شب حريق مهول، مساء أمس، بالمركز التجاري «مهناوي أحمد» المعروف محليا باسم «سوق النساء» بمدينة العلمة، مخلفا خسائر مادية كبيرة، بعد أن أتت ألسنة اللهب على العديد من المحلات التجارية. و اضطرت إدارة الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالعلمة، للاستنجاد بالوحدة الرئيسية بمدينة سطيف المجاورة وحتى بالوحدتين الثانويتين ببلديتي بئر العرش وحمام السخنة، نظرا لصعوبة السيطرة على الحريق عند اندلاعه في الساعة الرابعة والنصف مساء، و الأكثر من ذلك فإن المواطنين رفعوا النداءات عبر الصفحات الاجتماعية «الفايسبوك» لأصحاب الصهاريج المائية الكبيرة، بالقدوم إلى مكان الحريق ومساعدة رجال الحماية المدينة في عملية إخماد الحريق. و دامت عملية الإطفاء أكثر من ساعتين، حيث وجد العشرات من رجال الإطفاء و المواطنين صعوبات جمة ، و يعود ذلك إلى ضخامة هذا المركز التجاري الذي يتكون من طابق أرضي و ثلاثة طوابق كاملة، و يضم العشرات من المحلات التجارية و المقاهي والمطاعم، والأكثر من ذلك فإن رجال الحماية المدنية لم يجدوا في البداية سهولة في الدخول إلى هذا المبنى التجاري، لاسيما وأنه يقع بمحاذاة جدار الإحاطة الخاص بالملعب البلدي عمار حارش. و سارع التجار أصحاب المحلات في المركز، مباشرة بعد اندلاع الحريق، إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال الإسراع في سحب البضائع خوفا من احتراقها، لكن وحسب أولى المعطيات التي قدمتها مديرية الحماية المدنية بالولاية، فإن الحريق تسبب في خسائر مادية معتبرة. و جراء ضخامة هذا الحريق فقد ارتفعت سحابة كثيفة من الدخان الأسود في سماء مدينة العلمة التجارية، مع تسجيل حضور قوي من قبل عناصر الشرطة إلى مكان الحادث، من أجل منع المواطنين من الاقتراب كثيرا من الحريق، خاصة بعد انفجار زجاج الواجهات الخاصة بالمحلات في الطوابق العلوية، وهو ما أحدث هلعا حقيقيا وسط المواطنين. و قال مصدر من الحماية المدنية إن عدد المحلات التي تعرضت للاحتراق تجاوز ثلاثين محلا، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة جدا، تمثلت في بضائع وسلع التجار، في انتظار الانتهاء من إحصاء الخسائر الحقيقية. ولحسن الحظ فإن هذا الحريق الضخم لم يتسبّب في خسائر بشرية. وسجل تواجد مكثف لعناصر الشرطة العلمية في مكان الحادث، بهدف الشروع في التحقيقات لمعرفة أسباب هذا الحريق، لاسيما وأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السوق إلى الحريق، وكانت آخر مرة في شهر أكتوبر سنة 2017 ، عندما احترقت آنذاك ستة محلات تجارية مختصة في بيع الألبسة والستائر.