بوتفليقة يعلن عن إنشاء لجنة مشتركة للتعاون ويدعو الألمان للمساهمة في تطوير الوحدات الصناعية أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عن الإنشاء الفوري للجنة مشتركة جزائرية-ألمانية للتعاون قصد دعم مجهودات البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية. وقال رئيس الجمهورية في ندوة صحفية مشتركة مع المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، أن الجزائر و ألمانيا عازمتان على "مضاعفة الجهود من أجل تعزيز هذه العلاقات بتشجيع متعاملي البلدين الاقتصاديين على اغتنام الفرص المواتية التي تتيحها السوق الجزائرية". من جهتها أبدت ميركل استعداد بلادها للمساهمة في مشاريع تطوير الهياكل القاعدية في الجزائر، وأعلنت عن قرب إطلاق مشروع "ديزرتيك" للطاقات المتجددة، كما أكدت بأن الجزائر تدعم ألمانيا للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. أعطت الجزائر موافقتها على الشروع في تنفيذ مشروع "ديزرتيك" للنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وذلك خلال المحادثات التي جمعت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس مع المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، وقال رئيس الجمهورية خلال ندوة صحفية عقدها عقب المحادثات، بأن الجزائر ترغب في التعاون مع ألمانيا لتجسيد مشروع "ديزرتيك" للطاقات المتجددة، وقال "نحن نعمل على مشروع هام في مجال الطاقات المتجددة يحمل اسم "ديزرتيك، وسنعمل على تعميق المحادثات للتوصل إلى اتفاق مشترك"، من جهتها قالت المستشارة الألمانية ميركل، بأن بلادها ترغب في تجسيد المشروع في القريب العاجل، و"يتحول المشروع إلى حقيقة". وتم اقتراح المشروع في إطار الشراكة بين الشركة عدة مؤسسات صناعية أوروبية وبتمويل من طرف 16 شركة ومؤسسة مالية أوروبية، وتقدر قيمته الإجمالية ب400 مليار أورو وهو ما يعادل 560 مليار دولار، يشمل بناء شبكة ضخمة لتوليد الكهرباء في الصحراء الكبرى، ويهدف إلى توفير 15 بالمائة من احتياجات أوروبا من الكهرباء في حدود عام 2015 وكانت دراسة أعدها معهد فوبرتال الألماني للطاقة والمناخ والبيئة، قد أوضحت أن مشاريع أوروبا لتوليد الكهرباء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لا تراعي مصالح البلدان المنتجة لهذه الطاقة بما فيه الكفاية، وأخذت الدراسة الجزائر نموذجا لذلك. وأظهرت الدراسة التي أخذت المشروع الأوروبي الضخم ''ديزرتيك'' وصحراء الجزائر كنموذجين تحت المجهر وجهات نظر مختلفة إزاء مدى استفادة الدول المنتجة من هذه المشاريع، وتبين أنها لا تراعي مصالح هذه البلدان المنتجة بشكل كاف، وهو ما دفع الجزائر لمطالبة الطرف الألماني الذي يعد صاحب المشروع بإعادة النظر في بعض بنوده، على غرار نقل الخبرة والتكنولوجيا إلى دول شمال إفريقيا، وتشجيع إقامة قاعدة صناعية للطاقات المتجددة بديلة للمحروقات. من جانب أخر، أعلن رئيس الجمهورية بالعاصمة الألمانية برلين عن إنشاء لجنة مشتركة جزائرية-ألمانية للتعاون قصد دعم مجهودات البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية. و قال رئيس الجمهورية أن الجزائر و ألمانيا عازمتان على "مضاعفة الجهود من أجل تعزيز هذه العلاقات بتشجيع متعاملي البلدين الاقتصاديين على اغتنام الفرص المواتية التي تتيحها السوق الجزائرية". وقال بوتفليقة، بأن الزيارة التي قام بها إلى ألمانيا جاءت لإعطاء العلاقات الثنائية بين البلدين الطابع المميز، للاستفادة من إمكانيات إقامة شراكة، ومضاعفة الجهود لتطوير العلاقات، وتشجيع المتعاملين الألمان لاستغلال الفرص الاستثمارية التي تتيحها السوق الجزائرية، من خلال "حث مؤسسات الصناعات الصغيرة و المتوسطة الألمانية على تكثيف تواجدها بالجزائر". وأكد رئيس الدولة أن إستراتيجية التنمية في الجزائر و أدوات التعاون بين البلدين "سمحت بإيجاد إمكانيات جديدة في قطاعات الصناعة و الطاقة و الطاقات المتجددة بصفة خاصة كما هو الشأن في مجال التكنولوجيات الجديدة". وأشار الرئيس إلى الدور الذي لعبته الشركات الألمانية في السبعينيات من القرن الماضي لبناء القاعدة الصناعية الجزائرية، وأكد على أهمية تعميق التعاون الصناعي بين البلدين وتشجيع الشركات الصناعية الألمانية على المساهمة في نقل التكنولوجيا الصناعية المتطورة لتمكين الجزائر من تنويع مصادرها الاقتصادية والخروج من التبعية المفرطة لقطاع النفط. من جهتها أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، استعداد بلادها لدعم جهود الجزائر لتطوير القاعدة الصناعية الجزائرية والخروج من الهيمنة النفطية، وقالت من جانب أخر، بان مشروع الشراكة في مجال الطاقات المتجددة سيرى النور قريبا بمشاركة دول شمال إفريقيا ومنها الجزائر التي تعد اكبر شريك لألمانيا في المشروع. كما أعلنت ألمانيا، حصول بلادها على دعم الجزائر من اجل الظفر بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، في إطار إصلاح منظمة الأممالمتحدة. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، قد أجرى في برلين محادثات مع المستشارة الألمانية السيدة انجيلا ميركل. و قد حضر المحادثات وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي و وزير الطاقة و المناجم السيد يوسف يوسفي و وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي. و قد جرت المحادثات بمقر المستشارية الفدرالية حيث خص رئيس الدولة باستقبال رسمي. وتم خلال اللقاء، تقييم العلاقات الثنائية و دراسة سبل إرساء ديناميكية جديدة تتكيف مع القدرات الاقتصادية للبلدين. كما تم التطرق خلال هذه المحادثات إلى القضايا الدولية. على غرار قضية الأمن في الساحل، وجهود الجزائر لمكافحة الإرهاب، وكذا القضية الصحراوية كما أجرى رئيس الجمهورية محادثات مع الرئيس الفدرالي السيد كريستيان وولف. و قد جرت المحادثات بالقصر الرئاسي "بل فو" حيث استقبل رئيس الجمهورية من طرف الرئيس الفدرالي قبل أن يأخذا صورة تذكارية عند مدخل القصر. و قد قام الرئيس بوتفليقة بعد ذلك بإمضاء السجل الذهبي للقصر قبل بداية المحادثات.