بالرغم من التزام الكثير من المواطنين بارتداء الكمامات، كإجراء وقائي من عدوى كورونا، يبقى احترام مسافة الأمان النقطة الأضعف في الفضاءات التجارية وسط مدينة قسنطينة، التي تشهد ازدحاما ملحوظا، فلا الزبائن يلتزمون بالتباعد و لا أصحاب المحلات، كما لاحظت النصر خلال جولتها الاستطلاعية، عدم احترام بعض أصحاب المطاعم قرار منع الأكل على الطاولات داخل المحلات. و قد بلغ عدد التدخلات الميدانية اليومية لفرق التجارة، بمعية مصالح الأمن، 5 آلاف و 983 خرجة خلال شهر نوفمبر إلى غاية منتصف شهر ديسمبر الجاري، للوقوف على مدى تطبيق و احترام التدابير الوقائية المخالفين، فأسفرت عن غلق 52 محلا. توافد كبير على محلات بيع الألبسة في جولة النصر عبر عدد من المحلات بوسط مدينة قسنطينة، لاحظنا عدم احترام المواطنين و أصحاب المتاجر لعامل التباعد الجسدي، فالزبائن يتوافدون بأعداد كبيرة على محلات ضيقة، دون الأخذ بعين الاعتبار، خطر هذه التصرفات التي من شأنها نقل و نشر عدوى كورونا، و كانت محلات بيع الألبسة النسائية و ملابس الأطفال أكثر اكتظاظا من غيرها . وجهتنا الأولى كانت شارع 19 جوان، و بالضبط متجر سوق دبي الشهير الذي وجدناه ممتلئا عن آخره بالنساء من مختلف الأعمار، و قد اصطفت بعضهن مقابل بعض موديلات ملابس البيت، و البعض الآخر أمام الرواق المخصص للمعاطف الشتوية، و تجمعت فئة ثالثة قرب المكان المخصص للدفع. كما لاحظنا أن قاعة قياس الملابس ضيقة، و تفتقد للتهوية و بداخلها أكثر من ثلاث زبونات دون كمامات، فيما لم يحث العاملون بالمتجر على احترام التدابير الوقائية، و تعالت هتافاتهم لتشجيع الزبونات على اقتناء الملابس، مؤكدين أنها ذات نوعية جيدة و أسعارها تنافسية. نفس المشهد تكرر ببقية محلات بيع الملابس و الأحذية و المفروشات و الزرابي المتواجدة على امتداد شارع 19 جوان، فالزبائن يدخلون و يتجولون عبر مساحات ضيقة، بأعداد كبيرة و لا يحترمون عامل التباعد، فيما لاحظنا التزام الكثير منهم بارتداء الكمامات، بينما لا توفر أغلب المحلات مواد التعقيم للزبائن. لم يختلف الأمر كثيرا بمحلات بيع الألبسة و الأحذية بحي بلوزداد، فرغم أن الاكتظاظ كان أقل، لكن عامل احترام التباعد كان غائبا تماما.. فهناك محلات يوجد بها زبائن فوق العدد المرخص به و باعة يغضون الطرف عن ذلك، بينما يلتزم كثيرون بارتداء الكمامات، و يشترط بعض أصحاب المحلات على المواطنين وضع القناع الواقي قبل الدخول، دون الاكتراث بعدد الزبائن المتواجدين داخل محلاتهم. خلال جولتنا الاستطلاعية لاحظنا تراجعا كبيرا في تجارة الأرصفة بوسط مدينة قسنطينة، و تحديدا بشارع 19 جوان، فكان الممر شبه خال من الباعة الفوضويين الذين كانوا في السابق يفترشون الأرض بسلعهم، ما يجعل المكان مكتظا عن آخره و يصعب المشي و التنقل فيه. هذه المرة اقتصر الأمر على عدد قليل جدا من الباعة، يحملون كميات صغيرة من الجوارب و المناشف لبيعها، دون عرضها على الأرصفة أو في الطريق، نظرا لتواجد بعض أعوان الأمن لمنع هذا النوع من التجارة، و تطبيق تدابير الوقاية من وباء كورونا التي تشمل منع مختلف التجمعات التي من شأنها تسريع العدوى. مطاعم تدخل زبائن خفية لاحظنا خلال جولتنا أن أصحاب بعض المطاعم يخالفون قرار حظر الأكل و التجمع داخلها، حيث يخصصون طاولة أو اثنتين في ركن خفي لاستقبال بعض زبائنهم الدائمين. قصدنا في البداية أحد محلات بيع الأكل السريع، بشارع بلوزداد، و كان صاحبه يبدو للوهلة الأولى ملتزما بالتطبيق الصارم للبروتوكول الوقائي، حيث كان يضع شريطا لاصقا على طول المدخل، لمنع الزبائن من ولوجه، لكن عندما اقتربنا منه، لاحظنا وضعه طاولة ذات أربعة كراسي بالجهة الخلفية للمحل، لا تظهر بوضوح للعيان، و عند طلبنا منه السماح لنا بالدخول و الأكل داخل المطعم، قال لنا أن الطاولة محجوزة لأشخاص معينين، خاصة من عمال بعض الإدارات المجاورة .و قصدنا بعد ذلك محلا لبيع البيتزا و الشوارما، بشارع 19جوان، فلاحظنا أنه يدخل بعض الزبائن إلى غرفة خلفية صغيرة غطى مدخلها بستار قماشي لحجب الرؤية. و تكرر نفس المشهد بأحد محلات الأكل السريع بالمنطقة الصناعية بالما، حيث خصص صاحب المحل ثلاث طاولات في الداخل لزبائنه الدائمين، و لا يمكن لغيرهم عبور الشريط اللاصق الذي وضعه بالمدخل الرئيسي للمحل. عبد الغاني بونعاس رئيس مصلحة قمع الغش و مراقبة الجودة تسجيل 153 مخالفة للتدابير الوقائية منذ شهر نوفمبر كشف رئيس مصلحة قمع الغش و مراقبة الجودة بمديرية التجارة عبد الغاني بونعاس في اتصال بالنصر، أنه تم تحرير 153 مخالفة لتدابير الوقاية من كوفيد 19 ، منذ شهر نوفمبر إلى غاية يومنا هذا، من قبل أصحاب المحلات التجارية و المطاعم. و بلغ عدد التدخلات الميدانية التي قامت بها المديرية التي خصصت قرابة 18 فرقة متنقلة لهذا الغرض، بالتعاون مع مصالح أمن قسنطينة، 5 آلاف و 983 تدخلا مباشرا، تم على ضوئها إصدار قرارات بغلق 52 محلا، خرق أصحابها التدابير الوقائية من بينها مطاعم و محلات المواد الغذائية العامة ، كما تم تحرير 99 محضرا، كما أكد بونعاس، مشيرا إلى أن أغلبها تتعلق بعدم ارتداء الكمامة وعدم التقيد بشرط التباعد الجسدي. حسب المتحدث، فإن هذه الفرق تعمل يوميا، ماعدا في عطلة الأسبوع، بالتنسيق مع أعوان الشرطة، تطبيقا لتعليمات الحكومة التي أصدرت جملة من الإجراءات الوقائية ضمن البروتوكول الصحي للحد من انتشار وباء كورونا بين المواطنين و حفاظا على سلامتهم ، و تتعلق بالمحلات و المتاجر و المساحات التجارية الكبرى و مختلف النشاطات الأخرى ، و لا يزال العمل في هذا الإطار متواصلا.