وهران وباتنة قطبا الإثارة والبقية بحظوظ متكافئة تحتكر منافسة كأس واجهة الحدث الكروي الوطني نهاية الأسبوع الجاري، حيث ستكون أنظار الرياضيين على مدار يومين مشدودة صوب الملاعب التي تحتضن مباريات الدور الثاني والثلاثين من السيدة الكأس، التي تقترح على هواتها ومنشطيها قمما جديرة بالمتابعة لطابعها الخاص وتعودها على تقديم أطباقا دسمة وثرية بعاملي الندية والتشويق. قمم يميزها دخول حامل اللقب شبيبة القبائل في مقدمة أندية الرابطة المحترفة الأولى وممثلي الرابطة الثانية الناجين من مقصلة الدور التصفوي الأول، إلى ساحة التباري والتنافس بحضور الفرق الهاوية بمختلف أحجامها وأقسامها، والجميل في مواعيد الغد ومساء السبت أن الجميع سيكون في نفس الصف وعلى قدم المساواة، لعدم اعتراف السيدة الكأس بمنطق الانتماء وحجم الإمكانات ولا حتى بتاريخ وعراقة الأندية، حيث أن السيدة المدللة عادة ما تختار طالبي ودها على أساس الرغبة الجامحة في مواصلة المشوار ورفع شعار التحدي ، فكم من "صغير" أقبر "كبيرا " ودون اسمه في سجل المنافسة بأحرف من ذهب، سيما ومنافسة الكأس كثيرا ما كانت فرصة لعديد الفرق القادمة من الأقسام الدنيا للتعريف بنفسها وتقديم أوراق اعتمادها في ساحة الأضواء، وما سيزيد من عزيمة البعض اعتماد الفاف في هذه النسخة على تحفيزات مالية كبيرة، ما سيجعل الفائدة مضاعفة ويرفع مؤشر التنافس والتشويق إلى أقصاه عبر جميع الملاعب دون استثناء، والأجمل أن نغمة المشاركة لأجل المشاركة اختفت من المشهد الكروي عشية دخول الأندية ساحة التنافس ومصطلحات السعي لتدوير التعداد بمنح الفرصة للبدلاء والبعيدين عن المنافسة وحتى استنفاذ العقوبات لم يعد لها مكانا في قاموس التقنيين الذين صاروا يراهنون على مباريات الكأس لتحفيز اللاعبين وتعزيز الرصيد المعنوي للمجموعة. وكما جرت العادة ستكون بعض الملاعب محط الأنظار لاحتضانها قمما كبيرة ومثيرة، بداية بموعد وهران بين المولودية المحلية وصاحب الاختصاص وفاق سطيف، حيث رغم تباين الإمكانات والطموحات بين بطل مرحلة الشتاء وثاني المهددين بالسقوط إلا أن تحرر اللاعبين من ضغط النتيجة ورهان التأهل على حساب منافس من العيار الثقيل، قد يفرز نتيجة غير المتوقعة على الورق، وهو ما ينطبق على ديربي الشرق بين الكاب والسنافر، فرغم الحديث الدائر في محيط شباب باتنة عن اعتماد المدرب عامر جميل على تشكيلة عرجاء، يبقى للسيدة الكأس منطقها وواقعها الذي لا يعترف بتصنيف فلاعب الآمال الباحث عن مكانة ضمن تعداد الكبار ، قد يفوق مردود بعض الفاقدين للرغبة في الفوز وإسعاد الأنصار، كما أن طابع الديربي سيضفي على المواجهة نكهة خاصة، وهي التوابل التي تميز قمة البرج بين الأهلي واتحاد عنابة، علاوة على سعي الطلبة لتأكيد الصحوة واستغلال وضع بطل الشتاء للثأر من هزيمة البطولة. أما لقاء الخروب والنهد فتصب كل معطياته الأولية في رصيد " لايسكا" المستفيدة من العوامل الكلاسيكية التي قد لا تكون رابحة بالضرورة، سيما وسيناريو الإقصاء المر في العام الماضي أمام مولودية بجاية لا يزال حاضرا في الأذهان، هذه الاخيرة التي تستضيف نظيرتها العاصمية في لقاء مفتوح على جميع الاحتمالات لقدرة كل طرف على ترجيح كفته في أية لحظة، سيما و الموب يتمتع بشعبية واسعة وقد يكون للأنصار دور محدد في نهاية المطاف. وفيما تلعب بقية أندية الرابطة الأولى يتقدمها وصيف النسخة السابقة اتحاد الحراش مواجهات غير متكافئة على الورق، وقابلة لتفجير المفاجأة في أي ملعب، ستكون قمة "الهواة" بين الجارين حمراء عنابة ووداد رمضان جمال، حيث يرتقب أن يحضر رواد ملعب 19 ماي بعنابة لقمة مثيرة قد لا يحسم أمرها في تسعين دقيقة. وعلى النقيض من" الأم بي سي " المستفيد من ورقة الأرض والجمهور عند استضافته وداد تيسمسيلت، في مباراة يجهل كل طرف منافسه فيها وسينتظر الاحتكام إلى الميدان لاكتشاف نقائصه ، يضطر حامل لواء الصغار نجم أولاد قاسم إلى القيام بسفرية طويلة إلى ملعب تشاكر بالبليدة لمواجهة وداد بوفاريك وكله أمل في تكرار سيناريو لقاء مولودية قسنطينة ومواصلة مشوار التألق والبروز.