أحدثت إشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تهافتا كبيرا على اقتناء مادة السميد بقسنطينة والمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث نفدت كميات كبيرة صبيحة أمس، وسط مضاربة من طرف تجار الجملة و التجزئة، فيما تشكلت طوابير أمام المحلات و وجد مواطنون صعوبة في الظفر بكيس واحد. وعادت صور التهافت والطوابير فجأة أمام محلات بيع مادة السميد، مثلما كان، عليه الأمر في بداية الجائحة، حيث سارع الآلاف من المواطنين صبيحة أمس، إلى محلات البيع بالتجزئة والجملة لشراء هذه المادة، في الوقت الذي كانت فيه متوفرة وبكثرة ليلة أمس الأول عبر مختلف الواجهات التجارية. وبدأت الإشاعات في الظهور ليلة أمس الأول، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاحظنا من خلال تتبعنا لأحد مصادرها أن أول منشور حول الندرة قد عرض من حساب لشخص مجهول في الساعة التاسعة ونصف مساء، قبل أن يتم تداوله على نطاق واسع بمختلف المجموعات، في حين ذكر لنا تجار ومواطنون أن أشخاصا قدموا مساء أمس الأول، من بلديات ولاية ميلة المجاورة واقتنوا كميات من محلات ابن زياد وحتى حامة بوزيان، قبل أن ينتشر الخبر كالبرق في تلك الليلة. وبالمقاطعة الإدارية علي منجلي، كان كل شيء عاديا ليلة أمس الأول، قبل أن يستيقظ سكان المدينة على مشاهد الطوابير والتدافع أمام المحلات بالوحدة الجوارية 6، فيما سجل ازدحام مروري كبير وتشكل طوابير فوضوية، وسط تهافت وتدافع كبيرين من طرف مواطنين اقتنوا كميات كبيرة ومنهم حتى من اشترى 4 أكياس دفعة واحدة. و وفق ما وقفنا عليه فإن سعر الكيس بوزن 10 كليوغرامات قد وصل إلى 650 ألف دينار في حين أن سعره المقنن لا يتجاوز 400 دينار، أما ثمن كيس 5 كيلوغرامات فقد ارتفع إلى 400 دينار، فيما بلغ ثمن كيس 25 كيلوغراما إلى 1500 دينار لدى بعض العلامات، وهو ما أثار استياء المواطنين علما أن سعره المقنن لا يتجاوز ألف دينار، فيما أكد لنا تاجر أن المادة متوفرة وأنه سيجلب كميات أخرى مشيرا إلى أنه لم يتوقع هذا الإقبال المفاجئ. وبحي وادي الحد بقسنطينة، سارع المئات من المواطنين إلى محلات البيع بالجملة والتجزئة لاقتناء مادة السميد، حيث سجلت حالة كبرى من الفوضى بالمكان إذ عرف ازدحاما كبيرا بسبب قدوم عدد كبير من الشاحنات لاقتناء السميد استغلالا للوضع المسجل، إذ أكد لنا تجار تجزئة أن ما سيشترونه قد دٌفع ثمنه مسبقا من طرف زبائن لديهم، فيما لاحظنا أن مخازن البيع بالجملة كانت ممتلئة عن آخرها. وتشكلت طوابير أمام محلات بيع الجملة، غير أن البائعين رفضوا البيع بالتجزئة، علما أن سعر الكيس ذو 25 كيلوغراما في الجملة قد وصل إلى 1050 دينارا، فيما سارعت الجمعيات الخيرية التي تعد لقفة رمضان إلى اقتناء المادة مخافة نفادها من المحلات، فقد أخبرنا أحد رؤساء الجمعيات المسجدية أنه كان مقررا اقتناء السميد قبل يومين من شهر رمضان وتوزيع القفة ليلة الشك، غير أن الإشاعة دفعتهم إلى التوجه نحو محلات الجملة. ولاحظنا وجود العشرات من الشاحنات التي قدمت من مختلف أحياء المدينة وحتى من بلديات لولاية مجاورة، حيث مُلئت عن آخرها في دقائق في حين وقفنا قبل مغادرتنا على نفاد كميات كبيرة من أحد المخازن في ظرف قياسي بعد أن تم بيع محتواها لتجار التجزئة، فيما ذكر بائع جملة أن المادة متوفرة وبكثرة لدى المطاحن ومختلف المتعاملين ولا داعي للتهافت أو القلق، مشيرا إلى أنه يسوق سلعته باستعمال الفاتورة تفاديا للمضاربة. وأوضح المكلف بالإدارة والمالية على مستوى اتحاد التجار بقسنطينة، بوقرن عبد العزيز، أن التنظيم أجرى خرجة ميدانية على مستوى العديد من المخازن الكبرى بحامة بوزيان و وقف على وجود كميات كبيرة تكفي لأشهر، مشيرا إلى أن ما سجل أمس لا يعدو كونه مجرد إشاعات تسببت في تهافت وصفه بغير المعقول. لقمان/ق