أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أمس حكما بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات في حق مواطن من نيجيريا يدعى "ألوكو باباسولا" من مواليد 1962 بعد إدانته بجناية الإسهام عن قصد في ترويج أوراق نقدية مزورة لعملة أجنبية، كما أدانت ذات المحكمة في جلستها أمس المدعو "أولادلي بول أڤينيت" من نيجيريا هو الآخر و حكمت عليه بالحبس لمدة 03 سنوات. المتهم الثاني كان قد وصل في نفس يوم القبض عليه 27 فيفري 2011 إلى مدينة قسنطينة قادما من وهران لمعالجة امرأة وصف لها المتهم الأول دواء بإستعمال العلاج التقليدي المتعارف عليه في نيجيريا "المارابو"، ليتضح أن المرأة المريضة التي تدعى "كاتي" هي ذاتها الشرطية التي قادت النيجيريين إلى بهو فندق وسط المدينة و تولت مهمة القبض عليهما و كشفت ما بحوزتهما من أوراق العملة الأوروبية الأورو المزورة و عددها 42 ورقة من فئات مختلفة يتجاوز سعرها في السوق الوطنية 900 ألف دج.المتهمان و أحدهما يتكلم الفرنسية بينما الثاني لا يعرف سوى الإنكليزية تمت محاكمتهما بمساعدة مترجمة تولت نقل أسئلة القضاة و جواب المتهمين بصورة متقطعة و مختصرة قالا أنهما دخلا الجزائر مرورا بدولة النيجر التي اشتريا منها جوازي سفر مزورين لتسهيل تنقلاتهما في الجنوب الجزائري و أقاما فترة في مدينة تامنراست، قبل أن يتولى شخص يدعى "مبامبا" التكفل بهما تنفيذا لتوصية من شخص يقيم بالنيجر و يوفر الجوازات و الوثائق للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يريدون الدخول إلى الجزائر مقابل مبالغ مالية تقدر ب5000 دج، حسب تصريحات المتهم "أولادلي"، الذي قال أنه التقى "باباسولا" في تامنراست و لا علاقة له به من قبل، و كان يريد البقاء في الجزائر و البحث عن عمل، بينما كان المتهم الثاني يريد العودة إلى نيجيريا و فيها امرأته المريضة و ابنته، لكن شخصا إفريقيا في تامنراست وعد بمساعدته مقابل تقديمه الدواء لسيدة في قسنطينة. و منها بدأت رحلته شمالا ليلتقي "كاتي" التي تعرف "مبامبا" و قد اتصلت به هاتفيا و على علم بما يفعله مصدر جوازات السفر المزورة في النيجر المدعو "أوصمان" كما نطقه المتهمان أمس أمام محكمة الجنايات و المرجح أن يكون اسمه عثمان أو عصمان. وبمجرد وصول المتهم "أولادلي" إلى قسنطينة من وهران على متن القطار فجر يوم بارد لم يقبل موظف الاستقبال بالفندق حيث يقيم "باباسولا" حجز غرفة له لكون النهار وشيك الطلوع و لا توجد بطاقة شرطة. و قد اقترح عليه مضيفه السير نحو مقهى لتناول الفطور و انتظار الصباح للقيام بمعالجة السيدة "كاتي"، و لما كان النيجيريان يسيران في الشارع نادت امرأة كانت رفقة رجل على "باباسولا" باسمه فاستدار و عرف أنها طالبة الدواء السري لعلاج المغص المعدي، و سار الأربعة إلى بهو الفندق حيث يقيم المتهم و هناك نزعت المرأة لباسها و تبين أنها شرطية و قامت بالقبض على المهاجرين الإفريقيين من نيجيريا و تحدثت هاتفيا مع مصدر الدواء في تامنراست المدعو "مبامبا" قبل أن يتم تفتيش كيس كان يحمله المتهم الثاني و فيه تم العثور على 42 ورقة نقدية مزورة من عملة الأورو يحمل عدد منها نفس الرقم التسلسلي. ممثل النيابة العامة التمس معاقبة المتهمين بالسجن النافذ لمدة 15 سنة و بمليون دج غرامة مالية نافذة، بينما قال محاميا المتهمين أنهما بريئان من جناية تزوير الوثائق الإدارية و ترويج النقود المزورة، و التمسا إفادتهما بظروف التخفيف عن الجنح المتابعين بها و هي انتحال صفة الغير و الهجرة غير الشرعية و استعمال الوثائق الإدارية المزورة.