بوتين يتهم واشنطن بالضلوع في قتل القذافي اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين واشنطن أول أمس بالضلوع في قتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، كما انتقد السناتور جون ماكين وقال أن الولاياتالمتحدة لا تبحث عن حلفاء بل تابعين، وذلك في هجوم حاد على السياسات الأميركية قبل عودته المرجحة لرئاسة الكرملين العام المقبل. كما أعرب بوتين كذلك عن أسفه لتفكك الاتحاد السوفياتي، ووجه الاتهامات نفسها للغرب و التي أكسبته شهرة بين القوميين الروس عندما صعد الى سدة الرئاسة لأول مرة في العام 2000.وقال بوتين في برنامجه السنوي التلفزيوني الذي يرد فيه على أسئلة المتصلين الروس "نود أن نكون حلفاء للولايات المتحدة.. ولكنني اشعر أحيانا أن أمريكا لا تريد حلفاء بل تريد تابعين".وتهدد انتقادات بوتين، رجل جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق، بتبديد المساعي التي تبذلها الولاياتالمتحدة منذ ثلاث سنوات لتحسين العلاقات مع روسيا وسط تزايد التوترات بين البلدين بشأن سوريا وإيران -- اللتين ترتبطان بعلاقات تمتد عقودا مع موسكو.و بدا بوتين في غاية الغضب عندما وجه إليه سؤال حول رسالة بعث بها المرشح السابق للرئاسة الأميركية وعدوه اللدود جون ماكين على موقع توتير قال فيها أن روسيا قد تشهد قريبا ثورة تشبه الربيع العربي بعد الانتخابات الروسية البرلمانية التي جرت في الرابع من ديسمبر.وقال بوتين "ماكين حارب في فيتنام، واعتقد أن يديه ملطختان بما يكفي من دم المواطنين الأبرياء. ويبدو أنه من المستحيل على ماكين أن يعيش دون هذه المشاهد المقززة"، في إشارة الى النهاية الدموية للزعيم الليبي.ومن المرجح أن يعود بوتين (59 عاما)، رجل روسيا القوي، إلى الكرملن مجددا في 2012 بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في روسيا في مارس المقبل، رغم الاحتجاجات التي شهدتها شوارع موسكو بسبب نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت هذا الشهر. واتهم بوتين الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإشعال التظاهرات من خلال تشكيكها في شرعية الانتخابات، واتهم وزارة الخارجية الأمريكية كذلك بمحاولة زعزعة استقرار روسيا من خلال تمويلها المعارضة.من جهة أخرى اعتبر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أول أمس أن مقتل القذافي قد يرقى إلى تصنيف "جريمة ضد الإنسانية".و يعتبر تصريح أوكامبو منعطفا جديدا في تعامل الجنائية الدولية مع قضية مقتل القذافي التي مازالت تقض مضاجع المسؤولين في المجلس الانتقالي الليبي و تزيد من حدة المأزق الذي يتخبطون فيه. وقال أوكامبو للصحافيين أنه أبدى للسلطات الانتقالية في ليبيا مخاوف محكمة لاهاي، ووجّه لهم أسئلة حول كيفية المحاكمة عن الجرائم المرتكبة من طرفي النزاع خلال الحرب التي أدت إلى الإطاحة بالقذافي، وأضاف أوكامبو أن مقتل العقيد الليبي "يشكّل إحدى المسائل التي يجب توضيح ملابساتها،لأن ثمة شبهات جدية بأن يكون ذلك جريمة ضد الإنسانية"، كما أشار في هذا السياق إلى أن السلطات الليبية ستبلّغ المحكمة الجنائية الدولية في 10 جانفي المقبل قرارها حول إمكانية نقل سيف الإسلام القذافي إلى مقر المحكمة في لاهاي بعد اعتقاله الشهر الماضي. م.م/ الوكالات