بلغ سعر اللحوم البيضاء، أمس، أعلى معدلاته بالإضافة إلى نقص كميته عبر الأسواق الوطنية، في الوقت الذي سجلت أسعار بعض الخضر ارتفاعا واضحا، على غرار الكوسة التي وصلت 160 دينار للكيلوغرام والخس 120 دينار. مكنتنا الجولة التي قادتنا، أمس، لبعض أسواق العاصمة مثل سوق الأبيار وعلي ملاح و«ميسوني” من الوقوف على الارتفاع الذي عرفته معظم المواد الغذائية على رأسها الخضر والفواكه، بالإضافة إلى أسعار اللحوم البيضاء التي باتت حديث العام والخاص، خاصة أنه تزامن مع مناسبة المولد النبوي الشريف الذي يسجل إقبالا على هذا النوع من اللحوم. وقد قفز سعر الدجاج إلى 400 دينار للكيلو غرام الواحد، في حين تراوح ثمن دجاجة متوسطة بين 750 و860 دينار، وهو السعر الذي اعتبره المواطنون المترددون على محلات بيع الدواجن ب«غير المعقول”، حيث ذكر من وجدناهم بهذه الأخيرة أنه لولا أن مناسبة المولد النبوي تضطرهم لاقتنائه لإعداد أطباق تقليدية كالرشة والشخشوخة لاستغنوا عنه كون سعره الحالي لا يتماشى ومدخول المواطن البسيط، في الوقت الذي برر بائعوه هذا الارتفاع بكونهم اشتروه بسعر مرتفع بأسواق الجملة، لأنه يشهد ارتفاعا خلال الفترة الأخيرة. الارتفاع نفسه سجلته أسعار الخضر والفواكه، فبعض الخضر بدا سعرها معقولا كالبطاطا التي نزل سعرها إلى 30 دينارا، فيما استقر سعر الجزر واللفت والطماطم باعتبارها من الخضر الموسمية عند سعر 60 دينارا، إلا أن هناك أنواعا أخرى عرفت ارتفاعا واضحا كالخس الذي وصل 120 دينار والكوسة ”القرعة” 160 دينار، فيما بلغ سعر الفلفل 150 دينار. وفي ردها على هذه الزيادات، أكد المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الفلاحة، محمد زروقي، ل«الخبر”، أن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء التي تجاوزت 20 بالمائة يعود لعدة أسباب، على رأسها ارتفاع سعر الكتكوت الذي تراوح بين 60 و70 دينارا، بعد أن كان بين 30 و40 دينارا، كما ارتفع سعر علف الدواجن ليصل إلى 4600 دينار للقنطار الواحد بعد أن كان 4460 دينار في الثلاثي الأول من سنة 2015، ناهيك عن مناسبتي المولد ونهاية السنة اللتين تشهدان إقبالا واسعا على اقتناء هذه المادة. ولم يخف المتحدث وجود مضاربة استغلت الوضع لرفع الأسعار إلى أعلى معدلاتها، واستغلال حاجة المواطن لهذه المادة في مناسبة المولد النبوي، التي لا يمكنه الاستغناء عنها. أما رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، فقد أكد أن أسعار كل المواد الغذائية ارتفعت ب15 بالمائة بين بداية السنة الجارية ونهايتها، أما الارتفاع الحالي فسببه أن كميات هائلة من الخضر واللحوم اقتنتها الفنادق والمطاعم الوطنية تحضيرا لاحتفالات رأس السنة، وكذا تزويد المستشفيات والمدارس والجامعات، ما أدى إلى نقصها عبر الأسواق، خاصة مع تراجع العرض الناتج عن الجفاف المسجل ونقص غرف التبريد لتخزين الخضر.