الوالي يقرّر ترحيل 60 عائلة بحي المسجد تسببت الهزة الأرضية التي سجلت، صباح أمس الأحد، بولاية سكيكدة، في أضرار و خسائر مادية مست منازل ومبان ومؤسسات تربوية ومرافق صحية بنسب متفاوتة، ولحسن الحظ لم تسجل أي خسائر بشرية، بينما عاشت العشرات من العائلات ببلديتي الحروش وعين بوزيان أجواء من الهلع والفزع، كما اتخذ قرار بترحيل 60 عائلة بحي المسجد بعين بوزيان. الهزة وقعت في الساعة الرابعة و53 دقيقة، وبلغت شدتها 5.2 درجة على سلم ريشتر و حدد مركزها ب 12 كلم جنوب غرب منطقة الحروش. واضطرت العديد من العائلات إلى إخلاء المنازل والبقاء في الشارع في حين فضلت أخرى الفرار صوب أماكن آمنة خوفا من حدوث أي مكروه لها، وقد تنقل والي الولاية عبد القادر بن سعيد، إلى الأماكن المتضررة، و تم تشكيل خلية أزمة بناء على تعليمات من وزيري الداخلية والسكن. وعاش سكان بلديتي الحروش وعين بوزيان، صباح أمس أجواء غير عادية، حيث استيقظ معظمهم من النوم مفزوعين، بعد سماع اهتزاز عنيف مصحوب بصوت قوي اعتقد الكثير أنها أصوات الرعد ، لكن سرعان ما تأكدوا بأنها هزة أرضية بعثت الهلع والفزع لدى سكان بلديات ولاية سكيكدة، وامتد مداها حتى ولايات قسنطينةجيجل وقالمة، ورغم تزامن توقيتها مع هطول الأمطار الغزيرة، وكذا أذان الفجر فإن الكثير من العائلات حسب ما وقفنا عليه، سارعت إلى إخلاء المنازل والبقاء في الشارع، فيما لجأ مواطنون إلى المقاهي، بينما توجه آخرون إلى المساجد بحكم أن توقيت الهزة تزامن مع أذان صلاة الفجر، و فضلت عائلات مغادرة البيوت على متن سياراتها الخاصة. ومع مطلع النهار لا حديث بمدينة الحروش والمناطق المجاورة لها سوى على الهزة الأرضية، وما زاد قلق المواطنين أكثر، توالي الهزات الارتدادية التي تبعت الهزة الأولى العنيفة، وبالتحديد في حدود السادسة و17 دقيقة بشدة 3.9 وتبعتها هزة ثالثة في حدود منتصف النهار. خلية أزمة ولجان تكفلت بإحصاء المنازل المتضررة وفور وقوع الهزة سارع والي الولاية إلى تنظيم زيارة للمناطق المتضررة حيث تنقل في أول محطة له إلى بلدية عين بوزيان، أين تفقد حي المسجد العتيق أو ما يطلق عليه «لاسيتي» و التقى بمواطنين وعائلات و عاين منازل ألحقت بها الهزة الأرضية أضرار متفاوتة مثل تصدعات، وتشققات بالأسقف والجدران، حيث وعدهم الوالي بمعالجة الوضع، وبصعوبة كبيرة أتم المسؤول مهمته نظرا للحشود الكبيرة التي كانت تنتظره أمام مقر البلدية، ورغم طلبه لهم بتعيين عشرة ممثلين عن السكان ليجتمع بهم في مقر الولاية للاستماع إلى انشغالهم بطريقة منظمة وهادئة لكنهم لم يفلحوا في الأمر وظلت الفوضى سيدة الموقف. وأوضح الوالي في تصريح صحفي أن تنقله إلى مكان وقوع الأضرار كان بتعليمات من وزير الداخلية لمعاينة الوضع وتقييم الخسائر، مطمئنا المواطنين أنه لا توجد خسائر بشرية، بالمقابل تم تسجيل خسائر مادية تمثلت في أضرار ببعض المساكن تعرضت إلى تشققات طفيفة، مضيفا أن لجنة تقنية من الولاية ستقوم بتقييم نسبة الأضرار التي لحقت بهذه المنازل بعد معاينتها حتى يتسنى لمصالحه معرفة طبيعة الأضرار والعمل على إيجاد الحلول. كما ذكر أنه تلقى اتصال من وزير السكن مبديا استعداده لتقديم المساعدة للعائلات المتضررة كما أمر بإرسال المدير العام للهيئة التقنية لمراقبة البناء لإعداد تقييم نهائي للأضرار التي لحقت بمختلف الأماكن التي مستها الهزة الأرضية. عمارات مهددة بالانهيار وعائلات تستغيث وكشف الوالي خلال معاينته للمنازل بحي المسجد بعين بوزيان عن قرار ترحيل 60 عائلة تقيم في منازل هشة ووضع غير لائق، مضيفا أن العائلات تحتاج إلى إعادة إسكان بالنظر إلى وضعها المعيشي الصعب بغض النظر عن الهزة الأرضية التي عجلت باتخاذ هذا القرار لاسيما وأن الحي له سكانه معنيين ببرنامج إعادة إسكان وطالما طالب السكان بتجسيده. وببلدية الحروش تنقل الوالي إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت ببعض المصالح الاستشفائية والإدارية التي سجلت بها تصدعات في الأسقف والجدران والأرضية، مثلما هو الحال بمصالح طب الأطفال وكذا طب النساء، والأرشيف، وكذلك الصيدلية ووصف الوالي الأضرار بكونها طفيفة، لكن أصر بأن تخضع للمعاينة والتقييم من طرف الهيئة التقنية لمراقبة البناء. توقف الدراسة و أضرار كبيرة بمتوسطة صبوع وعجلت الهزة الأرضية باتخاذ قرار بتوقيف الدراسة بمتوسطة الشهيد صبوع محمد التي تضررت كثيرا جراء الهزة الأرضية من خلال التصدعات والتشققات التي مست أجزاء كبيرة من الأقسام الدراسية والمطعم على مستوى الأسقف وحتى الأساسات، سواء داخل الأقسام أو في الساحة. كما قررت بعض المؤسسات التربوية توقيف الدراسة في الفترة المسائية مباشرة بعد تسجيل الهزة الارتدادية الثالثة في حدود منتصف النهار وذلك ضمن الاجراءات الاحترازية مثلما هو الحال لمتوسطات أول نوفمبر، ثانوية عبد الرحمان الكواكبي، متقن السعيد بوالطين، متوسطة بلدية زردازة وأخرتين بقرية السعيد بوصبع والتوميات. كما شهدت أحياء سكنية حضرية تشققات ببعض العمارات، لا سيما بحي 460 مسكن حيث تسببت الهزة الأرضية في اتساع فجوة طوابق وعمارات عن بعضها البعض ما أثار تخوف السكان من الانهيارات الوشيكة، إذا ما ظل الوضع على حاله وطالبوا من السلطات الولائية بضرورة التدخل العاجل قبل فوات الآوان. من جهته المدير الولائي للحماية المدنية العقيد إبراهيم محمدي، أكد للنصر أن الهزة الأرضية لم تسجل أية خسائر جسيمة، بالمقابل سجلت حالات من الهلع والفزع لدى مواطنين تعاملت معها مصالحه وفق ما يتطلبه الأمر، مضيفا أن فرقه توزعت على الأماكن المتضررة لتقديم المساعدة و الوقوف على حجم الأضرار التي مست العائلات والتي وصفها بالخفيفة. كمال واسطة فيما تأهبت الحماية المدنية للهزات الارتدادية هلع وسط سكان قسنطينة وعائلات تغادر منازلها عاش سكان ولاية قسنطينة فجر أمس، حالة من الهلع والخوف، بعد الهزة الأرضية التي حُدد مركزها في الحروش بولاية سكيكدة المجاورة، حيث شعر العديد منهم باهتزاز قوي دام لعدة ثوان، فيما لم تسجل مصالح الحماية المدنية أية إصابات. وخلفت الهزة خوفا كبيرا وسط العائلات القسنطينية، حيث سُمعت أصوات صراخ في بعض المساكن على غرار ما سجل بحي سيدي مبروك، كما فضلت عائلات الخروج من المنازل خوفا من انهيار السكنات فوق رؤوسها مثلما حصل بأحياء في المقاطعة الإدارية علي منجلي وبعض الشوارع و النقاط في بلدية قسنطينة كالزيادية. كما تخوف السكان كثيرا بعد الهزة الأولى، ما جعلهم يحضرون أنفسهم لهزات ارتدادية أخرى، حيث توالت في الفترة الصباحية، و تم تناقل أخبارها بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية بقسنطينة، النقيب لقرع عبد الرحمان، في اتصال بالنصر، إن مصالحه خرجت في عمليات استطلاع وتعرف عبر كامل تراب الولاية بعد الهزة الأرضية، موضحا أنها لم تسجل أي خسائر مادية وبشرية، كما أكد أن جميع الوحدات تتواجد في حالة تأهب واستنفار تحسبا لأي طارئ مشددا على جاهزية أعوان الحماية المدنية لهزات مرتقبة. حاتم/ ب