شيعت مدينة بئر العاتر في ولاية تبسة، أمس، جثمان ضابط جيش التحرير الوطني و رئيس بلدية بئر العاتر لعهدتين، المجاهد «محمد بن عمارة باهي»، إلى مثواه الأخير بمقبرة المدينة. ولد الفقيد عام 1924 ببحيرة الأرنب جنوبتبسة و لما بلغ سن 14 التحق بالمسجد العتيق بمدينة بئر العاتر، أين حفظ عددا من سور القرآن الكريم و تشاء الأقدار أن يفقد والده سنة 1945، فتولى مسؤولية العائلة و هو مازال في بداية مرحلة الشباب و رغم صغر سنه، إلا أنه ساهم في نشاط الحركة الوطنية آنذاك، كما ساهم بمبالغ مالية في إطار التحضير للثورة رفقة جيلاني السوفي الذي لقي ربه بعد ذلك شهيدا. انطلق المجاهد محمد بن عمارة في أداء دوره في صفوف الثورة و كانت البداية في سنة 1955، حيث التحق بصفوف الثورة، بعد الاتصال بالشهيد البطل شيحاني بشير رفقة 42 مجاهدا بمنطقة مسحالة الواقعة بوادي هلال قرب الجبل الأبيض و قد حث شيحاني رفقاء المجاهد بن عمارة على مواجهة العدو و زيادة عدد المجاهدين و ظل هذا المجاهد يشارك في كل المعارك و المواجهات التي اندلعت أثناء الثورة عبر الحدود الشرقية و منها منطقة الحوية و معارك جبل غيفوف و زريف، التي استشهد فيها 13 مجاهدا و تم إسقاط طائرة حربية محملة بالسلاح في منطقة الشبيكة فوق التراب التونسي و في سنة 1959 تحول نشاطه إلى التدريب رفقة 68 مجاهدا إلى الكاف التونسية، حيث مكث هناك 9 أشهر مكنتهم من تلقي تكوين عسكري ومع سنة 1960، عين نائبا في الفيلق الذي كان به 800 مجاهد و ذلك بمنطقة وادي السدرة "بالقالة" برتبة ملازم أول إلى غاية 19 مارس 1962 ذكرى توقيف القتال. الفقيد و بعد عودته إلى مدينة بئر العاتر، شارك في الانتخابات المحلية و فاز برئاسة البلدية لعهدتين 1980 و أصبح عضوا بذات البلدية من عام 1980 إلى 1985، ثم عين منسقا للمقاومين في مارس 1997 إلى غاية استتباب الأمن، كما كان من أعيان الولاية الذين يشاركون في مجالس الصلح داخلها و خارجها.