ألمانيا تدعم مسار الإصلاح في الجزائر ودعوة المراقبين مؤشر على الشفافية أكّد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن العلاقات الجزائرية الألمانية قديمة ولا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي فقط بل تتعداه للجوانب العسكرية والأمنية والسياسية، وهي في طريقها منذ أشهر لأخذ منحى جد مهم على مستوى المضمون وعلى مستوى الآليات، أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيل فقد أكد من جهته أن بلاده تدعم مسار الإصلاح السياسي والديمقراطي الجاري في الجزائر، واعتبر دعوة مراقبين أجانب خلال الانتخابات المقبلة دليل مهم للشفافية. قال وزير الخارجية مراد مدلسي أمس بالجزائر خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الألماني غيدو فسترفيل الذي وصل أمس إلى بلادنا أن هذه الزيارة ستتوج بنتائج مهمة وهو تفاؤل مبني على قدم وخصوصية العلاقات الجزائرية الألمانية التي لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي بل تتعداه للجوانب العسكرية والأمنية وغيرها. وأضاف المتحدث في الندوة الصحفية المشتركة التي انعقدت بإقامة الميثاق بالعاصمة أن العلاقات بين البلدين في طريقها منذ أشهر لأخذ منحى أكثر أهمية من حيث المضمون أولا، وكذا من حيث الآليات التي ستتحكم فيها مستقبلا، واعتبر أن زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 2010 لألمانيا وضعت مسارا و حددت طبيعة هذه العلاقات من خلال إنشاء لجنة مختلطة بين البلدين عقدت أول اجتماع لها بألمانيا في مارس الماضي، وستعقد الاجتماع الثاني لها في مارس المقبل بالجزائر، موضحا أن هذه اللجنة المختلطة من شأنها إعطاء رؤية أكثر ونجاعة اكبر من اجل تحقيق الأهداف المشتركة. من جهته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيل أن بلاده تدعم الجزائر لمواصلة مسار الإصلاح السياسي والديمقراطي الذي شرعت فيه، لأن الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية وجهان لعملة واحدة، كما عبر المسؤول الألماني عن دعمه وتثمينه للمبادرة التي قامت بها الجزائر القاضية باستدعاء مراقبين أجانب خاصة من أروبا للإشراف على الانتخابات المقبلة، مشيرا أن ذلك إشارة مهمة على الشفافية التي ستنمي الشعور بالثقة. في الجانب الاقتصادي وحول سؤال متعلق بمشروع “ديزتيك” الخاص بإنتاج الطاقات المتجددة في الصحراء الجزائرية أكد وزير الخارجية الألماني انه يعتقد أن هذا المشروع سيصبح ركيزة أساسية للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وأشار أن هذا المشروع الضخم والهام لا يهدف فقط إلى تصدير الكهرباء المنتجة عن طريق الطاقات المتجددة نحو أروبا لكن يهدف أيضا إلى تموين الجزائر والمنطقة برمتها بهذه الطاقة. وواصل غيدو فسترفيل يقول في هذا الصدد أن مشروعا طموحا ومكلفا بهذا الحجم يتطلب الكثير من الجهد والتكنولوجيا ومشروع “ديزرتيك” يستحق مثل هذا الجهد، مشيرا انه إذا كانت في وقت سابق إرادة لمد أنابيب لنقل الغاز من الجزائر نحو أوربا فإنه بإمكاننا اليوم تجسيد مشروع “ديزرتيك” أيضا. وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد قال في الندوة الصحفية أن المحادثات التي جمعته بوزير الخارجية الألماني تناولت أيضا قضايا سياسية إقليمية على غرار الوضع في سوريا، الذي أوضح بشأن انه اللجنة الوزارية العربية التي ستجتمع اليوم ستقيم نتائج عمل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا بعد عشرة أيام من بداية عملها، وأضاف انه بناء على هذا التقييم سيتم العمل على مراجعة عمل اللجنة وتوفير وسائل وظروف عملها بما يسمح بإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي، كما سيتناول وزير الخارجية الألماني خلال إقامته بالجزائر التي ستدوم يومين أيضا ملف القضية الفلسطينية مع المسؤولين الجزائريين.