حريق مهول يحول 13 خانة تجارية إلى رماد في سوق الخردوات بحي مرسيس أدى حريق مهول شب ظهيرة أول أمس الخميس بسوق الخردوات الكائن بحي مرسيس وسط مدينة عنابة إلى تحويل 13 خانة تجارية إلى حطام ورماد ، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة و إصابة أحد التجار بإغماء، إثر إختناقه جراء الدخان الكثيف المتصاعد، مما إستدعى تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى إبن سينا أين وضع تحت العناية الطبية المركزة. و حسب المعلومات التي تحصلت عليها " النصر " من خلية الإعلام و الإتصال التابعة للحماية المدنية فإن الحريق إندلع في حدود الساعة الواحدة و النصف من زوال الخميس، بعد تفطن بعض التجار لتصاعد دخان كثيف من محل لبيع خردوات التجهيزات الكهرومنزلية، الأمر الذي أدى إلى حدوث فوضى عارمة في محيط سوق مرسيس للخردوات، و كذا سوق الحطاب الذي لا يبعد عن مكان الحريق سوى بأمتار قليلة، و ذلك بعد حالة الهستيريا التي أصابت المئات من التجار و الزبائن، لأن هذه المنطقة تشهد حركية تجارية كبيرة، رغم أن الحرارة كانت ظهيرة الخميس قياسية، و قاربت 44 درجة. هذا و قد إلتحقت وحدات الحماية المدنية بعين المكان بمجرد تلقيها بلاغا من أحد التجار، لكن تركيبة السوق صعبت من عملية إخماد الحريق، لأن تلاصق الخانات التجارية فيما بينها ساعد ألسنة النيران على الإمتداد بسرعة البرق إلى باقي المحلات الصغيرة، سيما و أن غالبية التجار كانوا يستعملون الأغطية البلاستيكية لتغطية الواجهات الأمامية لمحلاتهم، لتكون الحصيلة إحتراق 13 رواقا تجاريا عن آخرها، مع تحولها إلى رماد بجميع محتوياتها، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة، لأن النيران أتت على الكثير من التجهيزات الكهرومنزلية المستعملة، و التي كانت معروضة للبيع في سوق الخردوات، في الوقت الذي أصيب فيه الكثير من التجار و المواطنين بحالة من الذعر و الفزع، لأن تصاعد الدخان الكثيف من أرجاء الفضاء التجاري زاد من مخاوف الباعة لتكرار حادثة إحتراق سوق الحطاب عن آخره، فضلا عن شروع بعضهم في محاولة تفريغ خاناتهم التجارية من محتوياتها . إلى ذلك فقد تمكنت مصالح الحماية المدنية من التحكم في الوضع بعد نحو ساعة من الزمن، حيث نجحت في إخماد الحريق، و وقف النيران من الإمتداد إلى باقي المحلات، و حتى إلى سوق الحطاب المجاور، مع إنقاذ 50 محلا تجاريا بسوق الخردوات بحي مرسيس. على صعيد آخر فقد تنقل ممثلون عن السلطات المحلية إلى مكان الحادث للوقوف على حجم الأضرار التي خلفها الحريق، و كذا الإستماع إلى إنشغالات الباعة المتضررين ، و الذين طالبوا بضرورة تدخل مصالح البلدية ل تهيئة الفضاء التجاري بسوق مرسيس، فضلا عن مطلب التعويض عن الخسائر المادية المعتبرة التي تكبدها التجار الذين تفحمت محلاتهم عن آخرها ، مع المطالبة بفتح تحقيق معمق لكشف الملابسات الحقيقية لهذه الحادثة، سيما و أن الحراق أصبحت تستهدف الأسواق الكبرى بمدينة عنابة. و في سياق متصل فقد تدخلت وحدات الأمن و فتحت تحقيقا إستعجاليا في الحادث، حيث كشفت التحريات الأولية بأن سبب الحريق يعود إلى إندلاع شرارة كهربائية من خانة تجارية بالسوق، و ذلك نتيجة تلامس أسلاك كهربائية فيما بينها، على خلفية التوصيلات العشوائية المعتمدة من طرف التجار داخل هذا الفضاء التجاري، في الوقت الذي أكد فيه التجار المتضررون بأن هذه السوق سبق لها و ان شهدت بعض الحوادث المنعزلة التي لم تكن كافية لحرق كافة الفضاءات التجارية ، بينما قامت مصالح الأمن بإتخاذ جملة من الإجراءات و ذلك بتعزيز تواجد وحدات مكافحة الشغب في كل المسالك المؤدية إلى ضاحية الحطاب، تحسبا لأي رد فعل من التجار المتضررين. للإشارة فإن هذا الحريق هو الثالث من نوعه الذي يسجل على مستوى الأسواق التجارية بمدينة عنابة، و الذي يخلف خسائر مادية معتبرة، حيث أن الحريق الأول كان بسوق الحطاب، و أدى إلى إتلاف نحو 400 خانة تجارية، و الثاني سجل بسوق الصفصاف للخضر و الفواكه، و أتت فيه النيران على نحو 250 محلا.