مشروع وحدة عربية فنية هرم و لا زال ينتظر ربيعه يصطدم مشروع اتحاد النقاد و السينمائيين العرب بواقع ضعف الإنتاج العربي ، وعدم احترافية العاملين في هذا التخصص ، رغم العديد من المحاولات التي سعت إلى تجسيده في العديد من التظاهرات الفنية العربية ، آخرها مهرجان الفيلم العربي بوهران ، الذي أعاد طرح الفكرة بغرض إثرائها ، لكن الربيع العربي أخر وصول بعض المختصين ، فأغلق الملف من جديد ، في انتظار من سيعيد بعثه من جديد. النصر رصدت تطلعات عدد من النقاد و المختصين على هامش الطبعة الخامسة للفيلم العربي بوهران حول هذا المشروع . الناقد والإعلامي المصري طارق الشناوي لا يكفي أن نؤسس هيئة ونجلس على الكراسي هناك إتحاد للنقاد السينمائيين العرب منذ زمن بعيد و لكن عدم تفعيل هذه الهيئات و تنشيطها يبقيها مجرد تسميات و عناوين مثل الجامعة العربية ،و هناك أيضا إتحاد السينمائيين العرب عمره أكثر من 40 سنة و لم يقدم شيئا مثل إتحاد الفنانين العرب الذي هو أيضا عمره 40 سنة .هياكل هرمت و لم تنفع الفن و السينما العربية .حاليا ليس هناك مانع أن يقوم إتحاد النقاد السينمائيين العرب مرة أخرى و لكن هل يكفي أن نؤسس هيئة و نجلس على الكراسي نمجد الوحدة العربية ثم ننسى .لذا يبقى التساؤل دائما عن كيفية تنشيط و تفعيل هذه الهيئات التي يمكنها أن تساعد السينما و الفن العربي . الناقد والإعلامي المغربي أحمد بوغابة اتحاد النقاد السينمائيين العرب مجرد أكذوبة إتحاد النقاد السينمائيين العرب أكذوبة ،جاءت الفكرة في مهرجان قرطاج 2010 و أعيد طرحها خلال الطبعة الرابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي ،و لكن لا يمكن تجسيدها على الأقل في الظروف الحالية .فلا يمكن لهؤلاء النقاد أن يلتقوا أو يجتمعوا لأن المطلوب أن تتبلور الفكرة عن طريق فعل ممارسة النقد أي الكتابة و الإنتاج ،فحين يفرض النقد السينمائي نفسه على الساحة يخلق المؤسسة أو الهيئة التي تجمع النقاد العرب و ليس العكس ،فتأسيس هذه المؤسسة ليس رغبة ذاتية بل الممارسة هي التي تدفع لتوحيد الصفوف . و لكن مع وجود الذاتيات ووجود أشخاص لا يكتبون أصلا و لا يمارسون النقد فعليا فلا يمكن أن تقوم المؤسسة. هناك بعض النقاد يحاولون البحث عن الشرعية من خلال هذه المؤسسة. يمكن أن تقوم الفكرة يوما ما إذا توفرت شروط الكتابة و الإنتاج فهي كالبذرة يجب سقيها و الإهتمام بها حتى تكبر و تنضج و تصبح فعالة و حينها نستطيع الحديث عما ستضيفه هذه المؤسسة للسينما العربية و الفن بصفة عامة . المخرج والمنتج الموريتاني والأمين العام لدار السينمائيين سالم دندو نحتاج أولا لسينما عربية تعبر عن خصوصيتنا بعض النقاد في الوطن العربي ينتقدون الإنتاج السينمائي من أجل النقد فقط. إننا في الوقت الحالي نحتاج لسينما عربية تعبر عن الخصوصية العربية و ليس نظرة غربية عن العرب ، أي بعض السينمائيين ينتجون أفلاما عربية بنظرة غربية لا تصل للخصوصية والواقع المعاش و الثقافة العربية .في موريتانيا هناك بعض الصحفيين و النقاد الشباب يكتبون و ينتقدون الأفلام السينمائية المعروضة رغم أن السينما في موريتانيا حديثة العهد مقارنة بغيرها من السينما العربية ،و يركزون نقدهم على الموضوع المعالج هل يستحق بذل كل هذا الجهد و هذا الوقت و الأموال التي تصرف .و في موريتانيا يحرص النقاد على أن تتمسك السينما بالخصوصية الموريتانية لا نريد أن تنحرف عن معالجة المواضيع التي ترتبط مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين خاصة و أن صورة موريتانيا مجهولة في العالم فنريد أن نوصلها. هناك بذرتان زرعتا في الوطن العربي الأولى هي إتحاد النقاد السينمائيين العرب و الثانية هي إتحاد النقاد السينمائيين المغاربة ،فنحن في الوطن العربي بحاجة لمثل هذه المبادرات لإكمال بعضنا البعض ،أي من ينقصه شيئا يلجأ للآخر العربي ليكمله و ليس للغرب فهناك عرب يملكون الإمكانيات المادية و الآخرون التقنية العالية و بعضهم المناظر التصويرية و الديكور و هنا يحدث التكامل . المخرج السوري والناقد السينمائي علي العقباني الربيع العربي عطل تجسيد المشروع هناك عدة محاولات لتأسيس إتحاد النقاد السينمائيين العرب وسط ترحيب بالفكرة و التحفظ عليها ، لكن الربيع العربي عطل تبلورها ميدانيا فيما يبقى المشروع قائما ، لأننا لم نتمكن من جمع النقاد حاليا و لكن يمكن أن يتجسد الفعل مستقبلا.فالعمل النقدي تابع للعمل الفني بمعنى يجب أن تنتج أفلاما لكي أشاهدها و أنقدها .في الوطن العربي لا يمكن الحديث عن مدارس للنقد السينمائي فنحن لسنا منظرين لأننا مازلنا نستند على نظريات الآخر للعمل و من خلال الإتحاد نريد أن نجمع قواعد عمل مشتركة تحفظ للسينما العربية خصوصيتها .المشكل هو أن يتمكن الناقد من المزاوجة بين الموضوعية و حساسيته الذاتية ليخرج بموضوع نقدي في المستوى و أكثر قربا من الإبداع . الصحفي المصري مصطفى ياسين الإتحاد سيضيف الكثير للسينما العربية فكرة إتحاد السينمائيين العرب رائعة لأن كلمة الإتحاد وحدها رائعة ، بل و نتمنى أن يذهب السينمائيون إلى أبعد من هذا كأن ينتجوا أفلام سينمائية عربية و لا يلجأون للدعم الغربي لإنتاج أعمالهم .فالسينما أقوى من السياسة و الخلافات بين الدول فهي تستطيع أن تفعل ما لا يستطيع الزعماء و الرؤساء فعله .فيمكنها أن توحد المشاعر و تناقش كل القضايا المطروحة و تجد الحلول .و الإتحاد سيضيف الكثير للسينما العربية و للمتلقي العربي الذي لا زال عاجزا عن قراءة الفيلم بشكل جيد ،فمن خلال الإتحاد يمكن تأسيس قواعد القراءة و المشاهدة الجيدة للأفلام السينمائية . الصحفي العراقي عبد الرحمن الماجدي لا يمكن للصحفي أن يكون ناقدا العمل النقدي في بعض الدول العربية يقوم به الصحفيون المتابعون لشأن السينما ، و لكن لا يمكن للصحفي أن يكون ناقدا في الوقت الذي يستطيع الناقد أن يكون إعلاميا ، فأغلب النقاد العرب يعملون في مختلف وسائل الإعلام ،و لكن لو كان هناك تخصص فهذا شيء جميل لأن عين الناقد ليست عين الإعلامي ،فالناقد يتمحص العمل السنيمائي و ينتقده علميا .