تحرشات جنسية، تصفية حسابات، سرقات واعتداءات، تطبق تحت التهديد والتنفيذ بكلمة سر يطلق عليها محترفو الإجرام وخريجو السجون "التسواك"، مصطلح غريب المراد به تشويه الوجه الجمالي للشخص، باستعمال شفرات حلاقة، كيتور، بيستوري، سكين، أو آلة حادة، قد تضع حدا لحياة المعتدى عليه، أو تدخله في دوامة الخجل والانطواء طوال حياته، بفعل طول الضربة التي تصل من 7 إلى 16 سنتمترا وبعمق يفوق الواحد سنتيم. تعرف الأحياء الشعبية انتشارا رهيبا لظاهرة "التسواك، أو مبرافلي" على غرار باب الوادي، باش جراح، الحراش، لمونطان، بلكور، القصبة وغيرها، المتورطون في مثل هذه القضايا أغلبهم شبان ومراهقون، احترفوا الإجرام وتفننوا في رسم "وشام" على وجوه الضحايا باستعمال الأسلحة البيضاء، بسبب خلافات ونزاعات تخلف ورائها أضرارا جسيمة بالمجني عليهم، بإحداث عاهات مستديمة جسديا تصل أحيانا إلى بتر أعضاء حساسة في الجسم أو القتل، "الشروق اليومي" أرادت أن تنقل شهادات حية ومعاناة المواطنين المتوافدين على المحاكم لتحصيل حقوقهم وفقا للقانون، الذي حسب بعضهم لا يكفل لهم التعويضات المناسبة حتى لإجراء عملية جراحية. يوشم وجهها ب"كيتور" للاستيلاء على سيارتها الفاخرة لم تتوقع شابة في مقتبل العمر أن مسار حياتها سيتغير، على يد مسبوق قضائيا الذي ترصد لها وأقدم على تشويه وجهها الجمالي باستعمال "كيتور"، ليترك وشمة على وجهها امتدت إلى رقبتها، وعن تفاصيل الحادثة المؤلمة التي تعود إلى يوم 25 سبتمبر 2012 حين قصدت الضحية سيارتها لتتفاجأ بوجود شخص مجهول بداخلها، وحين اقتربت للاستفسار عن الأمر تعرضت لهجوم عنيف من قبل الجاني. واتضح لدى عرض المتهم أمام محكمة بئر مراد رايس، المتابع بجنحة الضرب والجرج العمدي بالسلاح الأبيض ومحاولة القتل، أنه أراد الاستيلاء على سيارتها الفاخرة من نوع "بيام دوبلوفي" للانتقام من شقيقها، حيث وجه للضحية ضربة على مستوى الوجه وطعنات خنجر في مناطق متفرقة من جسمها ولاذ بالفرار، إذ تم توقيفه من قبل أبناء الحي وسلّموه مصالح الأمن، لكن المؤلم أن الضحية أصيبت بشلل نصفي للجهة اليسرى من جسمها، حيث طالب دفاعها بتعيين خبير لفحصها وتعيين الضرر، غير أن العدالة اكتفت بمنحها تعويض بقيمة 15 مليون سنتيم. ينتقم من شقيقه بشفرة حلاقة بسبب مفاتيح الشقة والتركة من المؤسف أن تحصل الخلافات بين أفراد العائلة الواحدة وتصل إلى أروقة المحاكم، مثلما حدث مع الإخوة الثلاثة الذين اختلفوا حول مفاتيح منزل ورثوه عن والدتهم، حيث اشتد الخلاف نتيجة رفض شقيقهم الأكبر منحهم مفاتيح الشقة، ليترصد له أحد أشقائه بمحطة الحافلات على مستوى باب الوادي، ويقدم على فتح وجهه باستعمال شفرة حلاقة، حيث منحت له شهادة طبية لمدة 20 يوما نتيجة الإصابة البليغة، واعتبر الجاني الوشم الذي تركه على خد شقيقه توقيعا ليتذكر انه ليس الوارث الوحيد للعائلة، ليتابع المتهم بجنحة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، حيث قررت هيئة محكمة سيدي أمحمد تعيين خبير لفحص الضحية مع إلزام الجاني بدفع غرامة مالية بقيمة 150 ألف دينار.
معوق يشوه وجه تاجر لمنعه من حضور مباراة كوت ديفوار الجزائر بمقهى قضية الحال بطلها معوق بنسبة 60 بالمائة، ارتكب جنحة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض مع إحداث عاهة مستديمة للضحية والتي طالت تاجرا في العقد الثالث من عمره، وعن تداعيات القضية التي تعود إلى تاريخ 24 جانفي 2010 والتي تزامنت مع اللقاء الكروي الذي جمع كلا من الفريق الوطني الجزائري ونظيره الإيفواري، في إطار مباريات كأس إفريقيا للأمم، ووقع في أحد المقاهي بالحراش، حيث حاول المتهم مشاهدة المباراة، ولكنه أقدم على إثارة الفوضى، إذ بدأ يتلفظ بكلام بذيء، ما جعل الضحية يحاول إسكاته، وهو ما أدى إلى نشوب شجار عنيف بينهما، وهنا أخرج المتهم المعوق بنسبة 60 بالمائة شفرة حلاقة من بين أصابعه وركض نحو الضحية موجها له ضربة من الخلف ما استدعى نقله إلى المستشفى بمصلحة الاستعجالات، حيث تم خياطة الجرح ب 15 غرزة. وقد صرح المتهم أثناء الاستجواب بأن الضحية حاول طرده من المقهى، الأمر الذي جعله يضربه بقارورة مشروب غازي، نافيا استعمال شفرة الحلاقة، وبالرغم من الأضرار المترتبة اكتفى النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر بالمطالبة بتطبيق القانون، دون أي تعويض مادي.
يشوه وجه فتاة لأنها رفضت الزواج منه بسبب سمعته السيئة وقائع قضية خطيرة حطمت مستقبل فتاة في مقتبل العمر، بعد أن أقدم المتهم على تشويه وجهها لأنها رفضت الارتباط به، حيث مثل المتهم لمواجهة جرم الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، وبالرجوع الى تفاصيل الحادثة التي تعود إلى بداية شهر ماي الماضي، حين تقدمت الضحية رفقة والدها إلى مركز الأمن للإبلاغ عن تعرضها لعميلة اعتداء على يد المدعو "ف.م"، الذي قام بضربها بواسطة شفرة حلاقة على مستوى الخد الأيمن وسلمت لها شهادة طبية تثبت عجزها لمدة 60 يوما. وعليه تحركت مصالح الأمن لإلقاء القبض على المتهم الذي حاول التنصل من المسؤولية الجزائية، حيث أصرت الضحية على اتهامه على خلفية العلاقة التي كانت بينهما بعد أن أبدى نيته في خطبتها، غير أنه وعندما تقدم لطلب يدها من أهلها رفضوا بسبب سمعته السيئة في الحي وذلك لأنه يتعاطى المخدرات، لكنه لم يقتنع بالأمر وبقي يلاحق الفتاة ويضايقها عن طريق الهاتف ما جعلها تغير رقمها غير أنه تحصل عليه وبعث لها برسالة تهديد يوما قبل الحادثة، وبتاريخ 1 ماي عندما كانت الفتاة في طريقها إلى العمل ترصد لها واعترض طريقها، إذ طلب منها التحدث إليه بالقوة لكنها رفضت بشدة عندها ضربها بيده في خدها وفر هاربا، وأكملت هي سيرها إلى أن أحست بحرارة في خدها الأيمن لتتفاجأ بالدم يسيل من وجهها، حيث تم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى. شاهد في قضية مخدرات يتحول إلى ضحية بعد تشويه وجهه تعرض شاب في مقتبل العمر، إلى عدة تشوهات على مستوى الوجه والرقبة من طرف مسبوقين قضائيا، ترصدوا لتحركاته بعد خروجهم من السجن كونه أدلى بشهادة ضدهم قضوا لأجلها عقوبة 12 سنة سجنا نافذا في قضية المتاجرة بالمخدرات، ولدى محاكمتهم استفاد الضحية بتعويض قدره 300 ألف دينار.
رياضي يشج رأس جاره "بكيتور" لأن خاله يتحرش بشقيقته القاصر تقدم شاب بشكوى لدى الضبطية القضائية، تضمن فحواها تعرضه لاعتداء خطير من قبل جاره رياضي يقاربه سنا، استخدم فيه أداة حادة من نوع "كيتور" وضربه بها مرتين الأولى في مقدمة الرأس فوق الحاجبين والثانية في منتصف الرأس، واستفاد من عجز عن العمل قدره الطبيب الشرعي ب15 يوما، ليحال على المحاكمة بجنحة الضرب والجرح العمدي، وتكتفي المحكمة بطلب تعيين خبير وتعويض مؤقت بقيمة 200 ألف دينار.
المحامي بهلولي ابراهيم في تصريح ل"الشروق" عقوبات تصل إلى المؤبد إذا ارتكبت جريمة قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد كشف بهلولي إبراهيم محام معتمد بمجلس قضاء الجزائر والمحكمة العليا، أن أشكال الجريمة تطورت في السنوات الأخيرة، من حيث الأساليب ولغة التواصل الشائعة، حيث بات مصطلح "التسواك" يتردد بصفة كبيرة في الأحياء الشعبية القديمة وبؤر الإجرام. وأكد بهلولي في اتصال هاتفي ب"الشروق اليومي" أن أعمال العنف العمدية يقابلها القتل العمدي والقتل مع سبق الإصرار والترصد، وهذا يتجلى من خلال القسم الأول من قانون العقوبات والجرائم والجنايات، وأشار المتحدث إلى المادة 264 التي تتضمن أعمال العنف العمدية المقررة والمرتكبة ضد أي شخص والتي منحها المشرع الجزائري عقوبة "كل من أحدث عمدا جروحا للغير أو ضربة أو ارتكب أي عمل آخر من أعمال العنف، يعاقب من شهر إلى 5 سنوات حبسا نافذا ومن غرامة من 500 إلى 10 آلاف دينار". وقال المحامي بهلولي إن أعمال العنف يمكن أن تكون شهادة العجز فوق 15 يوما، ويقدر الضرر والتعويض، إذا كان العنف يترتب عنه بتر أحد الأعضاء، يتم تكييف القضية إلى جناية وتكون العقوبة من 5 إلى 15 سنة سجنا نافذا، وإذا أدى إلى الوفاة تكيف جناية من السجن المؤقت من 10 إلى 20 سنة. وعرج المحامي بهلولي في سياق حديثه إلى المادة 265 من قانون العقوبات والتي تنص على أن العنف المقترن بالضرب أو الاعتداءات الأخرى، ولم يؤد إلى مرض أو عجز كلي لمدة تجاوز 15 يوما مع سبق الإصرار والترصد أو حمل الأسلحة فيعاقب بالحبس من شهرين إلى 5 سنوات حبسا وبغرامة من 500 إلى 10 آلاف دينار، وتنص المادة على أنه إذا كان الضرب عمديا مع سبق الإصرار والترصد وأدى للوفاة، فتكون العقوبة السجن المؤبد، مضيفا أن المشرع منح العقوبة بدون تشديد إلا في بعض الحالات التي تؤدي إلى عاهات مستديمة، أو في حال حمل شفرات الحلاقة لجراثيم تؤدي إلى تفاقم الأضرار.
القضاة أغفلوا التعويضات ولابد من أخذ الخبرة على سبيل الاستدلال والاستئناس وأقر ذات المتحدث أن التعويضات المحددة لضحايا، خاضعة لتقرير القضاة، بناء على الملفات الطبية وطلبات الضحايا في تعيين خبير لفحصهم، ولم يخف محدثنا أن التعويضات الممنوحة للضحايا لا تكون بحجم الضرر ولا تتناسب والضرر الذي يلحق بالضحية، خاصة الضرر المعنوي من حيث التشوهات وتكاليف العملية الجراحية التي تتطلب أموالا باهظة، مؤكد أن تقارير الخبراء تكون محل رفض ليطلب القاضي خبرة مضادة. ودعا بهلولي القضاة إلى أخذ الخبرة على سبيل الاستدلال والاستئناس، منتقدا عمل بعض القضاة الذين يأخذون بالأضرار التي يحددها الخبير، ويغفلون التعويضات المادية والمعنوية بالرغم من امتلاكهم السلطة التقديرية.