جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، أول أمس من ميلة، دعوته للطبقة السياسية من أحزاب وشخصيات إلى عقد ميثاق شرف أخلاقي جماعي يهدف لترقية العمل والأداء السياسي بالجزائر، فيما أكد من سطيف أن المكتب السياسي للحزب سيقصي ويفصل قريبا كل "المناضلين المتمردين"، ممن ترشحوا في قوائم أخرى. واستهل بعجي خطابه في التجمع الذي نشطه بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، بالتطرق للأحداث السياسية التي ميزت الأيام القليلة الماضية والتي أبرزت كما قال مجهود الدولة الجزائرية ودبلوماسيتها منها زيارة رئيس الحكومة الليبية للجزائر وبرنامج العمل الثري والتعاون الاقتصادي الذي ميزها، فضلا عن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لنظيره الصحراوي بالمستشفى، بما يؤكد أن "الجزائر حكومة وشعبا ثابتة على موقفها المبدئي وقرارها السيادي السياسي وهو الانتصار دوما للحرية و للأحرار". وأضاف بعجي بخصوص التشريعيات، بأن الآفلان تماشيا مع الشعار المرفوع "نتجدد ولا نتبدد" عمل على تقديم إطارات وكفاءات شابة نظيفة من الجيل الجديد، "تم ضبط قوائمها بعيدا عن الغرف المظلمة"، بما يؤكد، حسب بعجي، إرادة حزب جبهة التحرير الوطني ومسعاه للتغيير مع ضمان التوازن، علما وأن برلمان هذه المرة، يؤكد بعجي، يختلف عن البرلمانات السابقة كونه يأتي في ظل دستور جديد تضمن أحكام للممارسة السياسية والبرلمانية مختلفة عما سبقها، إذ من حق الأحزاب الفائزة في الاقتراع تشكيل التحالف الحكومي والآفلان حسبه يقود حاليا حملة نظيفة في جو من المنافسة الشريفة، بعيدا عن كيل التهم بغية إنجاح العملية والمسار الانتخابي. بعجي أكد مسعى حزب جبهة التحرير الوطني لخلق مجتمع جديد عبر مشروع يصوغه الخبراء في مختلف المجالات والقطاعات، يتم التركيز فيه على إصلاح حال العنصر البشري بوصفه محرك كل نهضة أو تنمية، الذي كان مع البيروقراطية من أهم أسباب الفساد الذي عاشته البلاد، ضاربا المثل بقطاع التعليم العالي حيث أثبت نظام الألمدي فشله كونه يصلح للاقتصاديات العالمية القوية. واعتبر المسؤول الأول عن "الأفالان"، خلال تجمع شعبي بدار الثقافة "هواري بومدين" بسطيف، بأن الاستحقاقات المقبلة تعد:"وسيلة جد فعالة لتجسيد برامج مختلف التشكيلات السياسية التي ستفوز بمقاعد في المجلس الشعبي الوطني المقبل"، مضيفا أن الأحزاب الفائزة بأغلبية المقاعد في البرلمان القادم هي من تتولى تشكيل الحكومة الجديدة، و بالتالي مثلما قال:" ستكون لديها آلية تنفيذية تمكنها من تطبيق برامجها". وأضاف في هذه النقطة إن الإرادة السياسية موجودة لمنح المواطنين حرية اختيار أعضاء الجهازين التنفيذي والتشريعي، ما يعني أن الفرصة سانحة لتطبيق الأحزاب لبرامجها على أرض الواقع، لكن ربط ذلك بضرورة احترام معيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وصرح في هذا الإطار:" من المهم جدا اختيار أحسن الكفاءات والاستثمار في العنصر البشري، لأن الجزائر تتوفر على عباقرة في كل المجالات، وما يلزمنا فقط هو توفير المحيط المناسب لهم، حتى يتسنى إعداد مشروع مجتمع جديد". وأكد أيضا أن الحزب قدم هذه المرة وجوها جديدة، تترشح لأول مرة في الانتخابات البرلمانية، حيث قال:" 98 بالمائة من مترشحي الحزب لم يسبق لهم الترشح في المواعيد الماضية، واعدا المناضلين المقصيين من المشاركة في التشريعيات المقبلة، وممن قدموا الطعون على مستوى هياكل الحزب، بأننا سنختارهم لتمثيل الحزب في الانتخابات المحلية المقبلة". ودعا بعجي في ختام خطابه من مناضلي الحزب في ولاية سطيف، إلى ضرورة نبذ الخلافات فيما بينهم، والتفكير فقط في المصلحة العامة للحزب، مضيفا أن الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 12 جوان المقبل، واختيار أفضل الممثلين في جميع ولايات أرض الوطن، يعني الذهاب بخطى ثابتة نحو النمو والتطور في السنوات القادمة.