استقرت الوضعية الوبائية بأكبر مستشفى جامعي بشرق البلاد، حيث تراجع عدد المرضى الوافدين والمقيمين بمصلحة كوفيد بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالشهر الفارط، وهو وضع سجل أيضا بكل المؤسسات الاستشفائية بولاية قسنطينة. وأوضح رئيس وحدة المعاينات الطبية بمصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي "ابن باديس" الدكتور بن ثلجون سليم، أن الوضعية الوبائية تعرف استقرارا كبيرا خلال الأيام الأخيرة وهو وضع يبعث ،كما قال، على التفاؤل بعد أسابيع من الضغط والخوف من خطر تفشي الوباء بشكل أكبر، حيث أكد المتحدث أن عدد المعاينات تراجع بشكل كبير وأصبح المرضى يأتون فرادى خلافا للشهر الماضي أين كانت تتقدم عائلات بأكملها للفحص. وتابع الدكتور بن ثلجون، أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها في منحى تنازلي جيد منذ أزيد من أسبوع، حيث يتم فحص حالة أو حالتين على الأكثر في كل ساعتين ما جعل الأطباء يعملون في أريحية، كما سجل تراجع في نسبة استهلاك الأوكسجين لاسيما بعد الاستغناء النسبي عن القارورات وتعويضها بالأوكسجين الحائطي. وأبرز المتحدث، أن الضغط ما يزال مسجلا بمصلحة الإنعاش، حيث أن كل الأسرة وعددها 19 مشغولة عن آخرها باعتبار أن المستشفى الجامعي هو الوحيد الذي يتكفل بالحالات المعقدة والخطيرة، كما أشار المتحدث إلى وجود طفلين مصابان بمرض كوازاكي في الإنعاش، حيث تترواح أعمارهما فيما بين 7 و 11 عاما إذ تسبب لهما الفيروس في مضاعفات خطيرة. وأكد الدكتور بن ثلجون، وجود العديد من الأسرة الشاغرة بمختلف المصالح المسخرة للتكفل بمرضى كورونا، كما دعا المتحدث المواطنين ومختلف الهيئات والمؤسسات إلى بذل مزيد من الجهد واحترام الإجراءات الوقائية وتدابير التباعد الاجتماعي لكسر العدوى فضلا عن التخفيف من الضغط الكبير الذي تتحمله الطواقم الطبية منذ أزيد من 10 أشهر متتالية. وذكر مدير مستشفى ديدوش مراد، عبد الكريم بن مهيدي، أن الوضع الوبائي في تحسن مستمر منذ 4 أسابيع متتالية بالجهة الشمالية للولاية التي تضم 5 بلديات، إذ أن عدد المعاينات بمصلحة كوفيد تراجع إلى حالة أو حالتين في اليوم الواحد وأحيانا لا تسجل أي حالة وافدة، مشيرا إلى وجود 20 مريضا مقيما بالمصلحة التي تتوفر على 80 سريرا، مؤكدا أن الموجة الثانية بالمستشفى كانت أقل حدة من سابقتها التي سجل فيها تشبع كبير في الأسرة واستهلاك أكبر للأوكسجين. وأفاد مدير مستشفى البير الذي يعد ثاني أكبر مصلحة لاستقبال مرضى كوفيد بالولاية، بن داود رفيق، أن المصلحة تعرف أريحية نسبية مقارنة بالأسابيع الفارطة، حيث ذكر أن عدد المرضى المقيمين لا يتجاوز 32 شخصا وغالبيتهم مثلما قال من الحالات الصعبة نوعا ما، إذ يتم استشفائهم بالاستعانة بالأوكسجين. ولفت محدثنا، إلى أن الوضعية الوبائية في تحسن مستمر فقد تراجع عدد الحالات الوافدة إلى أقل من 35 حالة يوميا، في حين يتم إدخال من 2 إلى 3 مرضى فقط مؤكدا تسجيل حالات شفاء بشكل يومي، كما لفت المتحدث إلى أن نسبة استهلاك الأوكسجين قد تراجعت بشكل محسوس حيث يتم ملء الخزان مرة واحدة كل ثلاثة أيام خلافا للوضع السابق أين كانت الإدارة تضطر إلى ملئه بشكل يومي. وتجدر الإشارة، إلى أن الوضعية الوبائية بالولاية في استقرار متواصل منذ قرابة الشهر وهو ما تعكسه أرقام اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء، في حين يؤكد مسيرو المؤسسات الاستشفائية تسجيل أريحية في وسائل الوقاية فضلا عن الأدوية وتحاليل « بي سي آر» خلافا للأشهر الماضية أين كانت تعرف نقصا من حين إلى آخر لاسيما في تحليل البوليمراز المتسلسل.