فرنسا ولهذا اختارت الفاف الدرب الجديد يبدو أن خطاب بلماضي والشروط التي وضعا مقابل انضمام المغتربين لكتيبته، قد ألقت بظلالها على العديد من النجوم من أصول جزائرية، حتى وإن كانت لا تزال في بداية المشوار فقط، غير أنها حسمت مستقبلها الدولي مبكرا، في سابقة بالنسبة للكرة الجزائرية التي تعوّدت على انتظار المنتخب الفرنسي الأول، قبل الشروع في ضم المغتربين، ومنح أزيد من 20 لاعبا واعدا موافقته النهائية للانضمام إلى الفئات السنية للخضر، ليودعوا بذلك منتخبات فرنسا في وقت مبكر، كما حدث مع لاعب سوشو بيليسار، الذي كان حديث الصحافة الفرنسية، في اليومين الماضيين بعد القرار الجريء، الذي اتخذه والذي يبدو أن حديث بلماضي وراءه. وكانت الفاف وبتزكية من بلماضي، قد سلكت دربا جديدا في التعامل مع المغتربين، بعد تعيينها لجنة تسعى جاهدة لتزويد المنتخبات الوطنية بمواهب متميزة، وهو ما من شأنه أن يكون في صالح المنتخب الأول، الذي لن يكون بحاجة إلى صراعات جديدة مع الاتحاد الفرنسي.