أدانت، أمس، هيئة محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، متهما بجناية الضرب و الجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة و يتعلق الأمر بالمدعو (م. س) 37 سنة عاقبته ب3 سنوات حبسا، منها 18 شهرا سجنا نافذا و18 شهرا موقوفة التنفيذ، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق الجاني. القضية ترجع إلى تاريخ 24 جويلية 2019، عندما دخل المتهم الأصغر وسط أفراد عائلته في نزاع حاد مع شقيقه الأكبر الضحية في القضية المسمى (م.ش)، وتخلل النزاع ملاسنات حادة داخل بيت عائلة طرفي القضية، بنهج زيدوني عمارة بعين البيضاء، حاولت فيه والدة الشقيقين تهدئة الأوضاع، دون جدوى، بعد أن دخل الشقيقان في اشتباك بالأيدي، تعرض فيه الضحية لضربة خطيرة على مستوى عينه اليسرى، ليعود أدراجه لمنزله بنهج حركات، حتى قدوم شقيقته (م. ل) التي نقلته لمصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح المحلي، ليحول الضحية لعيادة خاصة مختصة في طب العيون، ثم ينقل بعدها للمستشفى الجامعي بقسنطينة، أين أجريت له عملية جراحية، وفقد نتيجة الضربة التي تلقاها إبصار عينه اليسرى. الضحية و عند مغادرته المستشفى، تقدم بشكوى أمام مصالح أمن دائرة عين البيضاء، التي فتحت تحقيقا في القضية، التي كانت فيها والدة الشابين رفقة شقيقتهما متهمتان هما كذلك في القضية، وتوصلت غرفة الاتهام لاتخاذ قرار بألا وجه للمتابعة في حقهما، وتم إخضاع الضحية لخبرة قضائية، انتهت بالتأكيد على أن الضحية تلقى ضربة على عينه اليسرى، سببت له عجزا جزئيا دائما بنسبة 50 بالمائة و أحدثت له عاهة مستديمة، في الوقت الذي تم فيه كذلك إجراء خبرة طبية مختصة، أكدت بأن الضحية تعرض لاعتداء جسماني، تلقى خلالها ضربة أصابت قرنية عينه اليسرى و سببت له كسرا في النظر و عجزا جزئيا دائما بنسبة 50 بالمائة و أكد الطبيب الشرعي، على أن الضحية يبلغ عجزه نسبة 40 بالمائة، ناجم عن تعرضه لاعتداء. و كان المتهم في حالة فرار و هو الذي صدر في حقه أمر بالقبض، مشيرا إلى أن والدته طلبت منه العودة لمكان عمله بحاسي مسعود، وتفادي أية تطورات قد تحدث، بسبب خلافه مع شقيقه الأكبر، لتعلمه والدته بعد 3 أشهر، بأن عناصر الشرطة تبحث عنه، مشيرا إلى أنه كان يوم الوقائع في حالة دفاع عن النفس، بعد أن تهجم عليه شقيقه، نتيجة خلاف حول استغلال محل جزء من إرث تركه والده و أنكر الجاني طعنه لشقيقه بآلة حادة مصيبا إياه في إحدى عينيه، مضيفا بأن شقيقه مصاب بمرض في عينيه و معتاد على تلقي العلاج على مستواهما، مضيفا بأن شقيقه هو من بادر بالاعتداء على شقيقته التي تعمل أستاذة وعلى والدته. من جهته فند الضحية وجود خلاف بينه وبين أفراد عائلته، مبينا بأنه باشر أشغال ترميم محل في منزل والده قبل شهرين ونصف، وكلما مر عليه شقيقه تلفظ بعبارات مسيئة، وأخرى لا يفهمها، ليتطور الخلاف إلى اعتدائه عليه بالضرب، موجها له ضربة بآلة حادة، واعترف الضحية بتلقيه العلاج على عينيه، وإجرائه عمليتين جراحيتين بالليزر، أما والدة الشقيقين المتخاصمين، فأشارت بأن ابنها الضحية هو من بادر بإثارة الخلاف، وقام بطرد مؤجر المحل الذي أوصى به والده المتوفى لشقيقاته اللاتي يعانين مع أزواجهن ظروفا اجتماعية مزرية و قام بعدها بأخذ مبلغ 30 مليون سنتيم و استقدم بناء و باشر أشغال الترميم، بهدف استغلال المحل لصالحه و هو ما أثار حفيظة بقية أفراد العائلة.