رسّمت مخلفات الجولة الثامنة لبطولة الرابطة الثانية لكرة القدم، التي جرت مبارياتها أول أمس، المعالم الأولية لدائرة التنافس، سواء من أجل انتزاع تأشيرة الصعود إلى حظيرة النخبة، أو السعي لتفادي التدحرج إلى قسم ما بين الرابطات، وذلك بعد «الغربلة» التي أفرزتها هذه المحطة، قبل ثلاث جولات من إسدال الستار على مرحلة الذهاب، لأن انقسام سلم الترتيب إلى كوكبتين وضّح الرؤية أكثر بشأن قائمة الطامحين للصعود، بينما تبقى معطيات القاعدة الخلفية معقدة، لأن سقوط ثلث تركيبة الفوج يجعل هذا الشبح يتربّص بأزيد من نصف عدد الفرق. وحافظ اتحاد عنابة على مركزه الريادي، بفضل الانتصار الثمين والصعب الذي أحرزه على حساب الضيف نادي التلاغمة، حيث ظل أبناء «بونة» أوفياء لعادتهم، فكان الهدف الوحيد الذي وقعه يوسف الهواري من ضربة جزاء في منتصف الأول كافيا لطمأنتهم على النقاط الثلاث، ليواصل «الطلبة» التربع على عرش الصدارة، من دون تجرع طعم الهزيمة، وبدفاع يبقى صامدا للمباراة الرابعة تواليا، في انتظار القمة «الحاسمة» التي ستكون يوم الثلاثاء القادم بأم البواقي، عند النزول في ضيافة اتحاد الشاوية، لأن أبناء «سيدي رغيس» شددوا الخناق على الرائد، عقب النجاح في العودة بكامل الزاد من الخروب، في قمة أثبت من خلالها الإتحاد على أنه يجيد التفاوض خارج الديار، وثنائية شعنان وبلقاضي، صنعت الفوز الثاني لأشبال زكري في سفرياتهم، مما نصبهم في برج المراقبة، متأخرين بخطوة واحدة عن القائد الحالي للقافلة. انفراد اتحاد الشاوية بمركز الوصافة، جاء في أعقاب اكتفاء هلال شلغوم العيد بنقطة وحيدة، من السفرية التي قادته إلى باتنة، أين اقتسم الزاد مع الشباب المحلي، في قمة النقيضين، والتي كان فيها «الكاب» سباقا للتهديف بواسطة بوخليفة، لكن رد فعل أبناء «الشاطو» كان قويا في الشوط الثاني، وعدلوا النتيجة عن طريق يدادان من ضربة جزاء، ليواصل الهلال التموقع ضمن كوكبة الصدارة، من دون خسارة للجولة السادسة على التوالي. إلى ذلك، فقد تعطل قطار مولودية قسنطينة عن حصد النقاط بمحطة حمّام عمار بخنشلة، في قمة حسمها أهل الدار في الأنفاس الأخيرة، بهدف أمضاه سامر، كان كافيا لصنع الفوز الثالث تواليا لفريقه، نصّب بفضله «الخناشلة» في الصف الرابع. باقي المباريات، كانت لنتائجها انعكاسات على مستوى القاعدة الخلفية، لأن انهزام نادي التلاغمة بعنابة، أبقى رصيده متجمدا للجولة الثانية تواليا، ليتمركز وسط الكوكبة، بينما صنع دفاع تاجنانت الحدث على طريقته الخاصة، بتلقي الهزيمة الثالثة في عقر الديار منذ بداية الموسم الحالي، وكان ذلك على يد مولودية باتنة، حيث انتفضت «البوبية» في أول خرجة لها تحت قيادة المدرب بلعريبي، وتمكنت من العودة بكامل الزاد، بثلاثية افتتحها بهلول وعززها غضبان بهدفين، لتلتحق بقائمة الفرق التي نجحت في انتزاع الفوز خارج القواعد، ولو أن «استفاقة» مولودية باتنة أدخلت «التاجنانتية» نفقا مظلما، لأن هذا الإنهزام أكد على أن أوضاع «الدياربيتي» ليست على ما يرام، ورحلة تفادي السقوط ستكون في غاية الصعوبة. من جهة أخرى، تخلصت مولودية العلمة من الفانوس الأحمر، عقب تخطيها عقبة الضيف شباب أولاد جلال، بهدف وحيد سجله بودوخة كان وزنه الفوز الثاني للمولودية هذا الموسم، والذي جعل «البابية» تسلم مشعل حراسة القافلة من الخلف لجمعية الخروب، لأن «لايسكا» أثبتت عجزها عن مسايرة الركب، بانهزامها داخل القواعد أمام اتحاد الشاوية، وهي الهزيمة الثانية للجمعية بالخروب، مما جمد رصيدها للجولة الثالثة على التوالي، في الوقت الذي تجسّدت فيه معاناة شباب باتنة بتعادله في عقر الديار، ليتدحرج إلى المركز ما قبل الأخير.