لم يمر امتحان مادة الرياضيات بردا وسلاما على المترشحين لنيل شهادة التعليم المتوسط أمس، بعد أن واجه الكثير منهم صعوبات في معالجة الوضعية الإدماجية، ، لكنهم أجمعوا على سهولة مواضيع الإنجليزية وكذا التاريخ والجغرافيا. غادر تلاميذ السنة الرابعة متوسط قاعات الامتحانات في اليوم الثاني لشهادة التعليم المتوسط بعد انقضاء الفترة الصباحية، والخيبة ظاهرة على وجوه العديد منهم، بسبب موضوع مادة الرياضيات، خاصة في جزئه المتعلق بالوضعية الإدماجية التي استعصى على مترشحين معالجتها، وراح كل منهم يعتمد الطريقة التي رآها الأصوب للوصول إلى الحل الصحيح، دون أن يتفقوا على منهجية موحدة. وخلافا لمواضيع اليوم الأول التي كانت في المتناول بإجماع المترشحين لاجتياز هذه الامتحانات الرسمية، اشتكى الممتحنون من موضوع مادة الرياضيات التي شكلت صدمة لدى الكثير منهم، وجعلت بعضهم يراجعون توقعاتهم بشأن المعدلات التي يطمحون لتحقيقها، لا سيما بالنسبة لمن واجهوا صعوبات حتى في التمرين الثالث الذي سبق الوضعية الإدماجية. وأفاد مترشحون «للنصر» بأن الكثير من الممتحنين صنفوا موضوع الرياضيات في خانة الصعب، لأنه استدعى منهم الكثير من المجهود الفكري لمعالجته، كما اشتكوا من طول الأسئلة مقارنة بالمدة الزمنية المخصصة للامتحان (ساعتان)، أي من الثامنة والنصف إلى العاشرة والنصف صباحا، آملين في أن يأخذ الأساتذة المصححون هذه الاعتبارات في الحسبان، عندما تقع أوراق الإجابات بين أيديهم. والتحق المترشحون مجددا بالقاعات عند الساعة الحادية عشرة، لاجتياز الامتحان في اللغة الإنجليزية التي أعادت الأمل إليهم، واتفق جلهم على سهولة الموضوع ووضوح النص الذي بنيت عليه الأسئلة، وهو الانطباع نفسه الذي أظهره الممتحنون بعد اجتياز الاختبار في مادتي التاريخ والجغرافية خلال الفترة المسائية.وتمحور الموضوعان حول التضاريس والمناخ، وكذا تاريخ الجزائر، وكانت الأسئلة في المتناول ومستمدة من البرنامج الدراسي، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين واظبوا على حضور حصص المراجعة التي قدمها الأستاذة مع نهاية السنة، وحرصوا على التحضير الجيد للشهادة. ويذكر بأن صعوبة أسئلة مادة الرياضيات أبكت تلاميذ على مستوى عدة مراكز بولاية تبسة، الذين وصفوها بالصعبة ، واعتبروا التوقيت المخصص لها غير كاف لمعالجة كافة التمارين، مؤكدين بأن الأمور سارت عكس ما كانوا ينتظرونه، وخلافا لليوم الأول، بسبب عجز العديد منهم عن تقديم الإجابة الصحيحة. ويتمثل مكمن الصعوبة وفق تأكيد أحد أساتذة مادة الرياضيات «للنصر»، في الوضعية الإدماجية التي شكلت المفاجأة وخالفت كل التوقعات، مؤكدا بأن التمرين لا يستطيع حله حتى التلميذ المجتهد، ما يعتبر حسبه تعجيزا للتلاميذ، غير مستبعد أن ينعكس ذلك على نتائج المادة هذه السنة، فضلا عن صعوبة التمرين الأول والثالث، وعدم مراعاة التدرج في بناء الأسئلة كما هو معمول به في جميع الامتحانات. وبحسب المصدر فإن الأسئلة تبدأ عادة من السهل إلى الصعب، عكس موضوع الرياضيات، مما شكل نوعا من الصدمة لدى المترشحين، الذين أبدوا ارتياحهم لسهولة مواضيع باقي المواد، على غرار باقي المترشحين بمراكز أخرى. وباستثناء ما أثاره التلاميذ بخصوص موضوع مادة الرياضيات، سارت الامتحانات في ظروف جيدة على مستوى مختلف المراكز الموزعة على التراب الوطني، في إطار البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، وحرص على مرافقة الممتحنين القاطنين بالمناطق المعزولة من قبل القطاع، بتخصيص مراكز لتمكينهم من اجتياز الشهادة على غرار باقي المترشحين.كما حرص الأولياء على مرافقة أبنائهم لمدهم بالدعم المعنوي، ومساندتهم خلال هذه الأيام، وفضل بعضهم البقاء بجوار المراكز إلى غاية خروج المترشحين من قاعات الامتحان، على أن يجتاز التلاميذ اليوم الامتحان في مواد العلوم الطبيعية والفرنسية في الفترة الصباحية، واللغة الأمازيغية في الفترة المسائية، بالنسبة لمن درسوا هذه المادة خلال السنة.