ارتفعت أسعار الخضر واللحوم البيضاء بشكل كبير خلال 48 ساعة الأخيرة بولاية قسنطينة، وهي قفزة سجلت بالموازاة مع ارتفاع في مختلف المواد الغذائية، حيث وصل سعر البطاطا إلى 80 دينارا وهو مرشح للصعود أكثر في ظل الزوابع الرملية التي تعرفها ولاية وادي سوف، في حين تراوح ثمن الكيلوغرام من الدجاج بين 350 و360 دينارا بأسواق التجزئة. و وقفت النصر خلال اليومين الأخيرين على ارتفاع كبير في أسعار الخضر عبر مختلف أسواق التجزئة بمدينتي قسنطينة وعلي منجلي، حيث قفز ثمن البطاطا واسعة الاستهلاك من 50 إلى 80 دينارا، فيما وصل بسوق الجملة إلى 65 دينارا، كما ارتفع سعر الطماطم إلى حدود 90 دينارا، إذ كان لا يتجاوز 45 دينارا قبل أسبوع فقط، وأبدى مواطنون وحتى تجار استياءهم الشديد من هذا الارتفاع المفاجئ. و وصلت أسعار البصل إلى 85 دينارا إذ كانت لا تتجاوز 50 دينارا في أسوأ الأحوال، أما الخس فقد تراوح ثمنه بين 100 و 120 دينارا كما ارتفع سعر «الجريوات» من 100 إلى 160 دينارا وتجاوز «القرنون» 120 دينارا حيث كان سعره قبل أسبوع لا يتخطى 60 دينارا، أما البروكلي فقد سجل ارتفاعا طفيفا بوصول ثمنه إلى 120 دينارا كما قفز سعر الفاصوليا الخضراء من 300 إلى 400 دينار. وعبر تجار تجزئة، عن استيائهم الشديد من وضعية السوق، حيث اشتكوا من تراجع النشاط خلال الفترة الأخيرة فقد عزف الزبائن عن اقتناء مختلف السلع، كما حملوا المسؤولية لتجار الجملة والفلاحين، مشيرين إلى أن نسبة الزيادات المسجلة تتراوح بين 90 إلى 150 بالمئة في مختلف السلع. وذكر أحد التجار، أنه وبعد ارتفاع سعر البطاطا بالسوق فإن الكثير من المستهلكين توقفوا عن اقتناء بقية الخضر، كما لفت إلى أن الجميع يجهل الأسباب التي تسببت في هذا الوضع، في حين لاحظنا أن الكثير من المواطنين يستغربون الأسعار المشهرة ويغادرون قبل رؤيتها قبل أن يعمد تجار بعدة أسواق إلى إزالة وسم الأسعار وذلك لتفادي نفور الزبون. سعر شرائح الدجاج يرتفع بأكثر من 200 دينار كما عرفت أسعار اللحوم البيضاء، ارتفاعا قياسيا بعد استقرار دام لأشهر، حيث تراوح ثمن الكيلوغرام من الدجاج بين 350 و 360 دينارا، في حين كان لا يتجاوز 290 دينارا قبل أسبوع فقط، فيما قفزت أسعار شرائح الدجاج من 500 دينار إلى حدود 700 دينار بعد أن سجلت في الجملة ارتفاعا بأزيد من 200 دينار في ظرف 24 ساعة. وأكد أصحاب محلات قصابة، أنه سجل عزوف كبير عن اقتناء اللحوم البيضاء بسبب الارتفاع في الأسعار، مشيرين إلى وجود ندرة مفتعلة تسببت، مثلما قالوا، في هذا الأمر، كما تجدر الإشارة إلى أن قسنطينة تعد ولاية رائدة في إنتاج اللحوم البيضاء. وأوضح رئيس فدرالية تجار الجملة بقسنطينة، عمار بوحلايس، أن سوء الأحوال الجوية وتسجيل زوابع رملية على مستوى ولاية وادي سوف قد تسبب في عدم جني محصول البطاطا طيلة الأيام الأخيرة وهو وضع سيستمر طيلة الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن الفلاحين استغلوا الوضع القائم إذ تم بيع الكيلوغرام عند الفلاح بأسعار وصلت إلى 60 دينارا. وأشار المتحدث، إلى أن أصحاب غرف التبريد لهم دور كبير في الأزمة المسجلة، إذ ما يزالون إلى اليوم يخزنون كميات كبيرة من البطاطا، بعد أن اشتروها سابقا بمبالغ تتراوح بين 25 و 32 دينارا، حيث من المنتظر أن يتم إنزالها إلى الأسواق وبيعها بأثمان مضاعفة تكون أقل مما هو متداول حاليا لكنها تمنح لهم أرباحا كبيرة رغم أن هذه الفئة، كما قال، تتلقى دعما ماليا من الدولة عن تخزين كل كيلوغرام . وأشار محدثنا، إلى أن الارتفاع المسجل في البطاطا صاحبه ارتفاع في كل الخضر وهو وضع بحسب محدثنا غير مقبول، داعيا السلطات إلى التدخل لتنظيم السوق والقضاء على الوسطاء مع تقديم الدعم للفلاح مباشرة بدل أصحاب غرف التبريد، كما أكد أن الوقت حان لضخ الكميات المخزنة في غرف التبريد لتغطية العجز المسجل شهر مارس، في انتظار جني محاصيل الولايات الغربية وبعض المناطق الشرقية قبل شهر رمضان المقبل. وأوضح مربي دواجن، أن الزيادة في أسعار اللحوم البيضاء كانت متوقعة، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وسيطرة كبار المستوردين على السوق، حيث قال إن الكثير من المربين توقفوا عن النشاط بسبب الخسائر التي تعرضوا لها وهو ما تسبب في تراجع الإنتاج، محذرا من تواصل الارتفاع إلى غاية شهر رمضان.