عرفت الجولات السبعة الأولى لبطولة الرابطة المحترفة، سقوط رؤوس سبعة مدربين، كان مصيرهم بين الإقالة والاستقالة، مع بقاء مستقبل ثنائي آخر يكتنفه الكثير من الغموض، في ظل ارتسام المعالم الأولية للرحيل، مما يعني بأن القائمة سترتفع بصورة أوتوماتيكية، لتبقى حركية المدربين بمثابة «الموضة» التي تطبع البطولة المحلية، رغم أن المنافسة أدركت الطبعة 11 في عهد الاحتراف، إلا أن قضية «الاستقرار» تبقى غائبة، ومستقبل المدرب مع فريقه مربوط بالنتائج الفنية. ورفع بلال دزيري، قائمة التقنيين الذين اضطروا إلى رمي المنشفة بإعلان انسحابه أول أمس، من على رأس العارضة الفنية لأهلي البرج، رغم أنه كان من بين المدربين الذين تم تجديد الثقة فيهم مع بداية الموسم، امتدادا لعمله المنجز مع نفس الفريق الموسم الفارط، رغم أن استقالة دزيري كانت قد لاحت في الأفق منذ أسبوعين، بسبب الأزمة المتعددة الجوانب التي يعيش على وقعها «البرايجية»، فضلا عن تداول إسمه في نصر حسين داي، كأبرز مرشح لخلافة نذير لكناوي، الذي كان بدوره قد وجد نفسه مرغما على رمي المنشفة وترسيم رحيله من «النهد» قبل أسبوع، ولو أن القاسم المشترك بينهما يكمن في ترسيم قرار الانسحاب مباشرة، بعد تلقي هزيمة داخل الديار على يد متصدر الترتيب وفاق سطيف. إلى ذلك، فقد كان ليامين بوغرارة، قد ربط بقاءه على رأس العارضة الفنية لاتحاد بلعباس، بضرورة تسوية الوضعية الإدارية للنادي على مستوى الرابطة، وذلك بتأهيل المستقدمين الجدد، وبالتالي التخلص من مشكل الإجازات، وعليه فقد اكتفى إبن عين مليلة بتسجيل تواجده مع تشكيلة «المكرة» في لقاء رسمي واحد فقط، كونه استقال عشية استقبال وفاق سطيف في الجولة الثالثة، وظلت العلاقة بين الطرفين «مجمدة»، قبل أن يتم ترسيم الطلاق بالتراضي في نهاية الأسبوع الفارط، لأن بوغرارة رفض العمل في ظروف صعبة، وإدارة إتحاد بلعباس ظلت عاجزة عن تسوية ملف تأهيل المستقدمين الجدد. على صعيد آخر، فقد صنع فريق شبيبة القبائل الحدث في الجولات الأولى من الموسم الجاري، بعد الإقدام على تنحية ثنائي من على رأس العارضة الفنية، لأن قرار تجديد الثقة في التونسي يامن الزلفاني، لمواصلة العمل المنجز الموسم الماضي لم يشفع لهذا المدرب بقيادة الفريق سوى في مباراة جولة التدشين، على اعتبار أن التعادل مع أهلي البرج في مباراة الافتتاح عجل بطلاق الطرفين، سيما وأن الزلفاني اصطدم مجددا بإشكالية «الإجازة»، بسبب عدم حيازته على الشهادة المشترطة في تدريب فريق ينشط في الرابطة المحترفة الأولى، ليحظى التقني الجزائري يوسف بوزيدي بثقة إدارة «الكناري»، إلا أن هذه الثقة لم يدم مفعولها إلا بضعة أسابيع، رغم أن قطار الشبيبة، كان قد اهتدى إلى سكة الانتصارات، على الصعيدين المحلي والقاري، لأن بوزيدي تم الاستغناء عن خدماته بطريقة غريبة، مادامت اللجنة المسيرة للفريق القبائلي، قد اختارت التعاقد مع التقني الفرنسي دينيس لافان، الذي سجل عودته إلى الدوري الجزائري بعد تجربة سابقة مع شباب قسنطينة، ويكون بذلك ثالث مدرب يشرف على قيادة شبيبة القبائل في ظرف سبع جولات من الموسم الجاري، وهو رقم يعد قياسيا إلى حد الآن. وعلى ذكر التقنيين الأجانب، فإن الملفت للانتباه هو أن إبعاد الفرنسي تشيكوليني من تدريب إتحاد الجزائر بسبب حادثة نهائي كاس «السوبر»، ليتم تعويضه بمواطنه تيري فروجي، الأمر الذي رفع من عدد المدربين التابعين للمدرسة الفرنسية إلى 4، في وجود كل من فرانك دوما على رأس شباب بلوزداد، وبيرنارد كازوني كمدرب لمولودية وهران، إضافة إلى فروجي ولافان، بينما قلص قرار تنحية الزلفاني من تواجد المدربين التونسيين، والذي أصبح مقتصرا على نبيل الكوكي في وفاق سطيف ومعز بوعكاز على رأس اتحاد بسكرة، مما يعني بأن القائمة الحالية لمدربي أندية النخبة تضم سبعة أجانب. وكان محمد باشا قد رحل عن نجم مقرة، مباشرة بعد الهزيمة في الجولة الرابعة أمام وفاق سطيف، ليخلفه عبد الكريم بعد 3 جولات، في حين لوح عبد القادر عمراني بالانسحاب من تدريب شباب قسنطينة، وكذلك الحال بالنسبة لعزيز عباس الذي أعرب عن نواياه الجادة في رمي المنشفة من وداد تلمسان، وذلك بسبب توالي النتائج السلبية، الأمر الذي يبقي حركية المدربين في البطولة الوطنية مفتوحة على مصراعيها، مع بقاء عديد التقنيين جالسين على كرسي قاذف.