يبدو أن الصراع سيكون محتدما وأكثر حدة في الفترة القادمة بين الاتحاديتين الجزائرية والفرنسية، بخصوص اللاعبين المتميزين والموهوبين من مزدوجي الجنسية، خاصة وأن هناك عدة أسماء من أصول جزائرية، مُرشحة لتصبح نجوما عالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، على غرار كل من ريان شرقي وريان آيت نوري وأمين غويري وعادل عوشيش. وتأمل الجماهير الجزائرية، في أن تقوم الفاف بخطف هؤلاء اللاعبين مبكرا، لتفادي سيناريو ما حدث مع كل من نبيل فقير وحسام عوار، اللذين اضطرا لاختيار «الديكة»، بعد الضغوط الكبيرة، التي مُورست عليهما من رئيس نادي ليون جون ميشال أولاس، الذي لم يسمح لأي نجم باللعب لبلده الأصلي. واستفاد المنتخب الوطني في الفترة الماضية، بشكل كبير من اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة، حيث لعبوا دورا بارزا في عودة الخضر إلى نهائيات كأس العالم، والبداية بجيل كريم زياني وعنتر يحيى ومجيد بوقرة، مرورا بجيل سفيان فغولي وياسين براهيمي وفوزي غلام، وصولا إلى جيل بن ناصر المتوج بلقب كأس أمم إفريقيا 2019، بعد غياب عن منصة التتويج دام 29 سنة. بالمقابل، استفاد المنتخب الفرنسي أيضا على مدار تاريخه من اللاعبين من أصول جزائرية، لعّل أبرزهم زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الحالي، والذي كان وراء قيادة «الديوك» للفوز بنهائيات كأس العالم 1998، وكأس أمم أوروبا عامي 1998 و2000، إضافة إلى مهاجم ريال بيتيس الحالي، وخريج مدرسة ليون نبيل فقير، الذي كان حاضرا في التتويج الأخير بمونديال روسيا 2018، ولو أن الأخير لم يشارك كثيرا. ونجح المنتخب الوطني، طوال السنوات الأخيرة، في خطف عدة لاعبين من أصحاب الجنسية المزدوجة، أبرزهم سفيان فغولي وياسين براهيمي وإسماعيل بن ناصر ونبيل بن طالب ورياض محرز وعيسى ماندي وإسحاق بلفوضيل. ولم يعد الطريق معبدا في وجه الاتحاد الفرنسي لخطف المواهب الصاعدة، ذات الاصول الجزائرية، كما كان عليه الأمر في السابق، بعد المستوى الكبير الذي وصل له الخضر، والاحتراف والجدية التي تصبغ أجواء المنتخب، منذ تولي جمال بلماضي دفة القيادة. علما وأن الاتحادية الحالية بقيادة خير الدين زطشي عاجزة لحد الآن عن خطف أي لاعب مغترب، حيث تواصل الاعتماد على خدمات الأسماء، التي جلبها الرئيس الأسبق للفاف محمد روراوة الذي كان وراء إقناع عدة لاعبين متميزين، في شاكلة إسماعيل بن ناصر وآدم وناس. وترصد النصر، خلال هذا التقرير الصراعات الخمسة المنتظرة بين منتخبي الخضر وفرنسا، بخصوص المواهب مزدوجي الجنسية، علما وأن الأسماء ( شرقي وعدلي وآيت نوري وغويري وعوشيش)، كلها مطالبة بتغيير جنسيتها الرياضية، بحكم تمثيلها الفئات السنية للمنتخبات الفرنسية. الفاف مطالبة بالاستثمار في استبعاد شرقي من «الدِّيكة» من بين الأسماء التي ستلهب الصراع بين الفاف والاتحادية الفرنسية، الموهبة الصاعدة لنادي ليون الفرنسي ريال شرقي، فرغم أنه لم يتعد 17 ربيعا، إلا أنه مطلوب من كبرى الفرق العالمية ونعني بالذكر ريال مدريدوبرشلونة، حيث يصران على الظفر بخدماته، على اعتبار أنهما يرشحانه ليكون نجما عالميا في السنوات القليلة المقبلة، بعد ما أظهره في ليون، إذ تمكن «الظاهرة» كما يطلق عليه الخبراء وأهل الاختصاص في فرنسا، من إجبار ناديه على ترقيته للفريق الأول في سن 16، ولم يكتف بذلك بل بصم على 14 مباراة، بمختلف المسابقات خلال الموسم المنقضي، أسهم خلالها في خمسة أهداف، ما بين تسجيل وصناعة. شرقي الذي جاء إلى الدنيا نتاج زواج مختلط جمع سيدة جزائرية تنحدر من بسكرة وفرنسي من أصول إيطالية، وسبق له تمثيل الديكة في الفئات السنية، قبل أن يتم استبعاده منذ فترة لأسباب انضباطية، وهو ما على الفاف الاستثمار فيه من أجل إقناعه بتمثيل الخضر، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، في وجود الرئيس أولاس، الذي لن يسمح له باللعب للجزائر، بسهولة كما فعل مع زميله عوار وقبل نبيل فقير. ويبدو أن شرقي متعلق كثيرا بالجزائر، حيث سبق له نشر صور احتفاله بالإنجازات المسجلة في مونديال البرازيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما لفت إليه الأنظار قبل أسبوع بجلسته مع الدولي السابق عبد القادر غزال، الذي نشر صورتهما عبر «أنستغرام» وأرفقها بأغنية للخضر. غويري أو «بن زيمة الجديد» هدفُ بلماضي لاعب آخر تخرج من مدرسة ليون، المصنفة الأفضل في فرنسا في تقديم المواهب، ويتعلق الأمر بالمهاجم الحالي لنادي نيس الفرنسي أمين غويري، حيث يعد الهدف الأبرز للناخب الوطني جمال بلماضي، حسب الأخبار المستقاة من محيط المنتخب الوطني، ولو أن الأخير تلقى مؤخرا دعوة لتمثيل منتخب فرنسا لأقل من 21 سنة. ويشبه العديد من الملاحظين والخبراء أمين غويري بمهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة، المنحدر هو الآخر من أصول جزائرية، والذي كانت بدايته أيضا من نادي ليون. وقدم غويري أوراق اعتماده بقوة في أمم أوروبا لأقل من 17 سنة بتسجيله 9 أهداف، قبل أن يؤكد مستواه في نهائيات كأس العالم لنفس السنة. واضطر غويري لمغادرة ليون هذه الصائفة، بحثا عن فرص أكبر للعب، حيث أمضى لنادي نيس الذي افتك معه بسرعة مكانة أساسية، لينجح مباشرة في تأكيد علو كعبه بعد أن سجل ثنائية في افتتاح «الليغ 1». وتعلق الجماهير الجزائرية الآمال على ثنائي نادي نيس عطال وبوداوي، من أجل إقناع غويري بتمثيل الخضر، ولو أن مغادرته ليون قد أراحت الجميع، على اعتبار أنه لن يتعرض لضغوطات أولاس، الذي أجبر رفيقيه السابقين فقير وعوار على تمثيل الديكة من أجل رفع قيمتهما السوقية. عدلي أو «رابيو» الأقربُ لتمثيل الخُضر، ولكن... ! نجم آخر، سيكون محط أطماع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ويتعلق الأمر بلاعب وسط ميدان نادي بوردو ياسين عدلي، الذي أفصح الناخب الوطني جمال بلماضي، من قبل عن رغبته في رؤية هذا اللاعب بقميص الخضر، إلى جانب كل من عوار وريان آيت نوري. عدلي خطف الأضواء مع المنتخبات السنية لفرنسا، مما جعل العديد من المتتبعين يشبهونه بنجم جوفنتوس الإيطالي أدريان رابيو، وتخرج عدلي من مدرسة باريس سان جيرمان، قبل أن يفضل تغيير الأجواء لأسباب رياضية، كونه كان يبحث عن اللعب بانتظام، وانضم عدلي الموسم الفارط إلى بوردو، ونجح في خطف مكانة أساسية، وبصم على عدة أهداف جعلت الناخب الوطني يضعه نصب عينيه. وطلب عدلي مهلة للرد على مقترح الفاف، وهو ما أكده خلال التصريحات، التي أدلى بها بملعب الفيلودروم على هامش التكريم الذي حظي به بلماضي، وسيكون من الصعب على عدلي ضمان مكانة مع الديوك، في وجود عدة نجوم بمنصبه، مما سيسهل من مهمة إقناعه بتمثيل الخضر. والد آيت نوري غازل بلماضي والرهان عليه ريان آيت نوري، الظهير الأيسر صاحب 19 عاما، فرض نفسه أحد أبرز المواهب الصاعدة في الدوري الفرنسي، وهو ما جعله يدخل اهتمامات العديد من الأندية الأوروبية البارزة، على غرار برشلونة الإسباني وجوفنتوس الإيطالي، فضلا عن مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الإنجليزيين. وكشف موقع «فينيك فوتبول»، أن الناخب الوطني جمال بلماضي كان يفكر في عقد جلسة مع اللاعب، للنظر في إمكانية تمثيله للخضر في الفترة المقبلة، ونقل ذات الموقع على لسان والد الظهير الأيسر لنادي أونجي الفرنسي: «ريان جزائري مئة بالمئة، حتى وإن كان ولد بفرنسا، أنا والده نشأت بحي باب الواد، وأمضيت طفولتي هناك قبل هجرتي إلى فرنسا». وجاء كلام والد آيت نوري في رسالة قوية، أبرز من خلالها رغبته في رؤية ريان (مواليد 6 جوان 2001) يدافع عن ألوان وطنه الأم. وحسب الأخبار التي تحصلت عليها النصر، فإن والد ريان قد تأثر كثيرا، بعد التصريحات التي أدلى بها الناخب الوطني في وقت سابق، والتي أكد خلالها بأنه لا يوجد لاعب بإمكانه رفض عرض فرنسا من أجل الجزائر. وسيكون التحاق آيت نوري بالخضر إن تأكد، إضافة نوعية لأبطال إفريقيا، الباحثين عن الارتقاء إلى مستوى أعلى قاريا وعالميا. عوشيش بعث رسالة قوية عبر «إنستغرام» تزداد حدة المنافسة بين الاتحاديتين الجزائرية والفرنسية، على المواهب الشابة في كرة القدم، التي تتمتع بامكانية تمثيل أحد منتخبي البلدين، آخرهم خريج مدرسة باريس سان جيرمان الصاعد عادل عوشيش. عوشيش ينحدر من أبوين جزائريين، ولكنه ولد وعاش في فرنسا، وتخرج من أكاديمية النادي الباريسي، ومثل بداية فريق الشباب، وخاض مباراته الأولى، رفقة الفريق الأول بداية الموسم الماضي. ولفت عادل عوشيش البالغ من العمر 18 عاما الأنظار أثناء مشاركته مع منتخب فرنسا في كأس العالم للشباب تحت سن 17 في البرازيل، عندما نجح في تسجيل أرقام حاسمة، حيث قدم 6 تمريرات حاسمة، وسجل هدفا. هذا، وقام النجم الصاعد ببعث رسالة قوية من على حسابه الرسمي في «إنستغرام»، بخصوص أصوله الجزائرية، حيث نشر صورة له رفقة ريان شرقي، خلال مقابلة بين باريس سان جيرمان وليون، مرفقا إياها بصورة لعلم الجزائر، واعتبر الكثيرون بأن صاحب 18 عاما، يميل لبلده الأصلي، وهذا رغم أنه يحمل ألوان الفئات الشبانية الفرنسية، ومنذ سنوات. وعلى غرار عدلي وغويري، فضل عوشيش خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، مغادرة باريس سان جيرمان نحو سانت إيتيان لأسباب رياضية.