عرفت موجة الإقالات والاستقالات ارتفاعا مفاجئا مع بداية الموسم الحالي، ورغم مضي 8 جولات فقط، إلا أن القائمة شهدت لحد الآن إنهاء مهام 11 مدربا في المجموع، آخرهم عمراني الذي يكون قد انسحب من شباب قسنطينة مباشرة بعد نهاية مباراة الجمعة أمام شبيبة سكيكدة، وقد سبقه عزيز عباس الذي أقيل من وداد تلمسان وبلال دزيري أهلي البرج وبوعكاز من اتحاد بسكرة، يحدث هذا وسط موجة من التساؤلات حول طبيعة القرارات المتخذة من المسيرين الذين يفضلون التضحية بالمدرب بمجرد وقوع أي فريق في أزمة النتائج السلبية أو تعرضهم للضغط من طرف الأنصار والمحيط العام للنادي. لم تشذ الجولات الأخيرة عن القاعدة، حيث سارت الأمور بمنطق إقالة أو إرغام أي مدرب على الاستقالة بمجرد توالي التعثرات، وهو الأمر الذي حصل للمدرب بلال دزيري الذي انسحب من أهلي البرج عقب الخسارة بخماسية كاملة في عقر الديار أمام الجار وفاق سطيف، خسارة سبقتها تعثرات متتالية منذ بداية الموسم، ما جعل دزيري يفضل ترك مكانه لمدرب آخر أملا في إعادة الفريق إلى السكة. وفي السياق ذاته تمت تنحية المدرب عزيز عباس من العارضة الفنية لوداد تلمسان، بسبب النتائج السلبية المسجلة، ما جعل أبناء الزيانيين يتخبطون في المرتبة 18، كما سحبت إدارة اتحاد بسكرة الثقة من المدرب التونسي معز بوعكاز، بسبب توالي التعثرات في عقر الديار بالخصوص، ما جعلها تستنجد بالمدير الفني سمير حوحو لتولي المهمة، في انتظار الحسم النهائي في مستقبل العارضة الفنية. كما تخلت إدارة مولودية وهران عن خدمات المدرب الفرنسي كازوني بسبب تراجع النتائج الفنية في الأسابيع الأخيرة، حيث يتولى المهمة مؤقتا عمر بلعطوي، في انتظار الإبقاء على خدماته أو جلب مدرب رئيسي جديد. يحدث هذا في الوقت الذي قرّر عمراني الانسحاب من شباب قسنطينة، وهذا على الرغم من العودة بنقطة التعادل نهاية الأسبوع من سكيكدة، حيث تتجه إدارة "السي آس سي" نحو انتداب مدرب جديد يتولى المهمة خلال الجولات المقبلة. وقد بقيت البطولة الوطنية وفية لمنطق التضحية بالمدربين بمجرد توالي التعثرات، بدليل التضحية ب 11 تقنيا بعد مضي 8 جولات فقط، والبداية باتحاد الجزائر الذي تخلى عن تشيكوليني قبل انطلاق البطولة، وبالضبط عقب خسارة لقاء السوبر أمام شباب بلوزداد، ورد فعله السلبي حين رفض الصعود إلى المنصة الشرفية خلال حفل تسليم الميداليات، وقد تم الاستنجاد بخدمات المدرب فروجي، فيما سارت شبيبة القبائل نحو إحداث ثاني تغيير في العارضة الفنية، فبعد التخلي عن خدمات التونسي الزلفاني، فقد عرف يوسف بوزيدي نفس المصير موازاة مع انتداب الفرنسي دونيس لافان الذي كان قد أشرف الموسم المنصرم على شباب قسنطينة، في الوقت الذي فضلت إدارة نجم مقرة إقالة المدرب محمد باشا بعد مضي 4 جولات عقب الخسارة القاسية في سطيف، حيث خلفه في المهمة عبد الكريم لطرش، في الوقت الذي استقال المدرب بوغرارة بسبب الوضع الصعب الذي يمر به اتحاد بلعباس ماليا وإداريا، وكذا التأخر عن تسوية وضعية اللاعبين القدامى والجدد، كما عرف لكناوي مصير الإقالة بعد انتهاء مهامه مع نصر حسين داي عقب الخسارة المسجلة في عقر الديار أمام وفاق سطيف، وتزامن ذلك مع الوضعية الصعبة للنادي في المراتب الأخيرة قبل أن يفك العقدة مؤقتا عقب فوزه أمام جمعية الشلف. والواضح من خلال المعطيات الحالية، فإن البطولة قد عرفت لحد الآن إقالة واستقالة 11 مدربا، ما يجعل القائمة مرشحة للزيادة، خاصة وأن رياح التغيير مسّت لحد الآن نصف عدد الأندية الناشطة في القسم الأول، ما طرح موجة من التساؤلات حول أسباب وخلفيات غياب الاستقرار الفني، والتضحية دوما بالمدرب بمجرد تسجيل نتائج سلبية، وهذا من دون تشريح الوضع حول أسباب تفاقم هذه الظاهرة كل موسم، خاصة في ظل عدم اجتهاد المسيرين في انتداب مدربين وفق مشاريع رياضية واضحة المعالم، ما يجعل القرارات العشوائية هي السائدة في بطولة غلبت عليها الكثير من الممارسات السلبية والمظاهر البعيدة عن أخلاقيات الكرة مثل الرشوة والمخدرات وترتيب المباريات. الفرق التي عرفت تغييرات في العارضة الفنية شبيبة القبائل: الزلفاني/ بوزيدي/ لافان. اتحاد الجزائر: تشيكوليني/ فروجي نجم مقرة: محمد باشا/ عبد الكريم لطرش. نصر حسين داي: لكناوي/….. أهلي البرج، بلال دزيري/….. وداد تلمسان عزيز عباس/….. شباب قسنطينة: عمراني/…… اتحاد بلعباس: بوغرارة/ الهاشمي مؤقتا في انتظار مدرب فرنسي. مولودية وهران: كازوني/ بلعطوي مؤقتا اتحاد بسكرة: بوعكاز/ حوحو مؤقتا