تشهد المدن والتجمعات السكنية الكبرى لولاية جيجل إنتشارا كبيرا للمفارغ العشوائية عبر الشوارع والأحياء متسببة في ظهور أمراض صحية وبيئية مشوهة للنسيج العمراني. هذه الظاهرة مرشحة الإنتشار أكثر الواسع ما لم يتم التعجيل في إنهاء أشغال إنجاز مراكز الردم التقني للنفايات الثلاثة والتي انطلقت الأشغال بها سنة 2006. ورغم مرور خمس سنوات فإنها مازالت بعيدة عن تقديم الخدمة التي وجدت من أجلها حيث أن مشروع مركز الردم بجيجل الذي بدأ إستغلاله جزئيا شهر نوفمبر 2008 مازال لم يكتمل بعد أن أحيط بسياج لكن مشكل توفير الهيكل الخاص بعملية فرز النفايات الذي يعد أكثر من الضروري لم يتم تسجيله بعد حسب تقرير لجنة الصحة والبيئة والإطار المعيشي بالمجلس الشعبي الولائي والأخطر من ذلك حسب ذات المصدر فإن السوائل السامة المشبعة بالمعادن الثقيلة تتسرب وتختلط بعد عملية الرص بالمياه الجوفية بدلا من توجيهها إلى محطة المعالجة وبذلك فهي تشكل خطرا صحيا على مستهلكي المياه سكان المناطق المجاورة للمركز، فضلا عن مشكل عدم وجود الهيكل الخاص بفرز النفايات ونقص العتاد والتجهيزات الضرورية وعدم وجود الأتربة الخاصة بالرصاص بالكمية المطلوبة، أما مركز الردم التقني بالميلية الذي يغطي بلديات سيدي معروف والسطارة والعنصر وخيري واد عجول، الجمعة بني حبيبي والميلية فهو الآخر يعاني من عدة مشاكل منها عدم انتهاء الأشغال به رغم أن عملية الإنجاز انطلقت سنة 2006 مقابل الإهمال والتسيب الذي يمر به كما أن حائط السياج غير مكتمل إلى جانب الغياب التام للحراسة ووجود تشققات بالحوضين إضافة أن الغشائين ملتنان حول بعضهما فضلا عن عدم برمجة الهيكل الخاص بعملية الفرز وغياب المرافق الإدارية والأكثر من ذلك فإن مركز الردم التقني للنفايات بالميلية يوجد في وضعية كارثية بفعل الأعمال التخريبية التي تعرض لها من طرف مجهولين منذ أسابيع مما أدى إلى تسرب مياه الأمطار بين الغلافين وقعر الحوض وتمزيق الغشاء المطاطي وغياب وسيلة الوزن وانعدام المسالك المؤدية إلى الحوض. وفي ذات السياق مازال مركز الردم التقني بالطاهير الذي يغطي بلديات بالشحنة، الأمير عبد القادر، وجانة والطاهير، يراوح مكانه رغم مرور خمس سنوات على إنطلاق الأشغال به بسبب إنزلاق التربة من الناحية الغربية وانعدام أي مرفق إداري وعدم برمجة هيكل فرز النفايات كما أن حائط السياج قد إنهار جزئيا وأتلف الغشاءان أن المطاطي والنسيجي ويوجد به حوض واحد تصب نفاياته بمجرى مياه وادي بوكرعة المستعملة في سقي عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية وأيضا غياب المسلك المؤدي إلى الحوض. الوضعية الحالية للمراكز الثلاثة للردم التقني للنفايات كرست الظهور المكثف للمفارع الفوضوية وهي الوضعية التي دفعت سكان بعض أحياء مدن الميلية، الطاهير وجيجل إلى الإحتجاج للمطالبة بإزالة هذه المفارغ خاصة مركز الطاهير الموجود في منطقة عمرانية كما تقتضي الضرورة البيئية والصحية والمحافظة على جمال المدن مع التعجيل في إنهاء الأشغال بمركزي الطاهير والميلية واللجوء إلى استعمال المقاييس الضرورية أثناء فرز و رسكلة النفايات مع التفكير في إقامة مراكز جديدة في البلديات ذات الكثافة السكانية الكبيرة والعمل على تزويد المراكز الثلاثة الحالية بالعتاد والتجهيزات الضرورية.