أطلق مؤخرا، المنشد الشاب عبد الجليل أخروف، أغنية وطنية جديدة عنوانها «قلعة الأحرار»، في إطار احتفالات ذكرى اندلاع الثورة التحريرية. في حديثه للنصر، قال المنشد أن الأغنية التي صورها على شكل فيديو كليب، حققت صدى طيبا عند الجمهور ، خاصة و أنه تم بثها عبر التلفزيون الجزائري و مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم تقديم الكليب خلال الاحتفالات المخلدة للذكرى 66 لاندلاع ثورة نوفمبر، بدار الثقافة مالك حداد في قسنطينة. و أضاف عبد الجليل أن الأغنية تعتبر أول عمل فني وطني خاص به، قام بتسجيله و تصويره و أثرى به رصيده الفني، حيث كان في السابق يكتفي بإعادة أداء أغاني كبار الفنانين في الجزائر، خاصة في المناسبات الوطنية، و يرى أن لجائحة كورونا الفضل في إنجاز هذا العمل الفني الوطني، بعد سنوات من تأجيل فكرة إطلاق هذا النوع من الأغاني، بعيدا عن طابع الإنشاد الديني الذي اشتهر به. عن فكرة الأغنية، أوضح المتحدث أنه استلهمها من قصة زميله المنشد ناصر ميروح الذي قضى أربعة أشهر محتجزا في الحدود التركية، بسبب غلق الحدود الذي فرضته الجائحة ، و معاناته من البعد عن أهله و وطنه، و خوفه من الوباء الذي خلف آلاف المصابين و الموتى. و أضاف أخروف أنه كان على تواصل دائم مع زميله ميروح، و شعر بحجم معاناته، فرغم أن كل بلدان العالم كانت تعيش نفس الظروف تقريبا، لكن الغربة زادت من حدتها، فحضن الوطن الدافئ و حنان العائلة، يخففان كثيرا من المخاوف و هاجس الموت، لكن للأسف يموت الكثيرون بعيدا عن ذويهم و بلدانهم. تلك الظروف، كما قال المتحدث للنصر، ولدت لديه عاطفة جديدة إزاء وطنه، وكأنه يكتشف حبه للجزائر و وطنيته لأول مرة، فراودته رغبة قوية في أداء أغنية عن الجزائر، تحاكي كل تلك المشاعر و الظروف. و أضاف أخروف أنه نقل كل ذلك إلى صديقه الشاعر شوقي ريغي، و كلفه بتحويل تلك الأحاسيس إلى كلمات، ثم قام بتلحينها و تكفل لخضر بلخير بتوزيعها و تم تسجيل الأغنية، ثم تصويرها على شكل فيديو كليب من إنتاج دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، و عرض الكليب لأول مرة عبر التلفزيون الجزائري ، ثم في دار الثقافة في ذكرى اندلاع الثورة المجيدة، بالموازاة مع إطلاقه عبر صفحة عبد الجليل أخروف الرسمية بموقع فايسبوك. و يذكر أن الكليب يسلط الضوء على مناظر طبيعية و سياحية و معالم عمرانية و تاريخية و ثقافية هامة بقسنطينة. أما عن طابع الإنشاد، قال عبد الجليل أخروف أنه يسعى دوما لتقديم الجديد و الحفاظ على تواجده الدائم في الساحة الفنية، لكن الظرف الراهن الذي فرضته جائحة كورونا، تسبب في حالة من الركود العام. و أضاف أنه رغم كل شيء يسعى لتسجيل حضوره، كلما سمحت الفرصة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتمكن من الحفاظ على علاقته بجمهوره، و تقديم أعمال فنية قيمة تتناقلها الأجيال. عن واقع الإنشاد في الجزائر، قال أخروف أن الإنشاد فن غنائي كغيره من الفنون، وهو مرتبط أساسا بالفنان في حد ذاته، و مدى حبه لهذا المجال، فإذا أحبه سيبحث دوما عن الجديد و يسعى للحفاظ على اسمه الفني و حب جمهوره له مهما كانت الظروف، لكن المنشد يبقى دوما بحاجة للدعم و التحفيز من قبل وزارة الثقافة و المؤسسات القائمة على الثقافة في الوطن، خاصة خلال الظروف الراهنة التي رمت بظلالها على كل جوانب الحياة بما فيها الفن. و أكد «من الصعب أن يستمر الفنان في الإبداع خلال هذه الظروف، دون دعم مباشر أو غير مباشر، و بشكل خاص المنشد الذي يبقى مجال نشاطه محدودا، و في هذه الظروف يختبر الفنان نفسه و قدراته و حبه لهذا الفن، الذي يتحول بمرور الوقت إلى عمل دائم، يجب الحفاظ عليه و التمسك به لأن حبه نابع من الروح».