طمأن مدير التسويق بمعهد باستور، الدكتور عبد الرزاق سوفي، المواطنين بتوفير مختلف اللقاحات التي تدخل في إطار الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال، كاشفا عن استلام المعهد مؤخرا ل950 ألف جرعة لقاح مضاد للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف. أوضح ذات المسؤول، في تصريح لوأج، أن المعهد يتوفر على مخزون أمن من مختلف اللقاحات واستلم مؤخرا 950 ألف جرعة إضافية من اللقاحات الثلاثة المضادة للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، معتبرا هذه الكمية بالكافية لتغطية الاحتياجات وفق الرزنامة الوطنية. وأشار من جهة أخرى، إلى أنه وبالرغم من الظروف الصحية الصعبة التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا وتعليق الرحلات الجوية عبر العالم، «تمكنت الدولة من اقتناء هذه اللقاحات وضمانها لكل الأطفال في إطار الرزنامة الوطنية للتطعيم، إلى جانب الحصص الموجهة الى كل فئات المتمدرسين خلال الدخول القادم». وبخصوص تموين مناطق الجنوب خلال هذه الفترة التي انقطعت فيها وسائل النقل الداخلية، ثمن ذات المسؤول الدور الذي لعبه الجيش الوطني الشعبي في القيام بتزويد هذه المناطق بحصصها من هذه اللقاحات. وعن التنظيم في التوزيع، أكد الدكتور سوفي أن كل المصالح والهياكل التي تسند لها مهمة القيام بلقاحات الأطفال تتحصل على الكميات المطلوبة في وقتها، معبرا في المقابل عن «أسفه للتبذير المسجل في بعض المصالح التي تتكفل بصحة الأم والطفل مقارنة بعدد الأطفال المستفيدين من هذه العملية». من جهتها طمأنت مديرة مؤسسات الصحية الجوارية لشمال الجزائر العاصمة الدكتورة نادية علاّم، بتوفير كل اللقاحات بالمؤسسات التي تشرف على تسييرها، مؤكدة «عدم تسجيل انقطاعات بتاتا من حيث هذه المادة الحيوية بفضل التضامن فيما بين هذه المؤسسات». وتشرف الدكتورة علام على تسيير حوالي 17 عيادة متعددة الخدمات وأزيد من 30 قاعة علاج متواجدة فوق تراب بلديات كل من بوشاوي وعين البنيان وشراقة تقوم كلها بلقاحات الأطفال التي تدخل في إطار الرزنامة الوطنية. وأكدت ذات المتحدثة، بأن «عددا قليلا جدا كان يعاني من انقطاعات في اللقاح المضاد للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف ولكن الإدارة استدركت الوضع وحلت المشكلة بفضل التضامن بين هذه المؤسسات، حيث قامت تلك التي تتوفر على مخزون في هذه المادة بمساعدة الأخرى التي نفدت بها». وأكدت المكلفة بالإعلام بمؤسسة الصحة الجوارية لهضبة العناصر بالقبة فايزة وافي، توفر اللقاحات الموجهة للأطفال باستثناء المضادة للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف التي نفدت، أول أمس، بعد استفادة الأطفال من آخر الجرعات، معبرة عن أملها في أن يزود معهد باستور المؤسسة بهذه المادة في «أسرع وقت ممكن». وشدد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال البروفسور عبد اللطيف بن سنوسي، من جانبه، على ضرورة «التطبيق الفعلي» للرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال، معبرا عن «تخوفه من تسجيل ندرة في بعض لقاحات الأطفال التي تدخل في إطار الرزنامة الوطنية خلال الأشهر القادمة، بسبب تفشي فيروس كورونا الذي عطل النشاطات الأخرى». ودعا ذات الخبير إلى «التعجيل في تطبيق هذه الرزنامة حفاظا على صحة الأطفال والمجتمع»، حاثا على وقاية الأطفال من بعض الأمراض التي تصيبهم، سيما خلال موسمي الخريف والشتاء، على غرار التهاب القصبات الهوائية مما سيتسبب خلال هذه الفترة - كما حذر- في «اكتظاظ كبير في مصالح طب الأطفال بالمؤسسات الاستشفائية الوطنية». وبعد أن ثمن المجهودات التي قامت بها الدولة منذ الاستقلال في مجال تلقيح الأطفال، في مقدمتها التطعيم ضد الجذري، الذي كان يتسبب وقتها في وفاة نسبة 30٪ من هذه الشريحة، مع مواصلة وزارة الصحة لمجهوداتها في تطبيق الرزنامة الوطنية للقاحات بمساعدة الأولياء، وصف البروفيسور بن سنوسي هذه العملية ب»المكسب الكبير الذي حققته الجزائر». كما نوه ذات الخبير بعمل وزارة التربية الوطنية، التي كانت تفرض منذ سنوات دفتر تلقيح الأطفال المقبلين على التمدرس لتسجيلهم، وكذا وزارة الإتصال من خلال الدور الذي لعبته مختلف وسائل الإعلام في تحسيس المجتمع حول أهمية هذا التطعيم. وشدد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال من جانب آخر، على المداومة على التطعيم إلى غاية بلوغ نسبة 95٪ من هذه العملية وهي النسبة التي يراها ذات الخبير «بالكافية والضامنة لوقاية الأطفال من بعض الأمراض الفيروسية الفتاكة طوال حياتهم»، معتبرا أن تسجيل أي انخفاض في التطعيم دون هذه النسبة «يشكل خطرا على هذه الفئة ويساعد على عودة هذه الأمراض». وذكر على سبيل المثال حالات الحصبة التي ظهرت خلال سنتي 2016 و2017 ببعض ولايات الجنوب، ثم انتشرت بولايات أخرى نتيجة عدم اكتمال عملية التلقيح ضد هذا المرض الفيروسي بعد عزوف أو تهاون بعض الأولياء. وبفضل استثمار الجزائر في لقاحات الأطفال، فقد انتقل معدل وفيات الأطفال -بحسب ما ذكر به الخبير- من 150 حالة لكل 1000 ولادة حية بعد الاستقلال إلى 20 حالة لكل 1000 ولادة حية خلال السنوات الأخيرة وهي نسبة، بالرغم من أنها مشجعة يراها البروفسور بن سنوسي بأنها «لازالت بعيدة كل البعد» عن تلك التي توصلت إليها الدول المتقدمة التي تسجل 5 وفيات لكل 1000 ولادة حية. وبفضل المجهودات التي بذلتها الدولة في تطوير الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال، التي ساهمت في القضاء على شلل الأطفال سنة 2016 وكذا الكزاز لدى المرأة الحامل والأطفال حديثي الولادة سنة 2018، نالت الجزائر شهادتي اعتراف في هذا المجال من طرف المنظمة العالمية للصحة. وساهمت كل هذه المجهودات في توسيع وتطبيق لقاحات الأطفال في انتقال مستوى الأمل في الحياة من 42 سنة بعد الاستقلال إلى 76 سنة خلال سنة 2019 لدى الرجال و86 سنة لدى النساء.